محمد النواية يكتب عن القيصارية
لوسات أنفو
القيصارية كلمة اعتمدت للعربية في شكلين،”قيصر” وهذا يرجعنا إلى الإمبراطوريات القديمة، حيث كانت تعني حي التجار في المدن البيزنطية والرومانية، وخلافا لهذه التسمية القديمة ،القيصارية هي عبارة عن سوق مغطى بسقف من خشب الأرز وأبواب تاريخية تؤمن الدخول والخروج والسلامة . في نص تاريخي يصف إنشاء القصبة الموحدية بمراكش ويذكر قيصاريتها التي لا مثيل لها في أي مدينة أخرى في العالم الإسلامي؛ كانت مجاورة للمسجد الكبير، في بداية القرن الثالث عشر أتى حريق حولها إلى رماد . القيصارية مكان كبير للتداول في البيع والشراء، هي كذلك عبر التاريخ فضاء فيه البورجوازية التجارية تساهم؛ تدفع وتحرض في مناسبات المطالب الاجتماعية والأحداث السياسية.
القيصارية صفوف لممرات متساوية تتقاطع بزاوية مستقيمة، تحدها حوانيت صغيرة بأبواب بدفتين أفقيتين؛ الأولى تطلق إلى أسفل بها سلم بدرجين كنقطة ارتكاز تساعد صاحب المحل ليكمل قفزته المحفوفة بالمخاطر متشبثا بالحبل المعلق في السقف لحمايته في حالة تعثر، الدفة الثانية ترفع إلى أعلى وتثبت بعمود خشبي. رفوف مرتبة على الحيطان؛ صورة مرسومة بالألوان؛ بلاغي صفر؛أحدية مطروزة بخيوط فضية ، ومجموعة أحزمة بنفس الأسلوب ؛كوبونات الحرير والصوف ؛ستائر بمختلف الألوان وقطائف . جميع مداخل القيصارية محروسة والأبواب تغلق ليلا ويتولى بعض “الزرزاية” حراسة المحتويات المخزونة داخل الحوانيت. بعد العصر يبدأ المزاد العلني في بعض زوايا القيصارية لأنواع المنتوج الموجود، تتعالى أصوات وصياح الدلالين وسط حشد كبير. أسواق الأثواب والعطر والجواهر تتردد عليها النساء لمتعة العين أو الاطلاع على الأثمنة. خارج القيصارية تجد نفسك في الطريق الرئيسي الذي الذي يؤدي إلى باقي الأسواق والقيصاريات الأخرى وعلى امتداده تصطف دكاكين تعرض مختلف المنتوجات الحرفية والملابس التقليدية. في هذا الطريق تشعر أن شحنة النور تتزايد من خلال الألواح المموجة المصنوعة من الألياف الأسمنتية أو الإطارات المعدنية التي عوضت سيقان القصب في تخفيف الإشعاعات الحرقة للشمس وتنقص من احتمال وقوع حرائق كالتي أتت على جميع محلات سوق السمارين مرتين في بداية الخمسينات .