الأمريكيون يرغبون في بديل لبايدن وترامب لتولي الرئاسة
لوسات أنفو: خديجة بنيس
برزت في الآونة الأخيرة بعض الدعوات التي تدلل على احتمالية الدفع بمرشح رئاسي آخر في الولايات المتحدة (غير ترامب وباين ) يتجاوز الاستقطاب الحزبي على نحو يلبي تطلعات المواطنين في التغيير.
وأفاد تقرير نشره مركز إنترريجونال للتحليلات الإستراتيجية، أنه قد أثيرت العديد من التساؤلات حول الركائز التي تستند إليها تلك الدعوات، وفي السياق كشفت نتائج استطلاع الرأي ؛ أن الأمركيين متفقين على أن ترامب وبايدن متقدمين في العمر وبالتالي فإنهما غير قادران على تولية فترة الرئاسة المقبلة؛ بحيث يرى عدد كبير من المواطنين الأمريكيين بنسبة 77 بالمائة أن بايدن لا يمكن أن يكون رئيساً لأربع سنوات بسبب عمره، وكذلك بالنسبة لترامب؛ فيرى ما يقرب من 50% من البالغين الأمريكيين أن ترامب تقدَّم هو الآخر في العمر 77 عاما ، وأنه لن يستطيع القيام بمهام المنصب بشكل ملائم .
في ظل الأزمة المحتدمة التي يعيشها النظام الحزبي الأمريكي والتي تظهر جليا في مباراة العودة المحتملة بين ترامب وبايدن رغم الفرصة التي حصل عليها كلاهما، مايجعل المواطنين الأمريكيين مضطرين إلى المفاضلة بين مرشحين غير مرغوبين، دعت المنظمة المعروفة باسم (No Labels) إلى ضرورة وجود مرشح ثالث بخلاف بايدن وترامب، لتحريرالمواطنين من الغضب والانقسام اللذين يدمران السياسة الأمريكية؛وللدفع برغبتهم في رؤية المزيد من الخيارات.
وفي سياق متصل أبرز التقرير أن تراجع أداء الإدارة الأمريكية في بعض الملفات، كان من الدوافع التي جعلت الأمركيين يعاودون النظر إعادة انتخاب بايدن لولاية ثانية؛ بحيث عجزتمعالجة عدد من القضايا البارزة، يأتي في مقدمتها خفض الديون الفيدرالية، وإصلاح المعاشات، والسلامة المدرسية، والصحة العقلية، ومكافحة الاستقطاب السياسي، وقد أظهرت بعض استطلاعات الرأي البارزة أن 59%من الناخبين لا يوافقون على كيفية تعامل بايدن مع الاقتصاد، كما انتقد الناخبون موقف الإدارة الأمريكية من الحرب الروسية–الأوكرانية، وتعامل الولايات المتحدة مع الصين.
أمام الرفضالشعبي لسيناريو الإنتخابات الرئاسية الأخيرة، وتراجع شعبية بايدن وعجز الديمقراطيين عن تقديم بديل يروق لأغلبية الناخبين من ناحية، فضلا عن تعدد التحديات القانونية التي يواجها ترامب كونه أول رئيس أمريكي سابق يواجه اتهامات جنائية، يشير التقرير أن الأمريكيين يرغبون في التغيير رافضين لأي مرشحين متطرفين في كلا الجانبين.
ويدور “الخيار الثالث” للأمريكيين حول مجموعة من الأسماء الرئيسية؛ أشار التقرير إلى بعضها ؛ من بينها “بيرني ساندرز” باعتباره سياسي عتيد وحامل لواء اليسار الأمريكي الناهض، و يأمل مؤيدوه أن يترشح للمرة الثالثة للبيت الأبيض، فقد أوشك ساندرز على هزيمة هيلاري كلينتون ذات الثقل الكبير في الحزب الديمقراطي أثناء الانتخابات الداخلية للفوز بترشيح الحزب في عام 2016 .كما احتل المركز الثاني مرة أخرى في عام 2020 خلف بايدن، الأمر الذي جعل تأثيره تزايد في الإدارة الأمريكية.
وأضاف المصدر أنه قد يتجه السيناتور الديمقراطي المحافظ عن ولاية ويست فرجينيا “جو مانشين” ( الأمر لم يحسم بعد) إلى إطلاق حملة رئاسية مستقلة استجابة لدعوات (No Labels) السابقة الإشارة إليها، على الرغم من الانتقادات البارزة التي تعرض لها من أنصار الحزب الديمقراطي ممن يرون أن محاولة ترشحه للرئاسة عبر حزب ثالث قد تساعد ترامب في الوصول لسدة حكم البيت الأبيض؛ لأن ولايته صوتت كل مقاطعاتها لصالح ترامب.
بالإضافة إلى بقاء حظوظ الملياردير “جي بي بريتزكر”الذيوصفته صحيفة نيويورك تايمز ذلك الملياردير بأنه مرشح “حالة الطوارئ”، ولا سيما أنه لديه كاريزما سياسية قوية، وسِجلا تقدميا بالنظر إلى تقلده منصب حاكم ولاية إلينوي.
ولفت مركز MIR أنه في ظل رغبة المواطنين في التغيير تجاوزاً للاستقطاب الحزبي، تضافراً مع جهود (No Labels) التي لن تتوقف جهودها حتى شهر مارس المقبل، وباعتماد استطلاعات الرأي كاأداة مهمة للوقوف على توجهات الرأي العام، وبغض النظر عن المفاجآت الكبرى التي يشهدها السباق الرئاسي، فإن المرشح الثالث يظل احتمالاً قائماً على الرغم من تعدد التحليلات التي تكاد تجمع على سباق رئاسي بين الرئيسَين الحالي والسابق.