محمد النواية: الحومة جنة الحب الطفولي
لوسات أنفو
اسم الحومة لا يعني خاصة التعايش والتقارب في الفضاء الذي يسمى حي في الكلمة جدر”حم” يعني الحرارة والدفء؛ التضامن ؛ضرورة التعاون التعاضدي لأن كل سكان الحومة منحدرين من نفس الشجرة . الحومة تتكون من عدة دروب على السويقة أي سوق الحي التي تضم كذلك الحمام؛ المطحنة ؛ المسجد؛ والكتاب القرآني الذي غالبا ما يكون معلقا فوق “صابا” أو قبو .كما توجد في الحومة ؛كما كانت دروب وزقاق ضيقة تختصر عبرها الطريق إلى أحياء أو حومات أخرى . الحومة فضاء عائلي في أحضانه نحن معروفون ؛ ومعززون ، ولد الحومة في العرف هو محمي وحامي لهذا الفضاء الذي ترعرع فيه منذ الطفولة ، على ولد الحومة أن يكون متضامنا في حيه .المنافسات التقليدية بين الحومات تعطي في مختلف لحضات السنة عدة فرص لتبوء الحومة في صف الأبطال ،ليلة رمضان يمكن للألعاب أن تصل إلى درجة عالية من العنف ،وفي عاشوراء المنافسات تتمظهر في مسابقات الغناء والرقص الشعبي وإيقاعات الدقة المراكشية .أولاد هم دائما في خدمة الحي وقاطنيه ،يشكلون عصبة ولحمة فيما بينهم فهم حريصون على تمتين هذه العلاقة باللقاءات المتكررة على رأس الدرب وفي المناسبات التي تجمعهم أكانت دينية أم احتفالية مساهمين في إنجاح الأفراح والأعراس والمواساة في الأقراح والجنائز .إلى جانب الغيرة الممزوجة بالاحترام والتقدير الذي يكنونه للساكنة اجمالا وعلى وجه الخصوص النساء الأرامل والمسنات والشيوخ الطاعنين في السن ودوي الحاجة ،حيت لا يبخلون عليهم في تقديم المساعدة ،وكذا حماية القاصرين والبنات .اذا غاب الجار فهناك من يتكفل بإعالة الزوجة والأبناء . طلبة المدارس الغرباء على المدينة هم كذلك لهم رعاة مكلفين بحاجياتهم. في الأعياد والمناسبات الدينية يتم تبادل الحلويات والكعك والفطورات التقليدية على اختلاف أشكالها وتنوع أذواقها والتكافل والمساعدة على مهام الاحتفالات .الحومة بمختلف تمضهراتها تحفظ المدلول العميق لوجودها ؛التضامن أولا . في الأعياد تتجلى فرحة العيد لدى الأطفال في ملابسهم الجديدة والأطباق اللذيذة وأحيانا تصل مناوشاتهم المضحكة المبكية إلى تخاطف هدايا ولعب العيد .