ليو ميسي: غيرت أصدقائي، شعبي،كل شئ. من أجل كرة القدم.

 

لو سات أنفو: محسن برهمي

عندما نتحدث عن كرة القدم، فنحن نتحدث عن ليوم ميسي، وعندما نتحدث عن ميسي فنحن نتحدث عن لاعب استثنائي لن يكرره القدر مرة أخرى، لما لا وهو الذي كان على مدار 15 نسخة لجائزة الكرة الذهبية، فمنذ عام 2007 وحتى 2022 لم يغب ميسي عن المراكز الثلاثة الأولى في نتيجة الاستفتاء على الكرة الذهبية سوى مرتين في 2018 و2022، علما بأن نسخة 2020 ألغيت بسبب جائحة كورونا، ليحقق الجائزة للمرة الثامنة في مسيرته كأن لاعب في سنة 2023 كانجاز تاريخي وغير مسبوق، ولا يقترب من رصيد ميسي سوى اللاعب البرتغالي كريستيانو رونالدو هداف النصر السعودي، الذي توج بها 5 مرات سابقة كان آخرها في 2017.

البدايات:

ليونيل ميسي لاعب كرة قدم أرجنتيني لعب لنادي برشلونة وباريس سان جيرمان والمنتخب الأرجنتيني. عندما كان صغيرا، انتقل ميسي من الأرجنتين إلى إسبانيا بعد أن وافق نادي برشلونة على دفع تكاليف العلاج الطبي المتعلق باضطراب هرمون النمو الذي كان يعاني منه. في النادي، اكتسب شهرة باعتباره أحد أعظم اللاعبين في التاريخ، حيث ساعد نادي برشلونة على الفوز بأكثر من عشرين لقبًا للدوري والبطولات. في عام 2012، سجل رقماً قياسياً لأكبر عدد من الأهداف في سنة واحدة، وبعد عقد من الزمن، ساعد منتخب الأرجنتين على الفوز بكأس العالم للمرة الثالثة. وانتقل الفائز بالكرة الذهبية سبع مرات إلى باريس سان جيرمان في عام 2021، وفي يوليو 2023، انضم إلى نادي إنتر ميامي التابع للدوري الأمريكي لكرة القدم.

ولد لويس ليونيل أندريس ميسي في 24 يونيو 1987 في روزاريو بالأرجنتين. عندما كان صبيا، كان ميسي يرافقه عندما كان شقيقيه الأكبر سنا يلعبان كرة القدم مع أصدقائهما، دون خوف من الأولاد الأكبر سنا. في سن الثامنة، تمت المناداة عليه للانضمام إلى فريق الشباب في نيولز أولد بويز، وهو نادٍ يقع في روزاريو.

كان ميسي أصغر حجمًا من معظم الأطفال في فئته العمرية، وقد تم تشخيص ميسي في النهاية من قبل الأطباء على أنه يعاني من نقص هرموني أدى إلى تقييد نموه. قرر والدا ميسي، خورخي وسيسيليا، اتباع نظام حقن هرمون النمو لابنهما ليلاً، على الرغم من أنه سرعان ما ثبت أنه من المستحيل دفع عدة مئات من الدولارات شهريًا مقابل الدواء.

في سن 13 عامًا، عندما عُرضت على ميسي فرصة التدريب في أكاديمية الشباب التابعة لنادي برشلونة لكرة القدم، “لاماسيا”، وتغطية فواتيره الطبية من قبل الفريق، انتقلت عائلة ميسي عبر المحيط الأطلسي لإنشاء حياة جديدة. على الرغم من أنه كان يشعر بالحنين إلى الوطن في بلده الجديد، إلا أن ميسي انتقل بسرعة عبر صفوف نظام الناشئين.”لقد قدمت تضحيات بمغادرة الأرجنتين وترك عائلتي لبدء حياة جديدة. لقد غيرت أصدقائي، شعبي. كل شئ. لكن كل ما فعلته، فعلته من أجل كرة القدم، لتحقيق حلمي” يقول ليو ميسي عن انتقاله لإسبانيا.

في النهاية، فإن قصر قامة ميسي إلى جنب سرعته وأسلوبه الهجومي الذي لا هوادة فيه، قد أدى إلى مقارنات مع لاعب كرة قدم أرجنتيني مشهور آخر، دييغو مارادونا .

وريث مارادونا:

من كان الأعظم؟ لقد تخللت مسيرة ميسي هذا السؤال والعديد من الأسئلة الأخرى. دولياً، نتساءل أين نضعه في تاريخ عظماء اللعبة، حتى الأرجنتين شككت فيه: منذ رحيله وهو صغير إلى برشلونة، ظلت القصة بعيدة ومتضاربة منذ فترة طويلة، بسبب الألقاب. بل وأكثر من ذلك في بلد مارادونا، الذي كان مدربه في كأس العالم 2010. دييغو، مرجع شبه باطني: حتى أن الإله الأصلي لديه كنيسة باسمه. وبين الاثنين لعبة التشابه إغراء دائم. ومع ذلك، ليس لديهم نفس التاريخ الشخصي، ولا نفس المزاج، ولا علاقة مختلفة ببلدهم. كان مارادونا أكثر تمرداً، في حين أن ميسي فعل كل ما يمكن أن يتوقعه المرء من الابن المثالي، كما تصور نيستور فابري، اللاعب الأرجنتيني الدولي السابق من نانت، الذي التقى ببيبي دي أورو في كأس العالم الإيطالية عام 1990. الرجلان مختلفان. لكنني أعتقد أنه لا يمكن أن يكون هناك سوى مارادونا واحد. حتى بالمقارنة مع بيليه أو بلاتيني أو كرويف، فإن مارادونا سيكون له مكانته الخاصة، بصرف النظر عن ذلك. لا يزال لديهم شيء واحد مشترك: هذا الإيمان العميق بأن العمل لن يكتمل بدون لقب بطل العالم. في عام 1986، كان مارادونا هو نفس المرشد الأعلى للأرجنتين – وربما أكثر – مثل ميسي في عام 2022.

بهذا اللقب هل يصبح ميسي معادلة لمارادونا؟ معضلة غير قابلة للحل في الواقع، بين الأيقونة العاطفية التي كان عليها مارادونا، وهذا الرمز الآخر الذي أصبح عليه ميسي، الذي انتهى صموده في مواجهة الإخفاقات في الاختيار إلى احتلال قلوب الأرجنتين. ويرى فابري والأرجنتيني الأمور بشكل مختلف، بعد فوات الأوان: نقول لأنفسنا إننا محظوظون لأننا تمكنا من الاستفادة من مارادونا لمدة 20 عاما، ثم ميسي لمدة 20 عاما.

وبعبارة أخرى، كل شخص لديه مصيره الخاص، فإن طريق طفل روزاريو فريد من نوعه. حقن الهرمونات خلال فترة المراهقة في برشلونة، وعزف السيمفونيات مع فريقه برشلونة عبر مواسم، محاطًا بجوارديولا وتشافي وإنييستا خسارة نهائي كأس العالم 2014 أمام ألمانيا بعد الوقت الإضافي (0-1)، وهذه الصراعات التي كان يتحمل مسؤوليتها أحيانًا. كان الفوز بكأس كوبا أمريكا قبل عام بمثابة نقطة تحول: فقد أنهى الكأس جفاف الأرجنتين الذي دام 28 عاماً، ومنحه الكرة الذهبية السابعة، وهو رقم قياسي مطلق.  والآن هاهو كأس العالم يهديه الكرة الذهبية الثامنة في مسيرته مبتعدا بذلك عن منافسه وغريمه التقليدي كريستيانو رونالدو.

 من الإعتزال إلى بطل العالم:

في صيف 2005، صنع ميسي اسمًا سريعًا لنفسه في منتخب بلاده تحت 20 عامًا. قاد الأرجنتين إلى اللقب في كأس العالم تحت 20 سنة، وسجل من ركلتي جزاء ليقود الفريق إلى الفوز على نيجيريا. بعد أقل من شهرين، ظهر لأول مرة مع الأرجنتين في مباراة ودية في أغسطس ضد المجر، لكنه لعب أقل من دقيقتين قبل أن يحصل على البطاقة الحمراء ويتم طرده من المباراة.

وعلى الرغم من كل نجاحه مع برشلونة، تعرض ميسي مرارا وتكرارا لانتقادات بسبب عدم قدرته على مساعدة منتخب الأرجنتين على الفوز بلقب كبير. في كأس العالم 2014، خسرت الأرجنتين أمام ألمانيا في النهائي، على الرغم من حصول ميسي على لقب أفضل لاعب في البطولة في ذلك العام. في عام 2016، بعد خسارة الأرجنتين الثانية على التوالي أمام تشيلي في نهائي بطولة كوبا أمريكا، أعلن ميسي أنه أنهى مسيرته مع المنتخب الوطني.

تراجع لاعب كرة القدم عن قراره في النهاية، لكن مشاركته في كأس العالم 2018 لم تحقق هذا اللقب بعيد المنال، كما كان يأمل. بعد أن سجل ميسي هدفًا مبكرًا في الفوز 2-1 على نيجيريا، مما ساعد فريقه على التأهل من دور المجموعات، تم إبقاؤه تحت المراقبة إلى حد كبير من قبل فرنسا، ولم تكن تمريراته الحاسمة كافية لتفادي الهزيمة 4-3 التي دفعت الأرجنتين إلى الإقصاء من المنافسة.

في العام التالي، بعد أن انتقد ميسي بشدة الحكام في أعقاب الخسارة 2-0 أمام البرازيل في نصف نهائي كوبا أمريكا، تعرض القائد الأرجنتيني للإيقاف ثلاث مباريات من قبل اتحاد أمريكا الجنوبية لكرة القدم.

وفي عامي 2021 و2022، وجدت الأرجنتين وميسي ما يكفي من الزخم لاستعادة الجوائز التي حرمت منهما لفترة طويلة. أولاً، فاز الفريق بكأس كوبا أمريكا – أول لقب كبير للأرجنتين منذ 28 عامًا – في غشت 2021، متفوقًا على البرازيل في النهائي. وتعادل الكابتن ميسي كأفضل هداف، إلى جانب الكولومبي لويس دياز، وحصل على لقب أفضل لاعب في البطولة. وفي العام التالي في كأس العالم لكرة القدم 2022 في قطر. حصلت الأرجنتين على الكأس بعد مباراة مثيرة ضد فرنسا انتهت بركلات الترجيح. حصل ميسي على لقب أفضل لاعب كرة قدم للرجال للمرة الثانية وحطم الرقم القياسي للمشاركات في كأس العالم بـ 26 مباراة.

برشلونة:

لعب ميسي في نادي برشلونة لمدة 17 موسما قبل أن ينضم إلى باريس سان جيرمان في عام 2021 لمدة موسمين. في يونيو 2023، أعلن عن خططه للانضمام إلى نادي إنتر ميامي التابع للدوري الأمريكي لكرة القدم.

قاد ميسي برشلونة إلى مجموعة كبيرة من النجاحات، أبرزها في عام 2009، عندما فاز فريق صاحب القدم اليسرى بألقاب دوري أبطال أوروبا والدوري الإسباني وكأس السوبر الإسباني. في نفس العام، بعد حصوله على المركز الثاني مرتين متتاليتين، حصل على أول جائزة أفضل لاعب في العالم من FIFA، بالإضافة إلى جائزة الكرة الذهبية الأولى، وهي أعلى جائزة فردية أوروبية في كرة القدم.

وأصبح ميسي أول لاعب أرجنتيني يفوز بالكرة الذهبية. حتى مارادونا العظيم انبهر بمواطنه. وقال اللاعب المعتزل لبي بي سي: “أراه يشبهني كثيرا”. “إنه قائد ويقدم دروسًا في كرة القدم الجميلة. لديه شيء مختلف عن أي لاعب آخر في العالم.”

ومن المثير للدهشة أن ساحر كرة القدم استمر في التحسن، واكتشف طرقًا جديدة لمراوغة المدافعين أثناء قيادة برشلونة إلى الدوري الإسباني وبطولة كأس السوبر الإسبانية في عامي 2010 و2011، بالإضافة إلى لقب دوري أبطال أوروبا 2011.

بدأ ميسي هجومًا شاملاً على الأرقام القياسية في عام 2012. ليصبح أول لاعب يسجل خمسة أهداف في مباراة بدوري أبطال أوروبا في أوائل شهر مارس، وبعد أسابيع قليلة، تجاوز الرقم القياسي للنادي الذي سجله سيزار رودريجيز البالغ 232 هدفًا ليصبح هداف برشلونة التاريخي. بحلول نهاية العام، كان ميسي قد جمع 91 هدفًا في اللعب على مستوى النادي والدولي، متجاوزًا الرقم 85 الذي سجله جيرد مولر في عام تقويمي واحد في عام 1972. ومن الملائم أنه حطم رقمًا قياسيًا آخر عندما حصل على جائزة الكرة الذهبية. الفائز للمرة الرابعة على التوالي.

في عام 2013، عاد لاعب كرة القدم العظيم إلى الأرض إلى حد ما بسبب استمرار إصابات أوتار الركبة، لكنه استعاد مستواه الذي حطم الأرقام القياسية من خلال أن يصبح الهداف التاريخي في الدوري الأسباني ودوري أبطال أوروبا في أواخر عام 2014.

بعد مساعدة برشلونة على تحقيق الثلاثية التاريخية الثانية في عام 2015، تم تكريمه بجائزة الكرة الذهبية الخامسة له. بعد أربع سنوات، وبعد لقب آخر في الدوري الأسباني، أسس ميسي مرة أخرى معيارًا جديدًا للتميز بفوزه بالكرة الذهبية السادسة.

في 5 أغسطس 2021، أعلن نادي برشلونة أنه لا يمكنه استقالة ميسي بسبب قيود ميزانية الفريق وقيود الدوري الأسباني. على الرغم من إعرابه عن رغبته في مغادرة النادي في الموسم السابق، إلا أن ميسي ودع بالدموع بعد 17 موسمًا: “هذا أمر صعب حقًا بالنسبة لي بعد سنوات عديدة قضيتها هنا، حيث كنت هنا طوال حياتي. أنا لست مستعدًا لهذا”.

باريس سان جيرمان:

وقع ميسي مع باريس سان جيرمان عقدا لمدة عامين مع النادي الفرنسي. وشهدت هذه الخطوة جمع شمله مع زميله السابق نيمار وكذلك الموهوب كيليان مبابي.

ظهر ميسي لأول مرة مع النادي في 29 غشت 2021، وسجل هدفه الأول في شتنبر من ذلك العام. وفاز باريس سان جيرمان بلقبين للدوري الفرنسي مع ميسي لكنه فشل مرتين في التأهل إلى ما بعد دور الـ 16 في نهائيات دوري أبطال أوروبا.

 

على الرغم من أن عقده يسمح بسنة ثالثة اختيارية في باريس سان جيرمان، إلا أن الفريق أعلن أنه لن يجدد مع ميسي عندما ينتهي العقد في 30 يونيو 2023. وفي وقت سابق من العام، قام النادي بإيقاف ميسي وتغريمه بعد أن زار المملكة العربية السعودية في رحلة غير مصرح بها. كل هذا كان مصيرًا محددًا لحركة أسطورة كرة القدم المتوقعة على نطاق واسع.

كانت آخر مباراة لميسي مع باريس سان جيرمان في 3 يونيو 2023. في المجموع، شارك أساسيًا في 72 مباراة، وسجل 32 هدفًا وصنع 34 تمريرة حاسمة.

إنتر ميامي:

في 7 يونيو 2023، أخبر ميسي وسائل إعلام إسبانية أنه يعتزم اللعب لنادي إنتر ميامي، المملوك جزئيًا للاعب كرة القدم السابق ديفيد بيكهام . وقال ميسي في ذلك الوقت لشبكة ESPN : “لقد اتخذت قرارًا بالذهاب إلى ميامي”.

وبعد ما يزيد قليلاً عن شهر، في 16 يوليو، رحب به الفريق رسميًا بعقد مدته 2.5 سنة يستمر حتى موسم 2025. وبحسب ما ورد تبلغ قيمة الصفقة حوالي 150 مليون دولار ، بما في ذلك الراتب السنوي الذي يتراوح بين 50 مليون دولار و60 مليون دولار ، ومكافأة التوقيع، وحقوق ملكية الفريق.

ومن المتوقع أن يبدأ ميسي التدريبات مع الفريق في 18 يوليو، وقد يشارك في مباراة ميامي ضد كروز أزول المكسيكي في كأس الرابطة يوم 21 يوليو.

فضيحة الاحتيال الضريبي:

في يوليوز 2016، تعرض ميسي لضربة خارج ملعب كرة القدم عندما أدانته محكمة برشلونة هو ووالده بثلاث تهم تتعلق بالاحتيال الضريبي. خلال المحاكمة التي استمرت أربعة أيام، نفى ميسي ووالده خرق القانون وادعوا أنهما لم يكونا على علم بأي مخالفات ضريبية ارتكباها. ومع ذلك، حُكم عليهما بالسجن لمدة 21 شهرًا بموجب القانون الإسباني، يتم تعليق المخالفات الأولى التي تقل عن عامين حتى لا يتم سجنهم، لكن حكم على ميسي بدفع غرامة قدرها 2 مليون يورو. وطُلب من والده دفع 1.5 مليون يورو.