يحيى السنوار…تراجيديا البطولة
عبد الإله إصباح/كاتب و محلل
استشهد القائد الفلسطيني الكبير يحيى السنوار في خضم معركته وقتاله ضد جيش الاحتلال الصهيوني، استشهد ممتشقا سلاحه ومواجها أعداءه إلى آخر رمق فيه، واستطاع بهذا الاستشهاد البطولي الذي يعز نظيره أن ينتصر على الصهاينة والمتصهينين بما قدمه من نموذج نادر للقائد البطل الذي يتزعم الصفوف الاولى في جبهات القتال مسترخصا حياته وروحه في سبيل تحرير وطنه من الاحتلال الفاشي والغاشم. طيلة عام كامل وهو يقاتل ويصارع تحت نير القصف المتواصل دون توقف برا وبحرا وجوا. معركة لا يصمد فيها إلا الأبطال الخارقون المفعمون بطاقة جبارة هي طاقة الإيمان بعدالة قضيتهم وجق شعبهم في الحرية والكرامة والاستقلال. قدم الشعب الفلسطيني للعالم وللإنسانية من خلال قائده البطل يحيى السنوار درسا في البطولة لا يضاهى، درس يجعله يصطف إلى جوار أبطال تاريخيين أمثال عبد الكريم الخطابي وعمر المختار وتشي غيفارا و ورئيس الشيلي اليساري سلفادور ألندي الذي قاوم عملاء الإمبرالية إلى آخر قطرة من دمه دون تراجع أو استسلام.
كان مشهد البطل وهو يقاوم بعصاه مشهدا يليق حقيقة بالأبطال التراجيديين، وليس هذا بأمر غريب فالبطولة اقترنت دوما بالتراجيديا، وليس صدفة أن روائع الأدب العالمي هي روائع عن أبطال تراجيديين. وقد قدر ليحيى السنوار أن يجسد بمشهده البطولي مقطعا من قصيدة لشاعر فلسطين الخالد محمود درويش يقول فيه ” سقطت دراعك فالتقطها واضرب عدوك” فها هو البطل يلتقي مع الشاعر مجسدا مشهدا لم يعد من صميم الخيال بل اصبح من صميم لحظة واقعية ستبقى خالدة كصورة نادرة من صور التضحية و البطولة ونكران الذات.
صحيح الشهداء الأبطال لا يموتون، بل يبقون أحياء في وجدان وضمير ووعي شعوبهم ، يبقون رموزا وقدوة لكل أحرار العالم ومناضليه ضد الاستغلال والاستعمار والاستعباد بكل أنواعه واشكاله، ويحيى السنواراستحق مكانته ضمن عظماء التاريخ، فالمجد لك والخلود أيها البطل العظيم