الهراء الأزرق… عن ارتفاع أسهم بورصة الابتذال
حسن أوزيادي
يعتري مشهدنا اليومي مظاهر من العفن والرداءة بمختلف تجلياتها في عالم شعاره اللون الأزرق..لون السماء و الحياة والحرية..لكنه في العمق مقبرة الأحياء.
بالتماهي معه ضاعت عقولنا ووجداننا وسلوكنا، فافتقدنا البوصلة. لم نعد قادرين على احتواء وتحكيم العقل في كل ما يؤثث معيشنا في علاقتنا به. الكل واضح والكل فاضح في عالم الفضيحة. نستيقظ وننام عليها.
بنقرة وعلامة إعجاب وتقاسم قد نفتح باب جهنم على مصراعيه.
على أريكة مريحة و بنقرة سهلة ومرنة تستصغر ونقزم الوجود و تفتح عوالم أبخس وأنكس.
عوالم مختلفة و مترنحة تتمايل بمقياس الهم، ومقياس النصب والاحتيال والابتزاز والانتحال وبمقياس الوطنية والخيانة والثورة والطاعة والابتذال، نسكر ونخمل على آفات قيم جمهور أعزل ضيع البوصلة وتاه في خضم عالم النقرات.
من أقصى العوز ظن الكثيرون منا أن ب” live” أو بالبث المباشر قد حلت مسألة الفهم والوعي بالوضع ومآلات الوجود. هو في أقصى الحدود تحد الحصان الأبلق الجامع بين الأسود والأبيض. يحاول الإنسلاخ عن جلده ويختار بين البينتين…لينصهر رماديا.. غير أصلي ومفتعل.. فهو بالضرورة زائف..ووعي زائف وشقي في نفس الآن.يعي ظروفه ويتجاهل الحلول بدعوى الأمن والأمان ومسببات الاستقرار في المحيط والجوار..يبتغي الراحة والسكينة لأن في التمرد على الحال مجازفة وانكسار.
هراء أزرق، بالعري تارة و بالفتات المعرفي تارة أخرى و بدروس الطبخ عديد المرات و بالأخبار المبتذلة كثير النشرات.
تضاعفت أسهم الابتذال في بورصة الرأسمال وسيقت فضائح الدروب والشوارع والحانات إلى الشاشات وكل من استفاق على صدفة الحياة صار بطلا دون علم و دون مقياس .
يستفيق الناس وينامون على فضيحة والوصي على التواصل والثقافة يستلقي على أريكة مريحة يستنزف المال العام في توشيح كل من سكر الأنام وحول الأحلام إلى كابوس يوقظ ويزعج المنام . الفعل انزاح عن المقام والثرثرة والسفسطة الخاوية استعمرت العقل والسلوك والوجدان. ..يا لا تفاهة النظام.