إنتريرجونال للتحليلات الإستراتيجية : غياب بريغوجين لن يؤثر على نشاط”فاغنر” في أفريقي
لوسات أنفو: خديجة بنيس
بعد إعلان مصرع يفيجين بريغوجين قائد مجموعة “فاغنر” في 23 غشت الجاري، عقب تحطم طائرة خاصة كان على متنها، تساءل العديدة بشأن تأثير غياب بريجوجين على نشاط فاجنر في أفريقيا، ومستقبل دورها خلال الفترة المقبلة.
وفي هذا الصدد أفاد تقرير لمركز إنترريجونال للتحليلات الإستراتيجية، أن مازال حضور” فاغنر” في أفريقيا مستمر، خاصة في ظل تمسك موسكو بضمان وتوسيع نفوذها في أفريقيا، واعتمادها “فاغنر”كأداةلتعزيز سطوتها في المنطقة ؛ ما يجعل مهمة استمرارها أولوية بالنسبة إلى موسكو خلال الفترة المقبلة.
وهناك العديد من المؤشرات الأخرى التي تعزز استمرار فاجنر في أداء دورها بمناطق مختلفة على الساحة الأفريقية، وبالتالي فإنه الصعب القول بأن نشاط المجموعة في أفريقيا سوف يتعرض للتقويض في المنطقة. بالإضافة إلى أنه في ظل تمسك موسكو بضمان وتوسيع نفوذها في أفريقيا، واعتمدت “فاغنر”كأداةلتعزيز سطوتها في المنطقة ؛ ما يجعل مهمة استمرارها أولوية بالنسبة إلى موسكو خلال الفترة المقبلة.
ويشير التقرير أن بعد تمرد “فاغنر” الأخير في يونيو الماضي، حدثت تغييرات جوهرية في الهيكل التنظيمي لمجموعة “فاغنر”، بحيث اتخذت الحكومة الروسية إجراءات عقب التمرد من شأنها أن تجعل المجموعة تحت إشراف الحكومة نفسها، وذلك بتحييد دور بريجوجين؛ كم خلال إقصاء بعض القادة الموالين له.
واستنادا لذات المصدر؛ استطاعت المجموعة تجاوز تداعيات التمرد الأخير، فالبرغم من كثرة التكهنات حول توقف “فاغنر” في أفريقيا عقب التمرد ، إلا أن نشاط المجموعة لم ينقطع في المنطقة وعل تصريحاته حول انقلاب النيجر الأخيرة خير دليل؛ نظرا لرغبة موسكو بضمان وتوسيع نفوذها في أفريفيا.
وأورد المصدر أن موسكو تنظر إلى “فاغنر “على أنها ممثل للدولة الروسية في مناطق الاهتمام الاستراتيجية، واعتبرها بوتين وسيلة لتنفيذ المصالح الوطنية الروسية، وتقوم بمهام متعددة في القارة بما في ذلك المجال الأمني والعسكري والتدريب للقوات الشرطية وأجهزة الاستخبارات وعمليات التأمين الشخصي لكبار الشخصيات السياسية في بعض الدول مثل أفريقيا الوسطى، بالإضافة إلى انخراطها في مجالات الإعلام والاقتصاد والاستثمارات في النفط والتعدين.
وأمام حرص موسكو على عدم خسارة مناطق نفوذها في القارة الأفريقية مستقبلاً لصالح خصومها الاستراتيجيين، فإن “فاغنر” هي الخيار الأمثل، خاصة في ظل استمرار خطط تمدده في أفريقيا، حيث أنه وفق ماجاء في تقرير مركز MIR فإن “فاغنر” تتطلع إلى توسيع حضورها في القارة بالانخراط في دول جديدة، مثل تشاد وبوركينا فاسو، بجانب غينيا كوناكري والكاميرون خلال الفترة المقبلة؛ وذلك على حساب منافسيها الاستراتيجيين في أفريقيا، وخاصةً الولايات المتحدة.
وفي المقابل فإن الجانب الإقتصادي حاضر كمؤشر دال على قوة تمدد “فاغنر” في أفريقيا بمنطق تجاري أكثر من كونه سياسيا، ويشير التقرير أنه سبب رئيسي لبقائه في القارة السمراء ؛ فالمكاسب الاقتصادية ل “فاغنر” في أفريقيا من نشاطها الاقتصادي والتجاري والمالي ، ينعكس أيضاً على خزينة الحكومة الروسية التي تواجه تأثيرات الحرب الأوكرانية وما يصاحبها من الضغوط الغربية الاقتصادية. وبالتالي فالمكاسب الاقتصادية هي التي تدفعها إلى تأكيد حضورها.
ومن العوامل المساعدة للمجموعة أيضا رغبة النخب الحاكمة الأفريقية في استمرار “فاغنر“في الوقت الذي تشهد فيه منطقة الساحل تراجعا حاسما للنفوذ الفرنسي والغربي
كل الدلالات والمؤشرات السالفة الذكر هي نقاط قوة “فاغنر” تجعل من الصعب على موسكو التخلي على حامي مصالحها في أفريقيا، إلا أن مقتل “فرينغوجين” قد يخلفتداعيات محتملة على مستقبل نشاط فاجنر في الدول الأفريقية.وفق التقرير
مالايختلف عليه اثنان هو عدم رغبة موسكو الانسحاب من أفريقيا، وعدم استعدادها لتكبد نتائج خسارة نفوذها هناك لصالح خصومها الاستراتيجيين؛ وبالتالي فمن المنتظر أن الكرملين سيؤكد مجدداً استمرار نشاط المجموعة في القارة.
إلا أن مقتل” بريغوجين”زاد من مخاوف بعض الأنظمة الأفريقية، بالموازاة مع تنامي القلق لدى الحكام الأفارقة من حول مستقبل “فاغنر” في القارة، بحسب MIR، لا سيما في ظل التقارب الواضح بين النخب العسكرية الجديدة التي صعدت إلى السلطة في عدد من الدول الأفريقية وبين موسكو على حساب الغرب.
بحيث أنه قد يؤدي خلل في “فاغنر” بسبب مصرع قائدها إلى ظهور فجوة تنتهزها التنظيمات الإرهابية ، في حالة تراجع نفوذ “فاغنر” على الساحة الأفريقية الفرصة للمزيد من الضغط على الحكومات الأفريقية من خلال تصعيد العمليات الإرهابية.
هذا وقد تسعى واشنطن إلى توسيع الفجوة بين فاجنر والكرملين على خلفية مقتل بريغوجين بهدف تقويض النفوذ الروسي في أفريقيا. وربما تدفع واشنطن أيضاً نحو توقيع المزيد من العقوبات على “فاغنر” في القارة، خاصةبعدما صنفتها في يناير 2023 منظمة إرهابية عابرة للحدود.
ومن جهته يرجح مركز التحليلات الإستراتيجية أن وجود “فاغنر” في أفريقيا لن يتأثر سلباً بغياب قائدها يفجيني بريغوجين؛ لأن الكرملين تدرك جيدا الأهمية الاستراتيجية ” لفاغنر” في تعزيز النفوذ الروسي في القارة، وما يرتبط به من سيطرة على الثروات والموارد الأفريقية التي تدر المزيد من الأرباح للروس.
وهو ما عبرت عنه بوضوح تصريحات الرئيس الروسي فلاديمير بوتين ووزير خارجيته سيرجي لافروف خلال الفترة التي صاحبت التمرد الأخير لفاجنر في يونيو 2023؛ بأن فاجنر مستمرة في نشاطها بأفريقيا خلال الفترة المقبلة. وربما يشير الأمر إلى نجاح بوتين في إحكام السيطرة على فاجنر من خلال تغيير قادتها بقادة موالين له على رأسها؛ خشية تكرار التمرد الأخير، ولضمان استقرار الأوضاع في حالة التخلص من بريجوجين. وربما تشهد الفترة المقبلة انطلاقة جديدة “لفاغنر” في أفريقيا بتمددها في مناطق جديدة مثل النيجر وبوركينا فاسو وغينيا كوناكري وتشاد والكاميرون.