مايك فان كويكنبورن: الرياضة مجال مزدهر لفلسفة الأخلاق

حاوره: جيفرسون روبنز

يقول فان كويكنبورن: “لا يمارس الكثير من الناس الرياضة بالضرورة، ولكنهم يتفاعلون في سياق كونهم مشجعين، وأعتقد أن كونك مشجعًا له آثار أخلاقية. هل هناك فرق أو لاعبين معينين ليس من الجيد حقًا دعمهم بسبب سلوكهم غير الأخلاقي؟ هل كونك معجبًا يجمع الناس معًا، أم أنه يؤدي في النهاية إلى تقسيمنا إلى قبائل، بحيث نصنع أعداء أكثر من غيرهم؟” في هذا الحوار يرى مايك فان كويكنبورن مدرس الفلسفة في كلية المجتمع في إيفريت ،أن الألعاب الرياضية، سواء كانت احترافية أو غيرها، هي مجال مزدهر للبحث في علم الأخلاق. ويقول إن الرياضة تطلب منا أن نلاحظ – أو نتجاهل – مجموعة من الأسئلة حول النضال، والإنجاز، والمنافسة، والعدالة الأساسية. وهذا ينطبق على الرياضة التي نشاهدها، وعلى أنفسنا كمراقبين.

س: ما هي أنواع الأسئلة الأخلاقية التي يطرحها الرياضيون؟

مايك فان كويكنبورن : إنها مجموعة كاملة من الأشياء، بدءًا من سؤال ما إذا كانت الرياضة طريقة جيدة لغرس السلوك الفاضل في الناس . أود أن أشير إلى أنه بالنسبة للعديد من الأطفال، فإن السياق الرياضي هو السياق الأول الذي قد يواجهون فيه معضلات أخلاقية أكثر تحديًا. هل يجب عليك الغش؟ إذا خرقت قاعدة ما، فهل يجب أن تعترف بذلك أم تحتفظ به لنفسك؟ هل يجب عليك مساعدة الخصم المصاب؟ إذن هناك هذا النوع من مجالات التدريب، لكن اليوم، أكثر فأكثر، الرياضة تشغل هذا السؤال عما يعنيه أن تكون إنسانًا في المنطقة التي تدور حول عقاقير  (منشطات)تحسين الأداء. لقد بدأ بعض الفلاسفة بالفعل في التكهن – لأنه أصبح حقيقة – حول تأثير الهندسة الوراثية على البشر. هل يجب علينا متابعة مثل هذه الأشياء، خاصة عندما تفعل ذلك من أجل ما قد يبدو تافهًا إلى حد ما: أن تصبح رياضيًا أفضل؟

وبما أننا نجتمع بشكل أقل في مجموعات دينية أو في تجمعات مدنية أخرى، فإن الرياضة هي وسيلة للالتقاء مع أشخاص آخرين وتلبية تلك الحاجة التي يتعين علينا التواصل معها

س:إذا كانت الرياضة بمثابة احتفال بالإنجازات البدنية البشرية، فماذا نفعل بحدودنا الأساسية عندما يدخل تحسين الأداء في الصورة؟

الفيلسوف الذي فكر في هذا هو مايكل ساندل . لقد كتب كتابًا بعنوان ” القضية ضد الكمال“ ، حيث قال إنه على الرغم من أن الهندسة الوراثية والتحسين الكيميائي يمكن أن يكونا آمنين، إلا أنه سيكون هناك ثمن لاستخدام تلك التقنيات الهندسية لتحقيق نوع من التحسين. سنكون مسيطرين أيضًا على مصائرنا، وهذا من شأنه أن يحرمنا من التواضع – وبالطبع نظرًا لأن هذا النوع من التقنيات الهندسية لن يكون متاحًا إلا للأشخاص الأكثر حظًا في العالم، والذين يمكنهم تحمل تكاليف هذه الأشياء، فإنه سيبدأ حقًا في تمزيق الإنسانية من حيث علاقاتنا مع بعضنا البعض. اقترح بعض الناس ما يلي” حسنًا، دعونا نقيم دورة ألعاب أولمبية معززة، ولا نقلق بشأن اختبارات المنشطات. ” يقترح ساندل أن هذا النوع من الرياضيين سيكون في الأساس روبوتات زائفة. في البداية، قد يكون هناك اهتمام كبير بما يمكن أن يفعله هؤلاء الأشخاص، لكن ذلك سيتلاشى بسرعة، لأنه سيصبح روتينيًا للغاية. لن نتعجب من جهد الفرد. قد نتعجب من طريقة هندستهم، لكن لن يكون الشخص نفسه هو الذي نعجب به.

س:دعونا نتحدث عن ألعاب الفيديو كرياضة. عندما ألعب إحدى ألعاب الكمبيوتر في المنزل، لا أقوم بالكثير من الأنشطة البدنية باستثناء إلحاق الضرر بظهري. هل أنا رياضي؟

يعتمد ذلك على تعريفك للرياضة، والتعريف الذي أفضّله في الواقع يشير إلى أن الرياضات الإلكترونية هي رياضة. أما فيما يتعلق بما إذا كان الأشخاص الذين يشاركون في الرياضات الإلكترونية هم رياضيون، فأعتقد أنه من الواضح أنهم ليسوا كذلك. لكنني لا أعتقد أنه يتعين عليك أن تكون رياضيًا حتى تشارك في الألعاب الرياضية. بالتأكيد في بعض الحالات، من المبالغة القول بأن لاعب الجولف هو رياضي، لكن الجولف رياضة. ما أشجع الناس على التفكير فيه هو ما إذا كانت بعض الألعاب الرياضية أكثر شمولية من غيرها أم لا – حتى القول إن إحدى الرياضات هي إلى حد ما أكثر جاذبية من غيرها، وبمعنى ما أفضل من أخرى. لكنني أريد أن أصف ذلك بالقول إن الأمر يعتمد على ظروفك. أود أن أقول إن الرياضة الإلكترونية هي رياضة، لكنني أعلم أنني لن أشجع أطفالي على ممارسة هذه الرياضة.

س: تبدو الدوريات الخيالية بمثابة وسيلة لغير الرياضيين للمشاركة في الألعاب الرياضية، ولكن ماذا نقول عندما لا يتظاهر الناس بأنهم لاعبون، بل مالكون؟

أعتقد بالتأكيد أنها مشكلة بعض الشيء. إنه يحول الرياضيين إلى أشياء، إلى بيادق صغيرة تجمعها معًا لمحاولة النجاح في هذه اللعبة التي تلعبها. من القصص التي سمعتها، في بعض الأحيان إذا أصيب أحد اللاعبين، فسوف يحصلون على تغريدات سيئة تقول: “لقد أفسدت للتو خيالي”. في أي وقت يرى شخص ما شخصًا معينا كشيء وليس الشخص الذي هو عليه يمثل مشكلة. وبطبيعة الحال، تعتبر البطولات الخيالية غير قانونية أيضًا في ولاية واشنطن.

يبدو أن احتضان الإنسان للرياضة أكبر بكثير من نتائجه الفعلية. إذا فاز فريق سيهوكس بلقب السوبر بول، فهذا لا يصلح شوارعي أو يعالج السرطان. فلماذا كل هذا التركيز؟

يمكن أن يكون هناك الكثير من التفسيرات لذلك. أعتقد أن هناك الكثير من التركيز على كونك مشجعًا، والهدف الكامل من العرض الذي قدمته هو أنه يجب علينا التركيز بشكل أكبر على المشاركة في الألعاب الرياضية. أود أن أذكر الناس بأن مصارعة السومو هي رياضة، والجمباز هي رياضة – لديك نوعان من الأجسام المتعارضة تمامًا، وبينهما هناك مجموعة كاملة من الألعاب الرياضية التي تجذب الناس من جميع مناحي الحياة. أحد الاقتباسات التي أرويها هو أنه قبل خمسين عاما، كان ثلاثة فقط من كل 10 أمريكيين يعتبرون أنفسهم مشجعين للرياضة، ولكن بحلول عام 2012، أصبح العدد ستة من كل 10. ويشير أحد المقالات إلى أن الرياضة قد تحل إلى حد ما محل الدين في أمريكا. المجتمع، وبالنسبة لي، هذا لديه بعض المعقولية. وبما أننا نجتمع بشكل أقل في مجموعات دينية أو في تجمعات مدنية أخرى، فإن الرياضة هي وسيلة للالتقاء مع أشخاص آخرين وتلبية تلك الحاجة التي يتعين علينا التواصل معها مع البشر الآخرين.

المصدر: h/w