فن

مايكل فينكل: صحفي أم قاتل متسلسل؟

لوسات أنفو محسن برهمي

 تخيل عزيزي المشاهد، ان تستيقظ ذات صباح لتجد شخصيتك تقمصها قاتل متسلسل، كيف ستكون ردة فعلك؟ نعم هذه هي القصة المحورية لفيلم true story، الذي يستند إلى وقائع حقيقية، يعرض قصة غريبة ومثيرة للجدل بين الصحفي مايكل فينكل، و القاتل المتسلسل كريستيان لونجو.

بشخصيتين متفرقتين لكن يحملان نفس الإسم؛ الأول يشتغل على تحقيق صحفي في أفريقيا، والثاني سائح في المكسيك. ليترك المخرج المشاهد تفكر مع نفسك أي منهما هو صاحب الهوية الحقيقية.

خطأ لا يغتفر: 

لتسع مرات تظهر مقالات الصحفي مايكل فينكل الذي يؤدي دوره الممثل “جونا هيل ” على الصفحة الأولى للجريدة، لكن المرة العاشرة وبعد خطأ جسيم إثر تزويره للحقائق وهذا ما يتنافى مع مهنة الصحافة، سيطرد من جريدة The New York Time، ولن يشتغل بها مجددا كما ذكر في آخر الفيلم ، ليبدأ رحلة جديدة للبحث عن عمل في جريدة أخرى، لكن هذا ما لم يكن إثر رفض جميع الجرائد الاشتغال معه بسبب الخطأ الذي اقترفه. لكن اتصال واحد من مراسل جريدة “دا أوريغون ” “بات فراتو ” سيغير مجرى الأحداث.

صداقة أم مصلحة؟

 القصة الحصرية وتعلم الكتابة هذه كانت شروط كريستيان لونجو الذي يجسد دوره الممثل “جيمس فرانكو” للتحدث وكتابة مقال صحفي لمايكل فينكل، تتبلور الأحداث ويتبادل الطرفين الرسائل أو الزيارات داخل السجن للتحدث أكثر، سواء على الحياة اليومية أو الجريمة البشعة التي اقترفها لونجو في أفراد عائلته، ليقرر بعد ذلك تأليف كتاب عوض مقالة صحفية، الأمر الذي وافق عليه القاتل طالما انه سيجلس مع مايكل للتعلم أكثر من اسلوبه، لكن معلومات خاطئة مجددا من المصدر والسبب حيث إن لونغو هو مذنب وليس بريء، كما كتب مايكل ستعصف بمهنته الجديدة ككاتب. اذ هنا سيطرح المشاهد سؤالا على نفسه هل هذه صداقة حقيقة أم صداقة ذات منفعة للطرفين (ترويج لبراءة لونجو/  عودة سمعة مايكل كصحفي ) .وعن سبب اختيار القاتل  لشخصية الصحفي يجيب “ أعتقد أنني أعرفك لقد قرأت جميع مقالاتك وأجد أسلوبك ممتعا لدفاعك عن الناس”.

محاكمة مفاجئة:

يمكن أن نقسم فترة المحكمة الى قسمين:

الأولى: والتي كانت عبارة عن زيارة خاطفة لحبيبة مايكل فينكل “جيل” التي تؤدي دورها الممثلة ” فليستي جونز ” التي حاكمت لونغو بكونه قاتل عديم الشفقة وأن لقاءاته مع مايكل هي مجرد لقاءات عادية، لمساعدته على اكتشاف نفسه.

الثانية: ” انت لغز بالنسبة لي وستظل كذلك” هكذا عبر قاضي الجلسة أثناء محاكمة لونجو التي تمت عبر جلسات، ليدان في الأخير بتهم القتل والحكم عليه بالإعدام.

رغم الأداء الرائع للممثلين فإن الشخصيات الرئيسية سطحية، وغير مستكشفة بشكل كاف، وذلك راجع الى السيناريو الذي يفتقر إلى القوة والتماسك، وبالرغم أيضا من أن المدة الزمنية للفيلم هي ساعة وتسعة وثلاثون دقيقة إلا أنه يترك العديد من الأسئلة دون إجابة ولا يعطي المشاهدين فهمًا عميقًا للدوافع والأحداث.

 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى