فيلمel topo: الإنجيل من وجهة سينمائية
لوسات أنفو: زكرياء ديناوي
هل قام أليخاندرو خودوروسكي، بإعادة صياغة قصص الإنجيل في عصر السينما التجارية في فيلم سوريالي ؟
في رواية الإنجيل، كما يرويه المسيح للكاتب البرتغالي خوسيه ساراماغو، يمنح تصورا جديدا للمسيح، تصورا إنسانيا أكثر. بعيدا عن صفات الألوهية التي أحيطت به في المسيحية، مسيح ساراماغو شكاك وضائع في البحث عن الحقيقة.
في «el topo»، يقدم خوضوروسكي شخصية البطل على انه خلد وهي ترجمة عنوان الفيلم، خلد يحفر من أجل الوصول إلى السطح لكنه في لحظة الصعود يصاب بالعمى من الشمس.
يمثل هذا الإسقاط رغبة الإنسان و بطلنا المختار في البحث عن الحقيقة، ليس للإصابة بالعمى، لكنه سعي من أجل السعي و سعي إلى الحقيقة .
يخوض بطل الفيلم رحلة مليئة بالصراعات مرورا بالإنتقام من مجموعة قتلة، إلى نزاع حول السلطة ضد سادة الصحراء الأربع. يتعرض el topo لوهم السلطة، والألوهية المطلقة، مرورا بالإغواءات الشهوانية، ليصل في الأخير لحقيقة ضعفه الشديد في نزاله مع الأسياد الاربعة للصحراء.
في القسم التاني يولد el topo من جديد في عالم تسوده الجماعات الرأسمالية_ تم تشبيهها برمز الماسونية (متلت تتوسطه عين) _ ومجتمع تسوده كل مضاهر الكراهية، العنصرية والرذيلة. يمثل el topo دور المخلص؛ فقد وعد ساكنة الكهوف (وهم من الاقزام المنبودين) بتخليصهم من الكهف عن طريق حفر نفق خلاله.
يصل el topo في النهاية لإجابة. إن العمى هو نتيجة البحث، سواء كان بحثا عن الحقيقة، رغبة في تخليص جماعة مستضعفين من الأقزام أو سعي للخلاص والتكفير عن الذنوب او سعي للبحث عن المعنى.
يحترق el topo تماما في مشهد ختامي يمثل فقدان الأمل في كل البشرية وبداية حلقة جديدة من البحث والسعي اللانهائي.
هل يحمل el topo كل ذنوب المجتمع الرأسمالي الكريه في النهاية؟ او هل هي كفارة من أجل الخلاص؟ خوضوروسكي يطرح أسئلة ولا يجيب، فالمعتاد فالسينما، الجواب الاخير يترك للمشاهد. فهاته اسمى درجات الفن، متمثلة في طرح كل ما نعجز عنه في التفكير، التشكيك، وأخيرا التأمل.