دولي

موجة الانقلابات في غرب أفريقيا تثير التساؤلات حول دور فرنسا في تأجيج الوضع في المنطقة

لوسات أنفو: خديجة بنيس

يرجح مراقبون أن الشعور المعادي لفرنسا ربما قد ساهم في التسبب في الانقلابات التي عصفت بمالي وبوركينا فاسو وغينيا والنيجر قبل أسابيع، في حين أنحى بعض الخبراء باللوم في الانقلابات الأخيرة على تفشي الفقر في العديد من  المستعمرات الفرنسية السابقة.

وقد شهدت مستعمرات فرنسا في غرب أفريقيا، موجة من الإنقلابات العسكرية أدت إلى زعزعة الإستقرار السياسي. وفقا لموقع DW

وأكد الحقوقي السنغالي إبراهيما كين، الباحث في “مؤسسة المجتمع المفتوح”، هذا الطرح  في مقابلة مع DWوقال أن المشاعر التي تسعى إلى الانفصال عن النفوذ الفرنسي، هي مشاعر حقيقية.نظرا لتعاملفرنسا مع سكان القارة دائما على أنهم مواطنين من الدرجة الثانية خاصة الناطقين بالفرنسية، لذا ترغب بلدان غرب أفريقيافي تغيير هذا الوضع .

ويضيف كين أنه ثمة روابط وثيقة بين فرنسا والحكومات في كثير من الأحيان، الفرنسيين يصطفون دائما إلى جانب السلطة بغض النظر عما إذا كانت تحظى بشعبية أم لا؟

لكن في المقابل، يعتقد إيمانويل بنساح، المحلل في الشؤون الأفريقية المتخصص شؤون مجموعة بلدان غرب أفريقيا “إيكواس”، أن المشاعر المناهضة للاستعمار لا يمكن أن تكون السبب الرئيسي وراء موجة الانقلابات الأخيرة.

  في حين ذهبالمحلل السياسي النيجيري،أوفيغوي إيجيغو،(في مقابلة مع ذات المصدر) إلى القول بأن السبب وراء الإنقلابات الشعبوية على حد قوله هوأنالشعوب الأفريقية لم ترى فوائد من وراء الحكومات التي وصلت إلى السلطة عبر الديمقراطية،  فالقادة لم يبذلو جهدا في تحسين حياة المواطنن وبالتالي فلن تقدم هذه الشعوب الدعم الكبير لها في أوقات المحن.

ومن جهته، يعتقد الصحفي برام بوستهوموس، الخبير في شؤون غرب أفريقيا، أن موجة الانقلابات الأخيرة دليل على  “فشل التجارب الديمقراطية التي تحاكي النمط الغربي في منطقة الساحل”.

وأضاف الصحفي “لم تعالج الديمقراطية أيا من المشاكل الأساسية التي يعاني منها شعوب غرب أفريقيا مثل العنف والفقر وتردي الأوضاع الاقتصادية”.

ويشير المصدر إلى أن الآلاف في النيجر احتشدوا لدعم المجلس العسكري الذي أطاح بالرئيس المنتخب محمد بازوم، معربين عن استيائهم من الحكومة المنتخبة ديمقراطيا.

وعلت الأصوات المناهضة للنفوذ الفرنسي في الساحل الأفريقي، وجرى اتهام فرنسا باستغلال الموارد الطبيعية في البلدان التي استعمرتها في السابق بغرب أفريقيا في الوقت الذي كانت تسعى فيه هذه الدول إلى معالجة الأزمات الاقتصادية الحياتية.

وبحسب الخبراء أدى غياب الإعلام القوي ومنظمات المجتمع المدني النشيطة على أرض الواقع ، الذي من شأنهما مساءلة المسؤولين، كما هو الشأن في البلدان الأفريقية الناطقة بالإنجليزية، إلى خلق أنظمة ومؤسسات حكم لا تستطيع مواجهة تحديات التنمية.

وفي السياق ذاته، أدى الوضع الأمني المتدهور في البلدان التي كانت مستعمرات فرنسية في أفريقيا إلى تأجيج الانقلابات الأخيرة في بوركينا فاسو وغينيا والنيجر ومالي، وعانت منطقة الساحل   من موجات تمرد منذ عام 2012 حيث كانت البداية في مالي ثم بوركينا فاسو والنيجر

المصدر: DW

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى