دولي

عبد اللطيف الهيلالي :من يحمي لبنان من مخططات الداخل و الخارج ،حتى تتمكن من ضمان سلامة مواطنيها أولا قبل سلامة مواطني الدول الأخرى؟

لوسات أنفو : خديجة بنيس

في ظل الأوضاع الإقليمية المتوترة التي تعيشها لبنان، وجهت بعض دول الخليج” السعودية، البحرين، الكويت، قطر” وبعض الدول الأوروبية ” ألمانيا وبريطانيا”  تحذيرات إلى مواطنيها المتواجدين على الأراضي اللبنانية ودعوتهم للحفاظ على أمنهم وسلامتهم وتجنب مناطق الإضطرابات الأمنية ومنها دول دعت رعاياهاللمغادرة الفورية للبلاد، و ذلك على خلفية تصاعد الموقف في مخيم عين الحلوة الذي يعرف اشتباكات مسلحة بين فصائل فلسطينية.

أثارت ردود فعل هذه الدول، تساؤلات حول الوضع الأمني في لبنان خاصة بعد تداول رواد مواقع التواصل مزاعم عن مصدرعسكري تفيد تحضير الجيش اللبناني لعملية عسكرية في مخيم عين الحلوة .

 قبل أن تصدرقيادة الجيش اللبناني بيانا تنفي صحة هذه المعلومات، وتؤكد أنها تتابع بدقة الوضع الأمني في المخيم. كما تشدد على ضرورة العودة إلى بياناتها الرسمية حصرا للحصول على المعلوما.

وفي هذا السياق يقول عبد اللطيف الهيلالي أستاذ القانون الدستوري وعلم السياسة  بجامعة ابن زهر في تصريح لموقع لوسات أنفو  ” الحديث عن لبنان، لا يجب أن يكون حدا عن دولة مستقرة أمنيا و سياسيا و اجتماعيا،لبنان دولة طائفية بامتياز،لهذا فهي محط تجاذبات محلية و إقليمية و دولية يضيف الأستاذ الهيلالي  لبنان دولة استبيحت من الداخل و الخارج ،فهي بلد الطوائف كل يغني على ليلاه وكل يدفع نحو مصلحته بعيدا عن مبدأ المواطنة و عنصر السيادة ،كل في لبنان سيد، وإلا لما عادت لبنان على الوضع التي هي عليه الآن.

ويؤكد أستاذ علم السياسة عبد اللطيف الهيلالي  أن الدولة اللبنانية أنهكتها الحرب الأهلية و أنهكتها إسرائيل و إيران، لكن لم ينصفها المجتمع الدولي و لم يقم بحمايتها نظرا لتقاطع مصالح الدول صانعة القرار في لبنان .

وأضاف أن هناك العديد من العوامل التي تجعل لبنان تعيش على وقع اضطرابات أمنية وسياسية دائمة ؛ فلبنان تعيش كدولة وضعا غير طبيعي يحاول البعض أن يصوره طبيعيا ما بين السنة و المسيحيين و الشيعة و الدروز و العلويين ثم انضاف إلى هذه التركيبة المكون الفلسطيني الذي جعل له من الأرض اللبنانية أرضا له من خلال تكوين مخيمات خارجة عن السلطة و الضبط اللبناني ،و هكذا نجد في هذه المخيمات قانون آخر يسود وهو قانون القوة و العنف و الصراع ،و النتيجة هي جعل البلد الغير المستقر اكثر توترا. على حد قوله

وأكد المتحدث أنه كلما نشبت اشتباكات بالمخيمات الفلسطينية التي تعتبر قنابل موقوتة، تشكل ندير شؤم على الشعب اللبناني الذي هو في الأصل متباعد عقديا و سياسيا مما يزيد تعقد الوضع الداخلي اللبناني بمباركة قوى خارجية و محلية .

 وبالتالي فمن الطبيعي أن تتدخل الدول في خضم هذا الوضع الغير المستقر و المنفلت عن الضبط الأمني و القانوني ،إلى دعوة مواطنيها لاتخاذ الحيطة و الحذر و هم يتواجدون بهذا البلد ،إما بتوجيه الدعوة للمغادرة أو بعدم الاقتراب من أماكن الاشتباكات.

 أشار الهيلالي أنه ليس فقط بعض دول الخليج هي التي دعت مواطنيها لذلك فقط،حتى بريطانيا أيضا وجهت نفس التحذير لمواطنيها ،باعتبار غياب الضمانات لحماية رعايا الدول بهذا البلد نظرا لهشاشة وضعه السياسي و الامني .

 في الختام يتساءل الأستاذ الهلالي عن”من يحمي لبنان من مخططات الداخل و الخارج ،حتى يمكنها ضمان سلامة مواطنيها أولا قبل سلامة مواطني الدول الأخرى؟

وفي سياق متصل صرح رئيس حكومة تصريف الأعمال اللبنانية، نجيب ميقاتي،اليوم السبت، بأن الوضع الأمني بشكل عام في البلاد لا يشكل سببا للقلق أو الهلع.

وقال ميقاتي في بيان “بنتيجة البحث مع القيادات العسكرية والأمنية، أفادت المعطيات المتوافرة أن الوضع الأمني بالإجمال لا يستدعي القلق والهلع، وأن الاتصالات السياسية والأمنية لمعالجة أحداث مخيم عين الحلوة قطعت أشواطا متقدمة”.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى