محمد النواية يكتب عن المقاهي الشعبية
محمد النواية
المقاهي الشعبية هي ملتقى الحرفيين والصناع التقليديين وأصحاب وهواة لعب الورق و”داما” وسماع الموسيقى أو الراديو ،بالإضافة إلى احتساء الشاي أو القهوة وتدخين الكيف .ونحن أطفال كنا نلج هذه الأماكن خفية من قبيل الفضول ، والبعض يقصدها التعود التدريجي لحين بلوغ سن الرشد لما يسودها من أنس اجتماعي ومتعة في قضاء وقت مريح .المقهى يفتح أبوابه بعد العصر، يضم مطبح صغير يحتوي على موقد من أجل إعداد الشاي والقهوة ، مُغَلٍي نحاسي؛زيزوة .داخل المقهى كراسي خشبية تتسع لثلاثة أو أربعة أشخاص ؛يفرش المقهى أحيانا بعدد من الحصير حسب عدد رواده .صاحب المقهى يعامل زبناءه كأنهم ضيوفه ويعمل على خدمتهم بنفسه بمساعدة خادم .في مراكش تعددت المقاهي الشعبية حسب روادها وما تقدم من خدمات .من هذه المقاهي
- مقهى شيشي بالصباغين
- مقهى مهران بسيدي أيوب
- مقهى التركي ببوطويل باب دكالة
- مقهى الفقير بين لقهاوي رياض العروس
- مقهى السليطين
- مقهى عرصة أوزال
- مقهى باعلال على يمين مدخل حي سيدي ميمون يمر بجانبه مصرف في
مساره إلى مقهى المصرف
- مقهى بستوت بحي القنارية
- مقهى المقودي بحي باب دكالة أمام السقاية وبجنب درب سيدي لحسن وعلي
- مقهى بلمدني
- مقهى غميض قرب درب عبيد الله حي المواسين
- مقهى شعبيط بدرب سيدي مسعود حي الموقف
- مقهى بن شبابة ؛بن صالح
- مقهى عمر زروال حي المواسين
- مقهى لعميم قرب دار المتوكي
- مقهى بلفاطمي الفنان الموسيقي المعروف بالشهبوني؛عبارة عن ملتقى للفنانين
المراكشيين في الطرب الأندلسي
*مقهى عرف بمقهى الفاسي بسوق أبلوح أمام الشوايين ؛كان يستقبل هواة
السهرات التلفزيونية بداخله جناحين كل جناح يتكون من فناء وطابق بدربوز
خشبي قديم وبيوت خاصة للمبيت .
مقاهي أخرى يؤم إليها المولعين بالطرب الشرقي الكلاسيكي ؛ مقهى مولاي عبد السلام أمام جامع خربوش بمكبر صوت كبير على الشارع ؛ مقهى “ماطيش” بجامع لفنا المفتوح طول النهار إلى أخر وقت من الليل ؛كؤوس شبارية من شاي وقهوة وحريرة وقت المساء ، بالمقهى موسيقى متنوعة عبر مكبر صوت مربع معلق على مدخل المقهى ؛انه المقهى المفضل لدى الكاتب الاسباني خوان غويستيسولو .تم مقهى الفيلالي أمام فندق لوريكي بضباشي ومقهى المختار لعجل بمدخل فندق لحباس بنفس الحي ،هذان المقهيين الأخيرين كانا يتنافسان في اقتناء أخر الأسطوانات الجديدة لسيدة الطرب العربي السيدة أم كلثوم ،روادهما ذواقين للموسيقى .تم أخيرا مقهى المصرف الذي كان رواده يجمعون بين ولع الموسيقى وهواية لعب الورق .يتميز المقهى بشكله البسيط ورومانسيته الحالمة، مُسَيٌجْ بقصب على شكل الماموني ؛ جانب منه مغطى بقصب على شكل عريشة، في الوسط مصرف يجري بمياI صافية وشجرة شاهقة فوق أحد فروعها عُلٍقَ مكبر صوت كبير .المساحة مفروشة بحصائر عادية . كان هذا المقهى ملتقى كذلك لبعض رجالات مراكش كمحمد بنبراهيم شاعر الحمراء وبعض العلماء والفقهاء والوطنيين، وصل صيت المقهى إلى المشرق العربي حيت كان مزارا لشخصيات عربية مشهورة . ما يعشقه المرء في أجواء هذه الأماكن زيادة عن الموسيقى هو لَمًة هؤلاء الناس وما يتبادلونه من حلو الكلام وحسن المعنى ونسج القوافي ودفع بعض الجلساء لاستثارتهم أو ابتزازهم بنكتة أو مقلب لإخراج ما بقريحتهم من ردود ساخرة ومضحكة بكلام منظوم ونضم موزون.