عدوى الانقلابات في أفريقيا: ما قطعة الدومينو القادمة التي ستسقط؟
لوسات أنفو: خديجة بنيس
أفاد موقع DW الألماني، أن السياسات الغربية في الدول الأفريقية وفي قلبها سياسات فرنسا صاحبة الحضور القوي في تلك الدول،قد فشلت، خاصة بعد انتقال عدوى الإنقلابات إلى الغابون بعد أقل من شهر على انقلاب النيجر.
وقال المحلل الفرنسي ليونيل لوران، إن سقوط أنظمة حكم كان يفترض أن قبضتها قوية، على أيدي ضباط شباب طموحين ويؤيدهم جيل جديد من الشباب، جاء بعد الشعور بخيبة أمل بسبب عدم تحقق وعود الديمقراطية طوال العقود الماضية.
وأضاف لوران أن الإنقلابات المتوالية في الغرب الأفريقي هي أحداث مفاجئة خارجة عن سيطرت العواصم الغربية؛ مشيرا أن الأمر يبدو وكأنه “وباء” كما وصفه الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون.
ويقول ستيفاني غومبرت مدير إدارة إفريقيا في وزارة الخارجية الفرنسية سابقًا إن “هناك شعورا حقيقياً بانتقال العدوى”. ويرى ليونيل لوران أن التعامل مع التطورات الأخيرة في القارة الإفريقية يحتاج إلى لمسة دبلوماسية ماهرة مازالت مفقودة حتى الآن، حيث تراوحت ردود الأفعال على انقلاب النيجر ما بين التهديدات النارية بالتدخل العسكري ورفض إطلاق وصف الانقلاب على الانقلاب.
ووفق المصدر فإن أهمية الأحداث في المنطقة تتجلى في انتقال عدم الاستقرار إلى خارج منطقة الساحل الإفريقي؛ وهو الأمر الذي تأكد بعد سقوط الرئيس الغابوني المخلوع.
ويرجح المصدر أن ما شجع العسكريين في الغابون ليطيحوا بالرئيس علي بونغو؛ هو فشل الغرب أو التجمعات الإقليمية الإفريقية مثل تجمع “إيكواس” في إجهاض الإنقلابات العسكرية في كل من مالي والنيجر.
ويؤكد المصدر أن ما يجعل انقلاب الغابون والتي كانت شريكاً في خدمة المصالح الفرنسية في المنطقة على مدى سنوات طويلة، مايجعله تطوراً محرجاً لفرنساً وحلفائها الأوروبيين هو أن بعض الأنظمة الأخرى ربما تنتظر السقوط.
وفي هذا الصدد يشير ليونيل لوران إلى أن السبب المباشر لانقلاب الغابون ليس انتشار الجماعات الإرهابية ولا الوجود العسكري الفرنسي في البلاد كما كان الحال في مالي والنيجر، وإنما إعلان فوز الرئيس بونغو بفترة حكم ثالثة في انتخابات متنازع على نتيجتها، وهو ما يمثل جزءا من موجة “العهد الثالث” في قارة يبلغ متوسط عمر سكانها 19 عاما، في حين يبلغ متوسط عمر حكامها 63 عاما.
وفي ظل هذه التطوراتالتي وصفها تيري فيركولون الباحث في مركز أبحاث”آي.إف.آر.آي” ب”لحظة بونابرت”. والتي ينظرفيها إلى الإنقلاب في الغابون باعتباره خلاص من حكم مستبد، وهو ماعبرعنه المواطنون باحتفائهم بالإنقلاب العسكري في شوراع الغابون.
أما جوزيب بوريل الممثل الأعلى للسياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي فقال إن “الانقلابات العسكرية ليست الحل، لكن لا يمكن أن ننسى الغابون أجرت قبل الانقلاب انتخابات كانت مليئة بكل المخالفات”.
وخلص المصدر إلى أن كل العوامل السالفة الذكرتفسر رد الفعل الغامض تجاه الغابون بعد النيجر. فباريس أدانت الانقلاب، وإدارة الرئيس الأمريكي جو بايدن دعت المجلس العسكري الذي استولى على السلطة إلى المحافظة على الحكم المدني. في الوقت نفسه يترقب الجميع قطعة الدومينو القادمة التي ستسقط في إفريقيا.