نور الدين بلكبير يكتب : خدمة ملف أقاليمنا الجنوبية الصحراوية- الجزء الأول-
نور الدين بلكبير , فاعل سياسي و حقوقي
يتطلب الدفاع عن ملف اقاليمنا الصحراوية فهما عميقا للموضوع، وقراءة جيدة لتطوراته، اسباب نزول هذه الملاحظات، هي الجدال الدائر حول موقف رئيس الجمعية المغربية لحقوق الانسان حول القضية، والذي دفع العديد بطلب حل الجمعية او اعتقال غالي ، وهي ردود الفعل التي لا تخدم الملف في شيء، لسببين: ان اعتقال غالي او حل الجمعية سيعطي فرصة جديدة لكل من يشكك في امكانية توفر الحرية للجميع بمن فيهم العائدين الذين حملوا السلاح ضد بلدهم في العيش في الصحراء ضمن حكم ذاتي موسع، وثانيا يجب دراسة حيتياث الموقف المعبر عنه و تأثيره على مسار الملف والجهة الموجه لها الموقف.
لقد قطع الملف اشواطا كبيرة، وقد سبق أن قلنا ان المجتمع الدولي وبكل مكوناته لن ولا يريد كيانا مستقلا بالصحراء، وهمه هو العمل على رفع معاناة اخواننا الصحراويين بمخيمات الحمادة والتي لا تزداد الا سوء، وان الحكم الذاتي اصبح واقعا كل ما يتم التفاوض حوله وحسمه هو مضمونه، وكما ان الصيغة التي جاء بها الموقف المعبر عنه وخاصة ان تلك الجمل متداولة ( حل متوافق عليه يقبله الجميع).
لذا اطلب التأني في ردود الافعال، خاصة ان لدينا تجارب في ردود الافعال المتسارعة في الملف، وهنا ساقدم ما وقع مع السيد هورست كولر الألماني الذي عينه الامين العام مبعوثا امميا للصحراء سنة 2017، اذ مباشرة بعد تعيينه ستشن عنه حملة شرسة عندما عبر عن تعاطف مع اخواننا اللاجئين الصحراويين بمخيمات لحمادة بتندوف، وطالب بالاسراع لرفع المعاناة عنهم، اذ بسرعة اعتبر منحازا للبوليزاريو وللجزائر وبالتالي وجب محاربته، ولكن ما لم يعرفه من تحامل عليه، هو ان السيد هوست كولر تضامن مع ناس يعيشون في المخيمات، خاصة انه يعرف جيدا ما يعانيه كل من يعيش في مخيمات خارج بلد، لأنه هو نفسه عاش اكثر من 14 سنة في مخيمات اللاجئين ، انه ولد سنة 1943 باحد المخيمات في احدى مناطق بولونيا وعاش في المخيم حتى سنة 1957 سنة عودته إلى المانيا، وبالتالي من الطبيعي ان يتضامن مع من يعيشوا وضعا مأساويا مثل ما عاشه هو.
الا انه مع الأيام سيتبين ان السيد كولر اسدى خدمة كبيرة للمغرب لم يقدم عليها من سبقوه وكان ذلك خلال زيارته للمنطقة سنة 2018، عندما اقر بشرعية المنتخبين باقاليمنا الجنوبية الصحراوية لساكنة الصحراء، واقر ذلك امام من يخالف موقف مغربية الصحراء، ومن ذلك التاريخ اعتبر هذا مكسبا للقضية.
قدمت هذه الحالة لابين ان الدفاع عن الملف، لا يتطلب إظهار وطنية زائدة، بل يتطلب الرزانة والدراسة المتأنية لكل المواقف المعبر عنها، خاصة ان من يريد المساهمة عليه يبين ان هناك جوا من الحرية يسمح للجميع التعبير عن مواقفه بشكل سلمي.