الفيلم المغربي “جوج” : كوميديا السرقات الفنية
لوسات أنفو: محسن برهمي
في ساعة ونصف تدور أحداث الفيلم الجديد “جوج” للكوميديين المغربيين إدريس ومهدي، ومن إخراج ” ربيع شجيد” حيث يحاول هذا العمل السينمائي معالجة غلاء المواد الأساسية بالمغرب لكن بشكل غير معمق ، بالإضافة لظاهرة التنمر من خلال تسليط الضوء على سذاجة وعفوية شابين شغوفين بالموسيقى الذين سيقومون بتزوير متابعيهم على انستغرام لزيادة شهرتهم رغم صوتهم ومظهرهم الي لا يتقبله أحد في الحانة حيث يعملان ليلا.
الفيلم عبارة عن شريط سينمائي طويل موجه للعائلة بقالب كوميدي يحمل بين طياته رسالتين مهمتين، الأولى مفادها أنه عمل ساخر وكوميدي محض يجب على المشاهد أن يستمتع به على مدار ساعة ونصف وينسى كل ضغوطات الحياة والمشاكل التي يعيشها في الواقع، والثانية معالجة ظاهرة التنمر المنتشرة بكثرة في المجتمع” يصرح المخرج ربيع شجيد.
كل أحداث القصة ستبدأ عندما يدون الشاب حليم على كتاب سحري كون دراية منه أن يختفي الرجال بعد ما تعرض للتنمر أمام حبيبته رفقة أخيه في ليلة اكتشاف المواهب لينقلب كل شيء من أسوأ الى أسوأ. ليكتشفا في الصباح “اختفاء الرجال في العالم “العنوان الأبرز في جميع أخبار العالم.
الذهاب في موعد أو وجبة عشاء في المنزل، هذه هي طلبات كل انثى التقت بالأخوين بعد معرفتهم بانقراض الرجال من العالم، في رسالة لوجود جنسين فقط وعدم التطبيع مع المثلية،ليقررا في الأخير التنكر في أزياء النساء للهروب بعد أن أصبحا فريسة سهلة المنال. فرقة من نساء fbi، سيكلفن بمهمة الذهاب للمغرب للقبض على الشابين لإنقاذ البشرية، لتلعب الولايات المتحدة الأمريكية دور المنقذ للكون مجددا. لتتم بعد ذلك مطاردة بين الإثنين لتنتهي في منزل جدة الأخوين المريضة بالأزهايمر التي تذكرت أخيرا مكان الكتاب لتخرجه من بين ثدييها ليسرع أحد الأخوين بمسح الأمنية السابقة ويعوضها باختفاء النساء ارتباكا من المطاردة التي تحدث لتبدأ قصة أخرى يمكن أن نراها في جزء ثان.
كلنا نعرف أن تمويل المركز السينمائي غير كاف لإخراج فيلم يتطلع الى مستوى المشاهدة، لهذا يسعى المخرج للبحث عن ممولين أخري هذا ما حدث في هذا الفيلم حيث كان توظيف الإشهار سيء جدا وغير مباشر ما يخرج المشاهد من جو المتابعة وتضعيف المشهد، لكن طريقة الإخراج تبقى مقبولة، حيث تم تنويع المشاهد ن مما أضفى جمالية للفيلم مع كل مشهد من مشاهده.
لكن لعنة السيناريو لا زالت تلاحق الأعمال المغربية، و فيلم “جوج” لا يفلت منها. سطحية الشخصيات وعدم التعمق فيها، حيث بمجرد خروج المتفرج من قاعة العرض سينسى أسماء الشخصيات، إضافة الى عدم التوفق في الانتقال من مشهد لأخر.
يدفعنا هذا العمل إلى طرح هذا السؤال: متى سنقرر صناعة سينما ذات طابع مغربي؟ حيث أن كل متتبع للسينما سيشاهد عدة شخصيات مقتبسة من السينما العالمية، بداية بالكتاب السحري الذي هو عبارة عن كتاب الموت في سلسلة المانغا “death note “ أو مشهد التحرش بالسيارة الذي هو مشهد مطابق من فيلم جيم كاري و جيف دانييلز ” dumb and dumber” ، إضافة الى مشهد التنكر في أزياء النساء أثناء الهروب من الڤيلا ، هي لقطة مصغرة من الفيلم الكوميدي” White Chicks“
دون أن ننسى المشاهد التي يظهر فيها جد الأخوين على كرسيين متحرك مع آلة نقر ، وهو شخصية طبق الأصل لتاجر المخدرات “هيكتور سالامنكا “في المسلسل الأمريكي الذي تصدر عرش أفضل المسلسلات في التاريخ لسنوات “breaking bad “
ليبقى السؤال مطروحا في الأخير لماذا رسخت فينا هوليود، أن أمريكا هي الإله المخلص من كل المشاكل التي تقع في العالم وهو المتجلي في مشهد “نساء fbi” ، ألا يتواجد جهاز مخابرات” DST” في المغرب للإستعانة باسمه لتمثيل المشهد ، أم هو جهاز مقدس لا يجب ذكره في الأعمال السينمائية ؟