الرياضة… سلاح السعودية الجديد
لو سات أنفو محسن برهمي:
خطفت السعودية الأنظار من العالم هذا الصيف، حيث جعلت من دوري روشن لكرة القدم، أفضل دوري في أسيا باستقطابها لأبرز نجوم العالم، لكن لماذا تضخ السعودية كل هذه الأموال، ومن هو ممول هذه الصفقات هذا ما سنتعرف عليه في هذا المقال.
صندوق الاستثمارات العامة:
كل شيء بدأ عندما أعلن وزير الرياضة السعودي الأمير عبد العزيز بن تركي الفيصل، نقل ملكية أندية الهلال والنصر والاتحاد والأهلي المنافسة في الدوري السعودي للمحترفين لكرة القدم إلى صندوق الاستثمارات العامة.
وأتى هذا القرار التاريخي بعد إطلاق ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان، مشروع الاستثمار في الأندية السعودية أو خوصصتها تحقيقاً لمستهدفات رؤية السعودية 2030 في القطاع الرياضي.
وتحدثت وكالة الأنباء السعودية على أن المشروع يتضمن في المرحلة الحالية مسارين رئيسيين أولهما الموافقة على استثمار شركات كبرى وجهات تطوير تنموية في أندية رياضية، مقابل نقل ملكية الأندية إليها، والثاني طرح عدد من الأندية الرياضية للخوصصة بدايةً من الربع الأخير من العام الحالي.
ويستهدف المشروع رفع مستوى الاحترافية والحوكمة الإدارية والمالية في الأندية السعودية إضافة إلى تطوير البنية التحتية لتقديم أفضل الخدمات للجماهير، مما سيسهم في تحقيق قفزات نوعية بمختلف الرياضات.
وأضاف تقرير وكالة الأنباء السعودية “يستهدف المشروع صناعة جيل متميز رياضياً على الصعيدين الإقليمي والعالمي، إضافة إلى تطوير لعبة كرة القدم ومنافساتها بصورة خاصة، للوصول بالدوري السعودي إلى قائمة أفضل 10 دوريات في العالم، وزيادة إيرادات رابطة الدوري السعودي للمحترفين من 450 مليون ريال (120 مليون دولار) إلى أكثر من 1.8 مليار ريال سنوياً (480 مليون دولار)، إلى جانب رفع القيمة السوقية للدوري السعودي للمحترفين من ثلاثة مليارات ريال (800 مليون دولار) إلى أكثر من ثمانية مليارات ريال (2.1 مليار دولار)”.
هذا وينفق صندوق الاستثمارات العامة الكثير من الأموال في الخارج. ووفقا لتقارير صحفية، فإن أكثر من 60 في المئة من الأموال تذهب مباشرة إلى أنشطة الدعم في السعودية. وتُستثمر بقية الأموال في مكان آخر، مثل الاستحواذ على نيوكاسل يونايتد نادي الدوري الإنجليزي الممتاز، في صفقة بلغت قيمتها 300 مليون جنيه إسترليني، تمنح الصندوق السيطرة على النادي.
من غير كرة القدم، استخدم صندوق الاستثمارات، أمواله العام الماضي لإطلاق دوري “ليف غولف” وهي بطولة جديدة أثارت قلق منظمي سلسلة الغولف الأكثر شهرة، رابطة لاعبي الغولف المحترفين، والجولة الأوروبية المعروفة بـ “دي بي وورلد تور”. وبعد أشهر عديدة من النزاع، أعلنت البطولات انضمامها إلى دوري “ليف” لتوحيد هذه اللعبة.
رؤية 2030 وكرة القدم كسلاح ناعم:
بعد اتهام السعودية بارتكاب العديد من انتهاكات حقوق الإنسان، إلى جانب قوانين صارمة تقيد حقوق المرأة، كغيرها من دول الشرق الأوسط، تعرضت لانتقادات شديدة بسبب قوانينها المناهضة للمثليين، حيث يُعاقب على المثلية الجنسية بالإعدام. ووُجِّهت اتهامات إلى السعودية بأن استثمارها بالملايين في المجال الرياضي في أنحاء العالم، يهدف إلى تغيير التصور العام للرياض، فيما بات يعرف بـ “الغسيل الرياضي”. بالإضافة الى رؤية 2030 الذي تم تصميمها لتقليص الاعتماد على النفط وتنويع الاقتصاد السعودي.
وحسب وكالة سبوتنيك هناك أسباب عديدة لدخول السعودية عالم الرياضة وكرة القدم على وجه الخصوص، بعضها خارجي وبعضها داخلي. وبالنسبة للسعودية تعتبر كرة القدم هي أيضا أدوات في عملية مصممة لتغيير نظرة الغرب النمطية تجاه المملكة، فبدلا من أن تنظر إليها كدولة محافظة دينيا، ستفكر أيضا في كرة القدم والرياضة والثقافة؛ خصوصا بعد استقبالها لأبرز وجوه الموسيقى كفرقة {BTS}، التي سجلت فيها الفتيات السعوديات النسبة الأكبر في حضورهن لمشاهدة أشهر فرقة عالمية لفن البوب في العامين الأخيرين.
والظاهر لم يكن عبثا أن يدفع بن سلمان بقوة للفوز باستضافة مونديال 2030، حيث لن يخدم المملكة العربية السعودية فقط ويعززها من حيث البنية التحتية وكرة القدم ومن حيث تأثيرها العالمي في هذه المجالات، لكنها ستشكل أيضًا لحظة ذروة في رؤيته “المملكة 2030″، التي تسعى لتحويل المملكة لدولة رائدة في العالم، تقود الشرق الأوسط المتقدم وتكون مركزا مختلفًا عن أوروبا والولايات المتحدة. لذا فإن كأس العالم 2030 ليس سوى مجرد صورة صغيرة في المخطط الكبيٍر، لاسيما بعد نجاح هذه التظاهرة في دولة قطر. ولا تهتم رؤية 2030 فقط بما يُعتقد عن المملكة السعودية في الخارج، ولكن أيضًا بما يحدث في الداخل. السعودية دولة شابة جدا، وحوالي 70% من السكان تقل أعمارهم عن 35 عاما، وهذا الاستثمار في الرياضة هو أيضا طريقة الحكومة السعودية للتواصل معهم، وتقريبهم من نجومهم، وإلهامهم، وكذلك لتعزيز دور الرياضة في الثقافة المحلية وأسلوب الحياة. وحسب المكتب الإحصاء السعودي، حوالي 60% من السعوديين يعانون زيادة الوزن، ويريد بن سلمان، تغيير ذلك، وكرة القدم هي أحد المجالات التي يحاول من خلالها القيام بذلك.
رواتب عالية وامتيازات خيالية:
رواتب عالية وامتيازات خيالية، كلها وسائل استعملتها السعودية لجلب انتباه لاعبي أوربا والعالم أجمع، فبداية بالنجم كريستيانو رونالدو، فحسب الصحيفة البرتغالية ريكورد سيحصل النجم البرتغالي على راتبه الثابت المقدر ب 70مليون يورو سنويا، إضافة الى امتيازات مالية أخرى نظير استغلال صورته التجارية وحقوق الاسم والعلامة التجارية الخاصة به، فضلا عن نشر الصور والتغريدات عبر صفحاته بمواقع التواصل الاجتماعي، ليصل المقابل الإجمالي إلى 200 مليون يورو في السنة.
وحسب موقع روسيا اليوم استنادا للصحيفة البريطانية أفادت أن النجم البرازيلي البالغ 32 عاما،” لم يقم بخطوة الانضمام للهلال بثمن بخس” حيث طلب من النادي السعودي الحصول على ثلاث سيارات فاخرة لنفسه، وأربع سيارات مرسيدس G Wagons لمقربيه وسيارة فان مرسيدس مع سائق. وتشمل السيارات الفاخرة أيضا، “بنتلي كونتيننتال جي بي”، و”أستون مارتن دي بي إكس” و”لامبورغيني هوراكان”، وكلها ستكلف النادي حوالي 650 ألف دولار. كما طلب نيمار أن يكون السائق متاحا على مدار الساعة كل يوم من أيام السنة له ولأصدقائه وعائلته. أما في منزله، فدارت طلبات نيمار حول محتويات ثلاجته التي أراد أن تمتلىء طوال الوقت بعصير من علامته التجارية المفضلة Açaí، ومشروبات أخرى لأصدقائه وعائلته. يقول المصدر.
وحسب تقارير صحافية تقدر قيمة صفقة انتقال ياسين بونو بمبلغ 22 مليون يورو شاملة الإضافات، على أن يحصل الدولي المغربي على راتب سنوي يقدر بـ15 مليون يورو. وقد تكفل رجل الأعمال، الأمير الوليد بن طلال، بصفقة انتقال الحارس المغربي، ياسين بونو، صوب الهلال السعودي. وأكد الهلال في بلاغ له عبر حسابه الرسمي بموقع “تويتر”، أن صفقة الحارس الدولي المغربي، والمقدرة بـ22 مليون يورو، جاءت بتمويل من رجل الأعمال السعودي، الأمير الوليد بن طلال. ويمكن متابعة هذه الامتيازات في هذا المقال.
وقبل حسم وجهته رسميا بالانتقال الى نادي الاتحاد السعودي أو بالبقاء في ليفربول، نشرت تقارير صحفية بعضا من العرض الأخير من النادي السعودي للاعب، حيث من المتوقع أن تصل صفقة الانتقال الى 100 مليون يورو، إضافة الى 2مليون يورو كراتب اسبوعي للاعب، وقصر خاص للاعب بمدينة جدة، وطائرة خاصة للتنقل، وأخيرا نسبة من مبيعات القميص الخاص به وثلاثة سيارات لأفراد عائلته.
وانتشر فيديو لمواطن سعودي وهو يقدم ساعة يد تقدر ب 150 ألف دولار كهدية للاعب البرازيلي فابينيو، وسط اندهاش هذا الأخير، ولمعرفة رواتب باقي اللاعبين المنتقلين إلى دوري روشن السعودي ندعوك للاطلاع على هذا المقال.
ورغم هذه الأموال الطائلة التي تنفق في المجال الرياضي، والثقافي فإن السعودية تعتبر من الدول ذات الرتب المتقدمة في الفقر حيث يطال واحدا من كل سبعة مواطنين في المملكة العربية السعودية، بنسبة بلغت 13،6 في المائة حسب بيان لـ”إسكوا”.
المصادر:
الحرة، bbcعربي،وكالة سبوتنيك، DW، الجزيرة،شركة القدية.