مذكرات

مذكرات المفكر حسن أوزال(5): حياة كل منا تساوي قدرما كلفته من عناء

 

الجمعة 31غشت2010

باسم الصدف الجميلة التقيت زميلا قديما ( اسمه محمد)وشربنا قنينة نبيذ أحمر مع بعض قارورات الجعة،كان ذلك دونما ميعاد أو استباق للحذث،تكلمنا عن المتعة وكذا عن فن اقتناص اللحظات،وجدته رائعا لا يعرف إلا أن يستمتع و يُمتع ،يشتغل دونما أن يدري وفق حكمة شامفور،لم أجد إلا أن أنصحه بقراءة كتاب “فن المتعة”لأونفراي ،ودعته وهو متأهب للقيا خليلته،سررت لأنه يستمتع بعفوية منقطعة النظير.

الإثنين، 02 غشت 2010

أتأهب للإنطلاق بمعية بعض الزملاء تجاه بين الويدان،حيث ثمة فندق جميل يطل على البحيرة .المتعة لا تقبل التأجيل لأنها الحياة بحذافرها.أقرأ كتاب “أفول صنم،الأكذوبة الفرويدية” وأنا على مشارف إتمامه .يقول فرويد في إحدى توصياته”إن الحل بالنسبة للعصاب الناتج عن الزواج هو الخيانة الزوجية لا غير”(ص.495).لذلك يؤكد أونفراي أن فرويد إصلاحي أكثر منه ثوري تجاه الجنس.

الجمعة 6 غشت 2010

يلتقي إحدى خليلاته و يضاجعها بفندق هنري الرابع،يقرض عليها قصائد نزار و يمر في عنفوان عز نظيره.

الثلاثاء 10 غشت 2010

أتلقى رسالة من مجلة نزوى لصرف مكافأة عن مقالي “الكتابة والصمت”المنشور بالعدد 63 .أقرأ عند هنري ميلر عبارة جميلة مؤداها:”إفعل ما شئت ،لكن شريطة أن تحصل من جراء فعلك ذاك على مقدار من الفرح”

الأربعاء، 11 غشت 2010

يقول المثل الصيني:”حياة بئيسة أفضل من موت جميل”على خلاف من يرى أن الغرفة المليئة بالدخان تستلزم منا المغادرة على التو.لذلك لربما كان وسيبقى الصينيون البشر الأكثر عددا على البسيطة.

السبت 4شتنبر 2010

حياة كل منا تساوي قدرما كلفته من عناء.كل إناء يرشح بما فيه.الحياة سمكة للصيد كتب زميلي الفيلسوف عبد الصمد ذات مرة متأسفا كالتالي:”لا فائدة ،لا فائدة الجسد في الصنارة و الروح فائضة”

الأحد، 12 شتنبر 2010

أعز الحركات إلى قلبي  يقول أونفراي تلك التي أقدم عليها Otto Weininger   و Carlo Michelstaedter  : الأول بإطلاقه رصاصة في موضع القلب في إحدى الغرف التي اكتراها في المنزل الذي مات فيه بتهوفن بفيينا؛أما الثاني فباستعماله هو أيضا لمسدس في اليوم الموالي لانتهائه مما سيغدو أطروحته الفلسفية.عُمر كل منهما لم يكن يتعدى الثلاثة والعشرين سنة.لقد عبرا بعمق على أن الانتحار إنما هو أعلى درجات التحرر .

الثلاثاء 14 شتنبر2010

بعدما هيأت رفوف الكتب و نظفت بيتي الصغير،جلست على كرسيي الجديد ،أقرأ كالعادة ضد أميتي الطبقية ؛يرن الهاتف ،الساعة حوالي العاشرة و خمسون دقيقة.أقرأ رسالة إلكترونية من زميلي عبد الصمد يخبرني فيها بوفاة محمد أركون.تأكدت من أن سنة 2010 هي سنة وفاة أعظم مفكرينا العرب:الجابري،نصر أبو زيد ،آركون.ربما عرف العقد الموالي،قفزة تنويرية بفضل ما أنتجه هؤلاء.ذلك أن تاريخ ميلاد الفكر يبدأ من تاريخ موت صاحبه.

الأربعاء، 15 أيلول، 2010

انتظرت طويلا مجيء زميلي عبدالصمد لكن الأمر تعذر.هكذا أقدمت دونما تصميم على زيارة توفليحت حيث احتسيت جعة واحدة وعدت في سيارتي توا تجاه البيت.أشعلت أول سيجارة لسنة 2010 -2011 أدخنها في بيت الورود كما يحلو لي أن أسميه،تذكرت زميلي المفتش الذي عندما عرفني قال:أنت إذن تسكن منزلين .قلت : أجل.فرد علي مبتسما :entre deux  maison on perd raison .    وجدت كلامه حكيما .فأنا نصف متزوج و نصف أعزب.أمشي الهوينى لأن هذا الثرى من أعين ساحرة الإحورار.بالمناسبة وياللغرابة هي ذي كذلك أول أغنية تيسر لي الإنصات إليها عبر آلتي الموسيقية هذه السنة.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى