البروفيسور طارق صبري في مؤتمر الدراسات الثقافية: بهذه الطريقة نضمن الهروب من الأمبريالية الوجودية
لوسات أنفو
” الدراسات الثقافية المغربية و الفينومينولوجيا” هو موضوع المحاضرة التي ألقاها البروفيسور طارق صبري أستاذ الدراسات الإعلامية والثقافية بجامعة وستمنستر لندن، في مؤتمر ” إعادة النظر في الدراسات الثقافية المغربية” الذي نظمه مركز الدراسات الإفريقية بجامعة محمد السادس بمدينة بن جرير الذي يرأسه الفيلسوف علي بن مخلوف، يومي 31 ماي و 01 يونيو 2024.
وانطلق البروفيسور طارق صبري في محاضرته من سؤال رئيسي هو : كيف يمكننا فهم تاريخنا الثقافي والتوتر الثقافي الحالي بطرق يمكن أن تساعدنا على فهم ثقافتنا (بمكوناتها وتنوعاتها المختلفة) كموضوع متماسك للبحث المنهجي والعلمي؟
وقال في هذا السياق ” أعني بالعلمي الانخراط في موضوع الثقافة (الثقافات) المغربية ضمن العلوم الإنسانية المغربية من خلال الابتعاد عن الخطابات المعيارية للثقافة لتحديد مشروع علمي نقدي متماسك يتطلب إجراء بحث تجريبي منهجي وأصلي في ماضينا وحاضرنا في ظل الأزمنة الثقافية الحالية.”
و أكد البروفيسور صبري في نفس المسار، أن هذا المشروع يقع ضمن عمليات المناورة المعرفية المتمثلة في إعادة الأقلمة (إعادة ربط دراسة الثقافة المغربية بالفلسفة والفكر المغربي) وإلغاء الإقليمية (إلغاء جوهرية دراستنا للثقافة المغربية وإعادة ربطها ضمن الفكر العالمي/فكر الآخر)، بحيث يمكن للإبداع في دراسة الثقافة (الثقافات) المغربية أن يتجذر. مع هذا النوع من المناورة.
كيف يختبر العلماء المغاربة (كمنتجين للمعرفة) وجوديًا كونهم جزءًا من مجال جديد، مثل الدراسات الثقافية المغربية؟
وقال صبري” أعتقد أننا نضمن الهروب من جميع أنواع الإمبريالية الوجودية، وكذلك من العديد من ميتافيزيقا الأصالة المسكرة .”
واستنادًا إلى عبد الكبير الخطيبي، اقترح البروفيسور طارق صبري، الذي ألقى محاضرته بالانجليزية، حركة مزدوجة أخرى.، قائلا ” ما يدور في ذهني هو تمرين ظاهراتي جدلي يولي اهتمامه إلى: أ) كيف يختبر العلماء المغاربة (كمنتجين للمعرفة) وجوديًا كونهم جزءًا من مجال جديد، مثل الدراسات الثقافية المغربية، و ب) كيف يمكن استخدام انقطاع الظواهر، كمقاربة فلسفية ومنهجية، بشكل يساعدنا على توسيع نطاق الدراسات الثقافية المغربية؟”
وفصل البروفيسور طارق صبري في هذه المنطلقات النظرية التي تحرك تفكيره في مآلات الدراسات الثقافية المغربية و أدوارها المعرفية، لترسيخ ممارساتها في حقل الإنتاج المعرفي المتعلق بدراسة أشكال البناء الرمزي للذات، و مساراتها الممكنة، مشددا على أهمية ربط الدراسات الثقافية المغرببية بالفلسفة المغربية في مختلف اختراقاتها.
وتشكل الدراسات الثقافية مجالاا دراسي متعدد التخصصات حيث يتم فهم الثقافة ليس فقط على أنها منتجات نصية أو فنية مثل الكتب أو الموسيقى أو الأفلام، ولكن كطرق ديناميكية للمشاركة في الآخرين وفهمهم والتواصل معهم في عالمنا المعاصر. وتعمل الدراسات الثقافية على كشف فهمنا لما نحن عليه والعالم الذي نتشاركه. وتستكشف الجوانب الثقافية لمجموعة من المواضيع، بما في ذلك الشباب والعرق والطبقة والأمة والجنس والاستهلاك والحياة اليومية ووسائل الإعلام الشعبية والبيئة. و توفر الأدوات اللازمة لتحليل الممارسات الثقافية والتمثيلات والهويات والسلطة.
و البروفيسور طارق صبري هو أستاذ الدراسات الإعلامية والثقافية في جامعة وستمنستر بالمملكة المتحدة، و عضو في معهد أبحاث الاتصالات والإعلام، ورئيس موضوع أبحاث الإعلام العالمي. شارك مع الدكتور منصور في تأليف كتاب “الأطفال ووسائط الشاشة في السياقات العربية المتغيرة: منظور إثنوغرافي” (بالجريف 2019) ومؤلف كتاب “لقاءات ثقافية في العالم العربي: حول وسائل الإعلام والحديث واليومي ” (2010، IB Tauris).
صبري هو باحث رائد في مجال الدراسات الثقافية العربية وقام بتحرير العديد من المختارات حول موضوع الإعلام والثقافة والمجتمع في المنطقة العربية بما في ذلك الدراسات الثقافية العربية: رسم خرائط المجال (IB Tauris 2012)، الثقافات الفرعية العربية: التحولات في النظرية والممارسة (مع الدكتور فتوني 2017، بلومزبري)، والثقافة والزمن والجمهور في العالم العربي (مع الدكتور خليل بلومزبري 2019). أجرى صبري العديد من الدراسات الإثنوغرافية لاستكشاف العلاقة بين الوسائط الرقمية وديناميكيات الهويات الهجينة في مصر ولبنان والمملكة المتحدة والمغرب. وهو أيضًا مؤسس مشارك ومحرر مشارك لمجلة الشرق الأوسط للثقافة والاتصال.