وطني

مؤسسة ستراتفور: الأزمات ستتفاقم بالمغرب و شمال إفريقيا

 

لوسات أنفو: خديجة بنيس

رجحت توقعات  ” مؤسسة ستراتفور”، تفاقم الأزمات في شمال أفريقيا جراء استمرار موجة الجفاف في المغرب وتونس والجزائر خلال موسم حصاد الحبوب الصيفي، حيث سيؤدي فشل المحاصيل إلى زيادة اعتماد شمال أفريقيا على الغذاء المستورد، وتزايد شدة الأزمات الاقتصادية الحالية، وفرض ضغوط إضافية على الحكومات الهشة بالفعل خلال الربع الثالث من 2023.

و نقلا عن إنترريجونال للتحليلات الإستراتيجية نشر موقع “مؤسسة ستراتفور” ، تقريراً بعنوان “توقعات الربع الثالث من عام 2023″، في 20 يونيو 2023 ، واستعرض التقرير أبرز الاتجاهات المتوقعة خلال الربع الثالث من عام 2023، سواء ما يتعلق بالاتجاهات العالمية المحتمل حدوثها، أو التوقعات المتعلقة ببعض أقاليم العالم المختلف.

في ذات السياق أكدت مجلة إقتصاد الشرق أن المنطقةتواجه  “أسوأ جفاف موسمي” في التاريخ الحديث، وفقاً لتقرير صدر عن وحدة مراقبة الموارد الزراعية التابعة للاتحاد الأوروبي، والتي ترصد أيضاً بيانات البلدان المجاورة. سيؤدي ذلك إلى تراجع محاصيل القمح في كل من المغرب والجزائر وتونس بنسبة تتراوح بين 17% و24% دون متوسط مستوياتها في خمس سنوات، مع ترجيح فشل المحاصيل في بعض الفترات.

وأورد مركز إنترريجونال في عرضه  لأهم ماجاء في تقرير “ستراتفور” أبرز التوقعات في منطقة الشرق الأوسط؛ المتمثلة في استمرار المضايقات البحرية الإيرانية في منطقة الخليج العربي. وعلى الرغم من أن الحملة الإيرانية تستهدف المصالح الإسرائيلية والأمريكية بشكل أساسي، إلا أنها قد تسبب في أضرار جانبية لدول المنطقة وتشكل مخاطر على الأعمال التجارية، وقد أوضح المتحدث باسم المجلس القومي الأمريكي جون كيربي أن إيران مارست مضايقات أو هاجمت أو تدخلت في الحقوق الملاحية لما يصل إلى 15 سفينة تجارية في منطقة الخليج.  ومن المتوقع أن يظهر النفوذ الاقتصادي والدبلوماسي للصين في الشرق الأوسط خلال قمتي البريكس ومنظمة شنجهاي للتعاون.

 كما توقع التقرير اتباع أنقرة سياسة خارجية متشددة لتأكيد وضعها الإقليمي، وبالتالي  قد تعودإلى تبني سياستها الخارجية المتشددة بقوة، مثل اتجاهها إلى التنقيب العدواني عن النفط في شرق البحر المتوسط، بالإضافة إلى تعزيز عملياتها العسكرية في سوريا والعراق، كما أن الحكومة التركية تهدف إلى تأكيد وضعها الإقليمي؛ لأنها لا تواجه حالياً مخاطر انتخابية في الداخل. خاصة وأنها من  المرجح أن تتبنى استراتيجية اقتصادية تتناسب مع التكنوقراط المعينين حديثاً، في الوقت الذي ستحتفظ فيه ببعض الخصائص الشعبوية في سياساتها الاقتصادية والخارجية. والجدير بالذكر أنه في يونيو الماضي، عيَّن الرئيس التركي “رجب طيب أردوغان” مجلس وزراء جديداً يضم تكنوقراطاً قدامى مثل “محمد شيمشك” لقيادة اقتصاد البلاد.

ويشير التقريرفي توقعاته المرتبطة بالقارة الأوروبية  إلى حدوث تحسن ملحوظ في الأوضاع الاقتصادية بالقارة،بحيث قد يؤدي انخفاض أسعار الطاقة إلى تحسين ظروف التشغيل في قطاع التصنيع بجميع أنحاء القارة العجوز، بالإضافة إلى إحراز الاتحاد الأوروبي تقدم في مختلف مفاوضاته التجارية خاصة، مفاوضات التجارة الحرة مع كل من أستراليا وكينيا. ومن المرجح أيضاً أن تعتمد بروكسل اتفاقية توريد المعادن الحيوية والاستراتيجية الموقعة مع تشيلي في نهاية عام 2022، وأن تُوقع مذكرة تفاهم مماثلة مع الأرجنتين.كما قد تسعى المملكة المتحدةلتعزيز التعاون مع الاتحاد الأوروبي، لا سيما في مجالات مثل الطاقة، والبحث العلمي، والمناخ، و وكذا البحث عن سبل تعميق التعاون والشراكة مع الولايات المتحدة في مواجهة الصين، من خلال فرض قيود جديدة على تصدير تكنولوجيا أشباه الموصلات المتقدمة.

  كما قدم التقرير المذكور حسب إنترريجونال رؤية عامة لمستقبل الأوضاع في العالم، وتحديداً على الصعيد الاقتصادي،موضحا ذلك فيما يلي:

  1. تراجع الأوضاع الاقتصادية في الولايات المتحدة ومنطقة اليورو: ستصل أسعار الفائدة الأمريكية إلى ذروتها خلال الربع الثالث من العام الجاري، وستظل مخاطر عدم الاستقرار المالي مرتفعة نتيجة ارتفاع معدلات التضخم الأساسي،ومن ناحية أخرى، سيواجه البنك المركزي الأوروبي معضلة مماثلة فيما يتعلق باستمرار ارتفاع معدلات التضخم الأساسي.
  2. تصاعد حدة المخاطر المالية على اقتصادات الدول النامية: ستظل العديد من الاقتصادات المتوسطة الدخل ضمن الشرائح المنخفضة. وستظل الإقتصادات النامية، لا سيما في أفريقيا جنوب الصحراء، هي الأكثر عرضةً لمخاطر التخلف عن سداد الديون.
  3. صعوبة الموازنة بين سباق الذكاء الاصطناعي وجهود تنظيمه: ستدفع المخاوف بشأن خصوصية البيانات والتحديات الاقتصادية للذكاء الاصطناعي الحكومات نحو تكثيف جهودها لتنظيم هذا القطاع ، الأمر الذي قد يُبطئ من وتيرة الابتكار في السباق الخاص بتطوير أنظمة الذكاء الاصطناعي.
  4. سعي بكين لإنشاء نماذج ذكاء اصطناعي مماثلة لنماذج الغرب: تهيمن شركات التكنولوجيا الأمريكية المتخصصة في إنشاء أنظمة الذكاء الاصطناعي على هذا المجال. وفي ظل مخاطر التداعيات الاجتماعية وخصوصية البيانات، ستسعى الشركات الصينية إلى اللحاق بنظيراتها الغربية في إنشاء نماذج ذكاء اصطناعي متقدمة مماثلة لـ ChatGP. وخلال هذا الربع من العام، ستلتزم الشركات الصينية عن كثب بالمعايير الجديدة أثناء طرح برامج الدردشة الخاصة بها.
  5. اكتساب القمة المقبلة لمجموعة البريكس زخماً عالمياً واسعاً: قد تكون قمة بريكس التي ستُعقد بين يومي 22 و24 أغسطس القادم هي الأكثر أهمية بالنسبة إلى المجموعة منذ سنوات؛ حيث تهدف الصين وروسيا ودول أخرى إلى توسيع عضوية المجموعة، والدفع نحو اعتماد عملة احتياطية موحدة للمجموعة، ويستهدف كلا الأمرين بالأساس الحد من الهيمنة الطويلة المدى للدولار والمؤسسات المالية الغربية على النظام المالي العالمي.

 

 

 

 

 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى