العالم العربي

اللجنة الدولية للصليب الأحمر : الوضع في غزة حرج جدا، والمستشفيات تحولت إلى مشارح

لوسات أنفو: خديجة بنيس

عبرت اللجنة الدولية للصليب الأحمر عن قلقها إزاء الأوضاع في قطاع غزة، حيث أصبح الهجوم البرّي للجيش الإسرائيلي وشيكاً،و أدّى الوضع الإنساني المأساوي إلى نزوح أكثر من مليون شخص،  وهي حركة ضخمة للناس لم يشهد التاريخ الحديث مثيلا لها  في مثل هذه الظروف القاسية، وفق فابريتسيو كاربوني المدير الإقليمي للجنة الدولية للصليب الأحمر في الشرق الأدنى والأوسط  قائلا “بغضّ النظر عن الهجوم الذي أعلنته إسرائيل، فإن الوضع في غزة حرج للغاية”.

رفض بعض سكان غزة الأمر الذي أصدرته الحكومة الإسرائيلية للسكان بإخلاء شمال القطاع ولم يغادرو،وفي هذا الصدد  قال فابريتسيو  كاربوني: “هناك مستشفيات ومرضى وكبار السن وأشخاص لا يريدون مغادرة منازلهم”وبالتالي  حتى لو لم يفرو، فإنهم لايصبحون أهدافا عسكرية، بل يجب الإستمرار في حمايتهم، مضيفا أنه المنظمة بحاجة إلى  إيجاد مساحات داخل قطاع غزة لحماية هؤلاء الأشخاص.

وقال ممثل اللجنة الدولية للصليب الأحمرأن الإمكانيات المحدودة للمستشفيات فضلا عن بذل الكوادر الطبية قصارى جهدهم  مقارنة بحجم الحدث جراء القصف الإسرائيلي على القطاع، في ظل انقطاع الكهرباء كلها عوامل ترسم سيناريو الوضع المأساوي داخل المستشفيات التي تحولت إلى مشارح.

ولفت فابريتسيو كاربوني أن اللجنة الدولية للصليب الأحمر زودت “محطات توزيع المياه بالوقود” و”أنشأت احتياطيات مياه لنحو 250 ألف شخص”، بعدما تم قطعها لمدة سبعة أيام من قبل الحكومة الإسرائيلية.

وأكد فابريتسيو كاربوني  في وقت سابق على أهمية ضمان حرية الحركة في أراضي قطاع غزة حتى يمكن تلبية احتياجات السكان، قائلا “لا فائدة من الحصول على الغذاء والماء والإمدادات الطبية إذا لم تتمكن من التحرك في الداخل. ما نحتاجه هو أن نكون قادرين على العمل في ظروف آمنة مقبولة، وهذا ليس هو الحال اليوم”.

ولم يتم حتى الآن إدخال أي مساعدات إنسانية إلى قطاع غزة من مصر عبر معبر رفح الحدودي، الذي ظل مغلقا يوم الأربعاء. وتنتظر مئات الشاحنات، بما في ذلك وكالات الأمم المتحدة، التي تحمل الغذاء والماء والأدوية على الجانب المصري.

وبالحديث عن العملية البرية التي تنوي إسرائيل ، أوضح كاربوني أنه ستكون لها عواقب وخيمة  على السكان المدنيين، مستحضرا التجارب  السابقة للجنة  موضحا “من خلال تجربتنا السابقة في الموصل (العراق) وحلب (سوريا) على وجه الخصوص، نعلم جيدًا أن الصراعات في المناطق الحضرية مدمرة بالنسبة للسكان المدنيين. فهي مميتة وعنيفة للغاية ولها تأثير مدمر على البنية التحتية الأساسية: المياه والمياه. إمدادات الكهرباء مدمرة بشكل عام. لذا فإن همنا الأول هو التكلفة البشرية لهذه العملية العسكرية في بيئة حضرية”.

ومن أجل حماية السكان،  دعا  فابريستسيو كاربوني الجهات الفاعلة الإنسانية – “الهلال الأحمر الفلسطيني، وأعضاء الحركة، والأمم المتحدة، وجميع المنظمات الموجودة، والمنظمات المحلية” إلى العمل معا.

(عن SWISSINFO)

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى