الحدث
في ذكرى رحيله الخامسة عشرة: محمود درويش وفتنة النّاثر
كَتَب إسماعيل الزيات في ذكرى رحيل الشاعر محمود درويش:
” لمحمود درويش إرث نثري هائل وفاتن لا يقرؤه إلاّ قليل. لماذا؟
ثمّة شعراء يُكتفى بأشعارهم للتعرّف على كتابتهم تصوّرا وأسلوبا،
وثمّة أخرون يلزم الاطّلاع على ما ينتجونه من أشكال في التّعبير متنوعّة لأنّ الكتابة لديهم هي نسيج ذو خيوط رفيعةمتشابكة يصعب أن يُستلّ خيط واحد دون أن يُنقض الغزل كلّه..
ومحمود درويش من هؤلاء وإن طغت صورته وصوته كشاعر..
ربّما أصبح ملحّا الآن إعادة قراءة الشاعر بالتعمّق في قراءة النّاثر..
لعلّ النّثر لن يزيد الشعر ضوءا آخر فقط، بل قد يقلب “المعنى ” الذي تكرّس عنه..
ماذا لو قرأنا ـ مثلا ـ دواوين محمود درويش الأولى على ضوء “يوميات الحزن العادي”؟ وللبدايات آثارها التي لا تنمحي…!
ماذا نعرف ـ مثلاـ عن “في وصف حالتنا” أو “في انتظار البرابرة”؟
نثر محمود درويش قطع أدبية رفيعةسواء كانت حوارا، مرثاة، رسالة، يومية، مقالة… أو حتى صورة فوتوغرافية، مشهد إلقاء…
شعرُ محمود درويش ونثره خضعا لأقسى وأقصى المكابدات المعرفية والجمالية، ولذلك انسحب الشعر إلى النثر، وهو ملمح جليّ، كما انسحب النثر إلى الشعر في “يوميات أثر الفراشة”! على سبيل التّمثيل..”