هل تجعل أجهزة الكمبيوتر الأطفال أكثر ذكاءً أم غباءً؟
لوسات أنفو : خديجة بنيس
بينما باتت أجهزة الكمبيوتر والحواسب اللوحية تأخذ حيزا كبيرا في تعليم الأطفال. وبينما قالت الأمم المتحدة إن 46.7 بالمئة من فصول المدارس الابتدائية في جميع أنحاء العالم لديها إمكانية الوصول إلى أجهزة الكمبيوتر، تصل تلك النسبة إلى 98 بالمئة في بلدان الاتحاد الأوروبي، قال قال باحثون ألمان إن أجهزة الكمبيوتر تؤثر سلبا على نمو الطفل.
وقد عبر مجموعة من الباحثين الألمان عن مخاوفهم بشأن تأثيرات الرقمنة وتقنياتها على نمو الأطفال، وفي ذلك، قالو إن الحواسب اللوحية وأجهزة الكمبيوتر المحمولة لا تجعل الأطفال أكثر ذكاءً، بل تجعلهم أكثر غباءً، خاصة الأطفال الذين تقل أعمارهم عن 10 سنوات،وطالبو بوقف التحول الرقمي في مرحلتي رياض الأطفال والمدارس الإبتدائية، أي الفئة العمريةالتي تتراوح ما بين 4 و11 عاما.
وأشارو أن الهدف ليس حظر التكنولوجيا الرقمية بل العودة إلى مهمة التدريس، والتركيز على التعليم والفوائد التربوية للمهارات الاجتماعية ليصبح الطلاب جزءا مفيدا في المجتمع.
وقد قوبلت هذه المبادرة بالقليل من الفهم من قبل باحثين آخرين، ففي المقابل اعتبرت فئة أخرى من الخبراء أنهااتجاه قديم مناهض للتكنولوجيا التي تساعد في تطوير التعليم بين الأطفال في حالة وجود إشراف جيد من قبل المدرسين
إن هناك تباينا في الأدلة العلمية حول تأثيرات التقنيات الرقمية على نمو الطفل بحسب الباحثين؛هناك بعض الأدلة على وجود تأثيرات على التطور المعرفي وعدم القدرة على التركيز جراء الإفراط في استخدام الكمبيوتر، وهو الأمر الذي يمكن أن يؤثر سلبا على مراحل التعليم، بمعنى إعاقة التفكير النقدي ومهارات حل المشكلات، لكن من غير الواضح ما إذا كانت هذه التأثيرات السلبية قصيرة أم طويلة الأمد.
وفي ذلك، تشير بعض الدراسات إلى أن الإفراط في استخدام أجهزة الكمبيوتر يؤثر على الصحة البدنية بسبب السلوكيات التي تنطوي على الجلوس لفترات طويلة، بما في ذلك ارتفاع معدلات السمنة و التسبب في اضطرابات النوم وزيادة معدلات القلق.
ويقول الباحثون إن هذه المخاوف ترتبط بشكل كبير بالإفراط في استخدام الإنترنت ومنصات التواصل الاجتماعي بين الأوساط الشبابية.
ووفق هذا الإتجاه فإن أجهزة الكمبيوتر قد يكون لها تأثيرات إيجابية على نمو الأطفال إذ كشفت أبحاث عن أن وسائل التكنولوجيا الرقمية تعد وسيلة فعالة لتعزيز مهارات القراءة والكتابة والرياضيات والمهارات اليدوية والذاكرة البصرية عند استخدامها في المدارس.
وكشفت دراسات عن أن استخدام الأطفال للتكنولوجيا الرقمية التفاعلية يساعدهم على تعلم اللغات وزيادة تركيزهم مع تقوية ذاكرتهم.
وبالتالي فإن الروبوتات والبرمجة وتعلم اللغة ومحو الأمية الوظيفية والرياضيات تعد وسائل تساعدنا في الوصول إلى المعلومات لكي نكون مبدعين وتساعد بشكل كبير في تطوير تفكير ما وراء المعرفة.
(عن موقع DW )