ملايين النساء في العالم العربي يعانين من تداعيات الحروب والكوارث الطبيعية خلال 2023
لوسات أنفو : خديجة بنيس
أفاد تقرير لموقع DW الألماني أن عام 2023 حفل بالكثير من الأحداث التي أثرت بشكل مباشر على المرأة في العالم العربي. فمن حروب وقصف ودمار إلى زلازل وكوارث طبيعية وملاحقات سياسية من جانب أنظمة حكم في ظل بنية تشريعية غير مساندة للمرأة، تضاعفت المعاناة بشكل غير مسبوق.
وفي ظل قوانين مجحفة تأثرت بها بشدة ملايين النساء في العالم العربي، يقول خبراء وحقوقيون إن المنطقة تشهد تعقيدات شديدة، ليس في الآونة الأخيرة فحسب وإنما تمتد إلى فترة ثورات “الربيع العربي” في عام 2011 إلى جانب أمور أخرى مستجدة مثل الحرب في غزة والسودان والكوارث الطبيعية في ليبيا والمغرب.
وووفق ذات المصدر تسببت الحروب سواء في اليمن أو السودان أو الاشتباكات في ليبيا أو الحرب في غزة وفي سوريا في نزوح الملايين خصوصاً النساء والأطفال، ما أدى لتفاقم معاناتهن وجعل عشرت الآلاف منهن عرضة للاستغلال والانتهاكات خصوصاً الجنسية منها.
وحرمت الحروب العديد من النساء من فرص العمل، مما أدى إلى زيادة الفقر والعوز بينهن، وتسببت أيضاً في تزايد التمييز ضد المرأة العربية، حيث تعرضت العديد من النساء للتمييز في الحصول على الخدمات الأساسية.
ففي اليمن، قتلت أكثر من 1000 امرأة في النزاع المستمر منذ عام 2015، كما أصيبت أكثر من 18000 بجروح، وفي سوريا، ونزحت أكثر من 6 ملايين امرأة من منازلهن بسبب الحرب، مما أدى إلى حرمانهن من التعليم والعمل والرعاية الصحية، وفي العراق، تعرضت النساء للتمييز في الحصول على الخدمات الأساسية، كما تعرضت للعنف الجنسي والجسدي.
وفي السودان وحدها وثقت عدة تقارير دولية رفعت إلى الأمم المتحدة حدوث عمليات اغتصاب جماعي أدت لوفاة العشرات وانتحار أخريات بسبب سوء الحالة النفسية بعد تعرضهن للجريمة، إضافة إلى ما أكدته منظمات حقوقية من عمليات بيع لنساء اختطفن على أيدي قوات الدعم السريع.
وتتصاعد مسألة تعرض النساء للأذى والإنتهاكات بكثافة في ظل الحروب والمواجهات العسكرية وغالباً ما يتم تنفيذها كنوع من الانتقام من الطرف الآخربحسب التقرير المذكور.
وتشير التقارير الإعلامية إلى أن نصف عدد القتلى تقريباً في الحرب غزة هن من النساء، إضافة إلى مقتل مئات النساء في سوريا في عمليات القصف المستمر بين أطراف الحرب هناك.
ويشير حقوقيون ومدافعات عن حقوق المرأة أن العنف المجتمعي تجاه المرأة استمر في عام 2023، وسط بيئة تشريعية وحزم من القوانين التي لا تدعم المرأة بشكل مطلق، فهناك قوانين تميز ضد المرأة وتحرمها من حقوق أساسية ومنها أزمة الحضانة المتصاعدة في دول كالعراق ولبنان.
وساهمت المجتمعات القبلية والعشائرية في دعم ممارسات معادية للمرأة أو تحد من حقوقها مثل الزواج القسري والعنف الأسري وزواج القاصرات والحرمان من التعليم والاغتصاب الزوجي.
كما شكا حقوقيون وناشطات من التخاذل في تطبيق القانون إن كان الأمر متعلقا بامرأة أو يتم التعامل مع شكاواها بشكل غير فعال، وكلها أمور تشكل تحدياً كبيراً أمام المرأة في العالم العربي.
وساهمالتغير المناخي وما نتج عنه من كوارث مثل ما حدث في درنة بليبيا او الزلازل في المغرب في ترك آلاف النساء في وضع هش للغاية حيث تصبح المرأة أكثر عرضة للخطر بسبب الفقر والبطالة وتفاقم اللامساواة.
ولم يمر العام أيضاً دون أن يتم استهداف الحقوقيات والصحفيات من قبل أنظمة عربية مختلفة. ففي مصر تنتظر صحافيات يعملن لدى موقع “مدى مصر” الإخباري المستقل، المحاكمة، بتهم الإساءة إلى نواب من حزب مؤيد للحكومة، فيما يقول النشطاء إن المحاكمة ذات دوافع سياسية.
وفي تونس أعلنت المعارضة سهام بن سدرين أنها ممنوعة من مغادرة البلاد بعدما وجّه إليها الاتهام في إطار تحقيق على صلة بتقرير حول جرائم ارتكبت إبان حقبة بن علي أعدّته هيئة كانت قد تولّت رئاستها.