مذكرات المفكر حسن أوزال (2): كيف يجوز للمرء العيش رغما عنه وفق طقوس الآخرين؟
السبت 6 مارس 2010
شتاء خفيف، ونغمات شارل أزنفور توقظني من سبات عميق. أتذكر قصائدي المنثورة و المتناثرة بين ركام من الأوراق. منها على سبيل المثال هذه الشذرة التي توحيني بلحظات العسر القاتل (ويل لكل مسلسلات الفقر الممنهجة.):”عندما خاصمت الكلبية ،اقتنيت لي منزلا ،فهل أصالحها و أتخلص من تعاستي؟”
الاثنين 15 مارس 2010
تناولَ السانغليي كالعادة ،مع كأسين من نبيذ تولال،فهرع راكضا :سألته :إلى أين ؟رد علي مبتسما:إلى حيث الخليلة تنتظرني.قلت له:ولِمَ تسرع؟فلم يجد أن أجابني:لأن الحياة لا تنتظر،أنسيت حكمة هيراقليطس؟لا نسبح في النهر مرتين.
الخميس 18 مارس
أقرأ رواية بول أوستر بعنوان:رجل في الظلام.وأستمتع بألبوم موسيقى إسبانية هادئة، منحني إياه صديقي الرائع عبد الصمد: إن على كل إنسان أن يعثر على ما به يبرر حياته قال أحد الحكماء و أردف آخر :لو لا الموسيقى لغذت الحياة خطأ .
الجمعة 19 مارس 2010
أقرأ شذرة لـ”أندري جيد”مؤداها:”كون إحدى القواعد الأساسية في الفن إنما هي :عدم التباطؤ. أليس عصرنا عصر السرعة؟عصر حل فيه كوجيطو”أنا أسرع إذن أنا موجود ” محل كوجيطوهات ديكارت و كانط .
الأحد 21 مارس 2010
أقرأ عند أرستيبوس القورينائي عبارة مفيدة،للهضم يقول فيها:ليس الأمر يستدعي كثرة القراءة،أكثر مما يستدعي حسن القراءة.” Il ne s’agit pas de beaucoup lire, mais de bien lire
” هل أحسنت الترجمة؟ما أظن؟يا للعنة لغة الضاد،التي لا تسعف على نقل الأفكار بروعتها.وهو لعمري مقياس تأخر العرب.
الثلاثاء 23 مارس 2010
بعدما تناولت وجبة الفطور في البيت ،أنتقل على متن سيارتي وعلى وجه السرعة إلى دار و دار،لإتمام الرواية.أقرأ شذرة عن الرواقي كريسبوس تحكي عن ظروف موته.والعهدة هنا على Hermippe الذي راح يؤكد على أن هذا الأخير دخل في غيبوبة دامت خمسة أيام ،إثر إقدامه على شرب النبيذ،دونما تلطيفه بالماء.و في روايات أخرى يروى أن كريسيبوس مات قهقهة وهو يرمق حمارا يلتهم بعض الثمرات.
الخميس 25 مارس 2010
ليس من حق الأغلبية أن تفرض حماقاتها على الأقلية،هذا ما أورده George Wolinski ووجدت في ذات اليوم أنه على صواب أكثر من مرة،إذ والحالة هاته كيف يجوز للمرء العيش رغما عنه وفق طقوس الآخرين ،عاداتهم و تقاليدهم ،شعائرهم و اعتقاداتهم…أي وفق غباء تاريخي يتوارث أبا عن جد و يمتثل ضد كل نزوع فرداني.
الخميس 1 أبريل 2010
أقرأ عند :Adam Mickiewicz لحظة واحدة من شهر أبريل أفضل بكثير من شهر بكامله في الخريف”.أشرب فنجان قهوة في مقهى بآسفي ،مصرا على رقن ما يلوح لي من هذيانات غير مكترث بالعالم من حولي.
الثلاثاء 6 أبريل 2010
المرأة تقول خليلة سارتر هي الكائن الذي لا يكل ينادي عليه كل رجل ،لكن دونما حصوله عليه.ترى ألم يتحصل صاحب الوجود و العدم على سيمون دو بوفوار ؟هل ظلت في قرارة نفسها بعيدة المنال عن رائد تيار الوجودية،بالرغم من أسفارهما المشتركة و برامج كتاباتهما جنبا لجنب؟لكن ألا يتجلى هذا السر ،في قدرتهما على الإنكباب على الكتابة لساعات طوال دونما تبادل همس و لا كلمات،بله و جرأتهما على السكن بعيدا كل واحد منهما عن الآخر؟