“قصائد بطعم البحر” تنثر ندى شاعريتها الصويرية بالحضرة المراكشية
لوسات أنفو
احتضن المركز الثقافي بالقطب المواطن المحاميد بمراكش مساء أمس الجمعة 17 نونبر 2023 فعاليات حفل توقيع ديوان شعري مشترك موسوم ب”قصائد بطعم البحر” لثالوث إبداعي قادم من مدينة الصويرة، ممثل بالشعراء : مبارك الراجي، زبيدة أوبحو ونوفل السعيدي، وشكل هذا اللقاء المنظم من طرف المديرية الجهوية للثقافة مراكش أسفي والمركز الثقافي بالقطب المواطن المحاميد فرصة للإحتفاء بثلاث تجارب شعرية متميزة، بصمت في السنوات الأخيرة على حضور متميز في الساحة الشعرية الوطنية والعربية.
في كلمته التقديمية أشار الزميل حسن البوهي الذي أدار هذا اللقاء أن خصوصية الديوان المحتفى به تكمن في أنه يختزن بين دفتيه ثلاثة توجهات شعرية، غنية بنسقها الشعري ونفسها الابداعي، ورغم اختلاف هذه التجارب إلا أنها تجتمع حول روح الشعر وتمتح من معين نبعه الإبداعي.
ترسيخا لثقافة الاعتراف، استهلت فعاليات هذه الأمسية بفقرة تكريمية للأستاذ “علي الصناع”، تقديرا لمجهوداته الحثيثة في دعم مجموعة من المبادرات الثقافية الخلاقة بمدينة النوارس، فبالإضافة إلى دعم طبع المجموعة الشعرية “قصائد بطعم البحر” قام أيضا بدعم إنتاج الفيلم السينمائي “الشواف” الذي من المنتظر أن يرى النور قريبا، وهو ما أثار ثناء واستحسان العديد من الفعاليات الثقافية الحاضرة، بتأكيدها أن الساحة الفنية والابداعية المغربية في حاجة لمثل هكذا مبادرات من أجل إغناء المشهد الثقافي الوطني واستقطاب القطاع الخاص للإستثمار في هذا الجانب، وعبَر الأستاذ علي الصناع عن سعادته بهذه الالتفاتة الرمزية مشيرا أن دعمه للمبادرات الثقافية نابع من إيمانه بالرسالة النبيلة للفن والابداع كوسيلة لإحداث التغيير الإيجابي وإرساء أسس التثاقف الحضاري كمشترك إنساني.
وفي هذا السياق سلمت للأستاذ “علي الصناع” له شهادة رمزية تقديرية باسم المديرية الجهوية للثقافة مراكش أسفي من طرف الأستاذ “خالد البغدادي” مدير المركز الثقافي قطب المواطن المحاميد.
نوفل السعيدي..الشاعر المُفرد..الإبداعي المُتعدد
نوفل السعيدي واحد من أهم الأصوات الشعرية على المستوى الوطني والعربي، له ست إصدارات شعرية : أشرعة الحنين، شوق القوافي، مثقل بخطاي، سأكونني يوما، لا أريد أن أكبر، لنقاوم الريح معا.
له مشاركات متميزة في العديد من التظاهرات الوطنية والعربية، كما هو الشأن بالإمارات العربية المتحدة، المملكة العربية السعودية، تونس، وفلسطين، وهو أيضا من بين الشعراء العشرة الأواخر الذين تنافسوا حول جائزة أمير الشعراء بدولة الإمارات العربية المتحدة سنة 2017 ، قريحته الابداعية لا تقتصر على الشعر بل امتدت في السنوات الأخيرة إلى الكتابة المسرحية والسيناريو، والتشخيص المسرحي والسينمائي من خلال دوره الرئيسي في فيلم الشواف الذي من المنتظر أن يصدر قريبا.
حبًر الشاعر نوفل السعيدي في الديوان المشترك “قصائد بطعم البحر” موضوع الأمسية الشعرية بإحدى عشرة قصيدة شعرية: “ساحة الخيمة”، “أشجارها السبع”، “شجرة لاركاريا”، “بعد حين أكون”، “سأقتل نصفي”، “على أي جنب”، “لو أسعفني هذا الموت قليلا”، “ماسكا حفنة من تراب”، “نافذة”، “أنثر خيالك”، “رثائية حفصة السعيدي الرجراجي”.
زبيدة أوبحو..نورسة تنثر بأجنحتها عبير “الهايكو”
نورسة الصويرة “زبيدة أوبحو” ترسم بأجنحتها المشرعة على الابداع تجربة إبداعية متفردة، تنهل من معين القصة القصيرة جدا وشعر الهايكو، وهي تُعد من الأصوات الشعرية المغربية المنافحة عن هذا الأخير بمقاصده الابداعية وخصوصيته التصويرية العميقة والمُكثفة في الآن ذاته، وهو ما بوأها الصدارة للتتويج بالعديد من الجوائز.
صدر لها ديوان مشترك في شعر الهايكو تحت عنوان “كتاب غاليري في شعر الهايكو” ، شاركت في “أنطولوجيا غاليري للقصة القصيرة جدا” إلى جانب ثلة من الكتاب العرب والمغاربة، ترجمت للغتين الفرنسية والانجليزية
لها أيضا ديوان شعري مشترك موسوم ب”النهر الناعم” تُرجم الى اللغة الفرنسية، أما على مستوى مُنجزها الفردي فلها ديوانين: “وجع الصدى” و”إلا الحنين”
تنفتح الشاعرة زبيدة أوبحو على متتبعيها في ديوان “قصائد بطعم البحر” من خلال خمس قصائد شعرية: “صخب الصمت”، “نون النسوة أنا”، “لقاء”، “حنين”، “غياب”،
مبارك الراجي..شاعر الصمت الصاخب
مبارك الراجي من الشعراء المغاربة القلائل الذين يصدحون بأنشودة قصيدة النثر، أجاد ناصيتها وطوًع قوافيها، وهو من بين عرَابيها ومُجدديها الأوائل.
جاء في متن بورتريه دبًجه الزميل حسن البوهي عن جوانب من سيرته الذاتية: “أن ينبعث الإبداع من وحي المعاناة، وتتقد شعلة التألق من رماد ضنك العيش، فذاك أقيانوس ذات ممتدة لا تتكرر كثيرا، وفي حالة تجلياتها النادرة تكشف عن تجربة إبداعية متفردة استطاعت أن تخرج بالآهات والجراح من عتمة الألم إلى ضياء نظم شعري حابل برؤى موغلة في العمق والتجريد، لتغذو عرسا احتفاليا باذخا، يلامس أوتار الذات الصادحة بأنشودة الحياة، وتعلنها معزوفة شعرية خالدة، تتماهى ومعزوفات بيتهوفن، موتزارت، تشايكوفسكي…تلكم سيرة شاعر منبعث من الرماد، اتخذ من أثافي الحرف سلاحه الأوحد لإعلان تمرده والانقداف في قلب معركة وجودية لم تكن منصفة منذ البداية، قاوم قسوتها بسيف الكلمة، تهكم على حتميتها المفجعة بسهام الخيال الجامح والنظم المخاتل…”
صدر للشاعر مبارك الراجي ديوان “ترنيمة لأدم” ، ديوان “ضد اليابسة أو بهاء النسيان” حاز من خلاله على جائزة البياتي في الشعر سنة 1998، ثم ديوان ثالث “شذرات نائية من كتاب الغربان”
يشارك في الديوان المشترك “قصائد بطعم البحر” بثمانية عشر قصيدة: “هدير”، “من تداعيات”، “مااااء”، “صنارة”، “إجلال”، “قصيدة”، “القصيدة2″، “جرح جميل”، “ساعة”، “سهاد”، “طيران”، “عتمة”، “أحلام صغيرة”، “ستارة”، “طفل”، “طفولة”، “مديح”، “هدير”.
تخللت الأمسية إلقاءات شعرية للشعراء المحتفى بهم، إلى جانب وصلات موسيقية على ألة العود، أداها باقتدار وإبداع الفنان “أنور البونية”، وعرفت الأمسية حضور لفيف نوعي مهم من الشعراء والكتاب والمهتمين بالشأن الثقافي.