الفنانة إلهام العالمي: المرأة تشبه في هشاشتها شجرة الكرز
لوسات أنفو: إلياس أبوالرجاء
إلهام العالمي، فنانة مغربية شابة تقطن بمدينة العرائش، خريجة المعهد الوطني للفنون الجميلة بتطوان، كما درورشة الخياطة بمعهد التكوين المهني كانت من المتأهلين لنهائي برنامج Dream Artist 2022، تعرض حاليا لوحاتها بالرواق الفني لرياض Jaal كفنانة مقيمة. في هذا الحوار الذي أجريناه بين لوحاتها بمعرضها الفني، تحدثنا إلهام عن أعمالها وعلاقتها بالثوب الذي شكل مجال إبداعها.
كيف بدأ اهتمامك بهذا النوع من الفن؟
لطالما كانت لي علاقة وطيدة مع الثوب، فمنذ صغري كنت دائما أصنع ملابسا للدمى عن طريق الثوب، وجدتي كانت تقوم بإنشاء الزرابي أو “بوشرويط”، أما أمي فهي الأخرى كانت متخصصة في الطرز الفاسي والطرز الرباطي، وبالتالي فهذا المزيج الفني الذي كنت أعاينه ساعدني، وظهر لاحقا في أعمالي عندما تخصصت في الفن، فأصبحت أشتغل أكثر على الفن المفاهيمي، وأوظفه مع مواد مختلفة كالجبص والشمع وغيرها.
لكن في تلك الفترة بالضبط تعلقت أكثر بالثوب، فالتحقت بورشة التكوين المهني للخياطة، وهو ما ساعدني في تخطي مرحلة صعبة من حياتي، إذ كنت أعتقد أنني لن أعود لممارسة الفن مرة أخرى خاصة بعد انقطاعي عن الدراسة بمعهد الفنون الجميلة لمدة ثلاث سنوات، إلا أنني تعلقت بمواد فن النسيج أكثر آنذاك، وحاولت تطبيق أفكار مختلفة كانت تدور في مخيلتي، خاصة في برنامج Dream Artist، وبهذا تمكنت من استرجاع الحس الفني الذي كنت أتمتع به.
تقدمت بعدها بطلب استعطاف لمعهد الفنون الجميلة من أجل استكمال السنة الدراسية النهائية، وهو ما تأتى لي بعدما ناقشت بحث تخرجي، الذي طبقت فيه مجموعة من الأفكار التي راودتني أثناء التحاقي بورشة التكوين المهني.
هل تمارسين أنواعا أخرى من الفن أم أنك وفية دائما للثوب؟
أرسم كذلك بالقلم والفحم، وأستعمل تقنيات مختلفة عن طريق النسيج، أحاول دائما الزج بخيوط بالصوف والثوب داخل أعمالي، وكذلك الجوهر الذي يوضع على الثوب، فدائما أحاول اعتماد مختلف التقنيات في أعمالي، عن طريق إضافة مواد مختلفة لكن مع الاحتفاظ بالثوب والخيط.
هل لك أن تقدمي لنا نبذة عن أعمالك المعروضة بهذا الرواق؟
أعمالي متخيلة، يعني أنني أشتغل مباشرة دون الاعتماد على صورة مسبقة، أحاول الاشتغال على تيمة الهشاشة وعلاقتها بالإنسان والطبيعة، ففي الطبيعة أرى أن الأشجار تشبه المرأة كثيرا، ووقع اختياري على شجرة الكرز لأنها من أكثر الأشجار هشاشة، وتموت في فترة قصيرة، كما أن أوراقها تسقط في فترة قصيرة، ولأنها كذلك من أجمل الأشجار في الفصول الأربعة.
أشتغل على الفصول الأربعة عن طريق معاينة الأشجار في هذه الفصول المختلفة، وأختار الفصل الذي يتناسب مع إحساسي في تلك اللحظة لأشتغل عليه، اشتغلت مرة على فصل الربيع وشجرة الكرز، لأن هذه الأخيرة تتقاسم مع المرأة مجموعة من الطبائع كالصبر والتجدد والولادة والعطاء المستمر حتى الموت. لم يكن من السهل تطبيق هذه الفكرة، فمنذ سبع سنوات وهي تدور في ذهني، وأخذت مني الكثير من التفكير والبحث من أجل تطبيقها.
كيف ساعدك هذا المكان في الإبداع أكثر؟
أحب الاتصال بالطبيعة، وهو الأمر الذي كان متاحا لي أثناء إقامتي هنا، من خلال هذا الفضاء الأخضر والجميل، كنت أحس وكأنني في منزلي خاصة في ورشة النسيج، أعتبر من يشتغلن هناك بمثابة أمهاتي واستطعنا معا نسج علاقة جيدة ستستمر مدى الحياة وسأعود هنا لنشتغل من جديد بالتأكيد.
هل المغاربة يقبلون على اقتناء هذا النوع من الفن؟
بصراحة، الأشخاص الذين يستطيعون تذوق الفن، هم من يعرفون البعد الجمالي والحسي لهذا الفن، وبالتالي يصرون على اقتناء هذا الفن بأي ثمن. عموما هناك إقبال متوسط، وأتمنى من الناس التعرف على هذا الفن والتقرب منه لمحاولة فهمه.
أخيرا، هناك لوحة أثارت اهتمامي بشكل كبير لرجل وامرأة بينهما خيط، ما الذي تعنيه تلك اللوحة؟
نعم تلك اللوحة تحمل عنوان زواج الكرز، عن العلاقة الهشة بين الرجل والمرأة، وحاولت وضع خيط هش بينهما مزين بالكرز، للتعبير عن العلاقة الجميلة والهشة التي تربط الرجل بالمرأة، ورغم هشاشتها فهي صلبة كذلك، الهشاشة تكون دائما مقرونة بالصلابة.