ثقافة

علوم الملائكة .. كيف طورت فكرة الملائكة الفيزياء و غيرت مفهوم المكان

ريبيكا ولاس/ زميلة بجامعة أوكسفورد و باحثة في الفلسفة و الدين

أي علاقة للقوى الملائكية بالنشوة الجنسية؟ الإجابة، وفقًا للفيلسوف واللاهوتي موسى بن ميمون في القرن الثاني عشر، بسيطة. بعض القوى الخفية التي تُسبب الحركة يمكن تفسيرها بأن الله يعمل من خلال الملائكة. ونقلًا عن حاخام شهير تحدث عن “الملاك المُكلَّف بالشهوة”، علَّق موسى بن ميمون قائلًا: “إنه يقصد أن يقول: قوة النشوة الجنسية… ولذلك تُسمى هذه القوة أيضًا… ملاكًا”.

قبل اكتشاف الجاذبية والطاقة والمغناطيسية، لم يكن واضحًا سبب سلوك الكون بهذه الطريقة، وكانت الملائكة إحدى طرق تفسير حركة الأجسام المادية. جادل موسى بن ميمون بأن الكواكب، على سبيل المثال، هي كائنات ملائكية لأنها تتحرك في مداراتها السماوية.

بينما يرفض معظم الفيزيائيين اليوم فكرة القوى الملائكية كتفسير لأي ظاهرة طبيعية، لولا الإيمان بالملائكة في العصور الوسطى، لكانت الفيزياء اليوم مختلفة تمامًا. حتى بعد أن تبددت هذه الفكرة لاحقًا، استمر الفيزيائيون المعاصرون في افتراض وجود ذكاءات غير مادية للمساعدة في تفسير ما لا يمكن تفسيره. ظهرت قوى ملائكية شريرة (أي الشياطين) في تجارب فكرية مؤثرة عبر تاريخ الفيزياء. وقد مثّلت هذه “شياطين الفيزياء” المعروفة بدائل مفيدة، ساعدت الفيزيائيين على إيجاد تفسيرات علمية لحلول غامضة. ولا يزال من الممكن العثور عليها في الكتب المدرسية اليوم.

لكن هذا ليس الإرث الأهم لعلم الملائكة في العصور الوسطى. فقد أثارت الملائكة أيضًا نقاشات حادة ودقيقة حول طبيعة المكان والأجسام والحركة، مما ألهم ما يشبه مجموعة أدوات مفاهيمية حديثة للفيزيائيين، صقل مفاهيم مثل الفضاء والبُعد. باختصار، تُشكل الملائكة أساس فهمنا للكون.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى