فن

فيلم Mean Machine: لم أبدأ حياتي الرياضية وأنا صغير، بنية أن أبيع بلدي

لو سات أنفو محسن برهمي:

دائما ما نسمع بأن كرة القدم هي قوة ناعمة، لكن الكثير منا لا يعرف ما تفعله هذه الساحرة بعقول وقلوب الشعوب، لكن أبسط مثال لفهم تأثير كرة القدم هو مشاهد الفيلم؛ فيلم “mean machine”، حيث يحكم على داني ميهن الذي يجسد دوره (فيني جونز) بالسجن لمدة ثلاث سنوات، إثر اعتدائه على رجال الشرطة بالضرب تحت تأثير الخمر، وذلك عقب ادمانه نتيجة اكتئابه لتعرضه للطرد من فريق منتخب كرة القدم بلاده.

لحظة دخول ميهين السجن

بمجرد دخول داني السجن سيعرف قيمة الحياة الذي كان ينعم بها،  لكن الأن منبوذ ومكروه في السجن، بسبب إعطاء ضربة جزاء للمنتخب الألماني في الدقائق الأخيرة لمباراة كأس العالم، وبهذا سينهزم المنتخب الإنجليزي وتفويت رفع اللقب الذي تتمناه كل دولة{كأس العالم}، لاحقا سنفهم أن اللاعب قام بتفويت هذه المباراة، وبيع بلاده مقابل الحفاظ على حياته، بسبب ديونه المتراكمة في القمار لعصابة خطيرة، الأمر الذي دفع نجم المنتخب الإنجليزي داني ميهن بالاستغناء عن شهرته مقابل الحفاظ على حياته، لمن لا يفهم علاقة القمار بالعصابة، فالعملية سهلة، العصابة تراهن على فوز المنتخب الألماني، ما يعني جني ثروة كبيرة وبهذا يكون “ميهن” سدد دينه، الفيلم يسلط الضوء على خبايا والجانب المظلم للرياضة، فإلى جانب عرضه أخطار القمار وكيف يقضي على حياة أي شخص سواء فقير أو غني، الفيلم يناقش حياة اللاعبين، فكم من لاعب محترف انتهت مسيرته بسرعة بسبب الشهرة والمال، الأمر الذي يتركه يتخلى عن مسيرته الاحترافية، والسهر في الحانات الليلية، إضافة الى أن الفيلم سلط الضوء على عداوة الإنجليزيين و الإسكتلنديين، حيث شاهدنا أن الدولة الوحيدة التي استمتعت وفرحت بخسارة الإنجليز لنهائي كأس العالم هي الدولة الإسكتلندية. يتساءل ميهن عن سبب كآبة السجناء فيأتيه الجواب عن طريق العجوز” دوك” الذي يجسد دوره “دافيد كيلي” قائلا ” معظم الشباب هنا لا يمتلكون شيئا، لكن أنت لديك كل شيء حلمت به”، لكن بمجرد تكليف ميهن بتشكيل فريق كروي سنلاحظ كيف ستختفي هذه الفوارق، في إشارة إلى أن كرة القدم تجعل الكل متساويا، وكيف يمكن لها أن تغير حياة الأشخاص؛ فقد غيرت المدمن إلى رياضي مواظب، والشرير الذي لا يرحم أي أحد إلى شخص يطلب الاعتذار، اضافة الى نشاط رياضي داخل مكان تنعدم فيه الحياة {السجن}.

في المباراة التي جمعت بين حراس السجن والسجناء، المشاهد سيلاحظ مجموعة من الرسائل المبطنة بداية بالخطاب التحفيزي لكل فريق؛ حيث يطالب ميهن السجناء بالقتالية والعزيمة من أجل انجاز يفتخرون به في حياتهم من جهة، حيث صارح ميهن السجناء قائلا:” لم أبدأ حياتي الرياضية وأنا صغير، بنية أن أبيع بلدي ” والخطاب الممل والإداري لعميد فريق الحراس من جهة أخرى ، الضرب في الأماكن الحساسة، الخطابات المستفزة، وانتهاء الوصاية وكلمة “السيد” التي تفرق بين الحارس والسجين، كلها رسائل في اتجاه واحد، في كرة القدم كل الأمور مباحة، لكن بمجرد الصافرة تعود الأمور الى طبيعتها.

الفيلم وعبر مدير السجن الذي يريد أن يتحكم في نتيجة المباراة، حيث المخرج كان ذكيا ومثّل شركة المراهنات في شخص المدير، حيث في عالمنا هذا أصبحت الشركات هي التي تتحكم في أداء اللاعبين، وكذلك نتائج المباراة، فهمه هؤلاء هو بناء ثروة على شغف هؤلاء الأشخاص الذين يتنفسون ويعشقون كرة القدم.

احتفال السجناء بالفوز على فريق حراس السجن

انتصار على حراس السجن، وعلى المؤسسة السجنية، هي لحظة لن تنسى لهؤلاء السجناء، فهو انتصارهم الأول في هذا العالم، بعدما انتصرت عليهم الحياة فب كل الجوانب.

الفيلم حقق نجاحا باهرا، حيث اقتبست السينما المصرية هذه القصة لتحولها الى فيلم كوميدي ساخر بعيد عن الرسائل السياسية أو الاجتماعية تحت عنوان “كابتن مصر” من بطولة محمد امام، حسن حسني، وبيومي فؤاد. بالرجوع الى فيلمنا “فالمونتاج” سيء ما جعل الانتقال من مشهد لأخر يثقل من سلاسة أحداثه، ونوعا من عدم استوعاب مسار القصة من طرف المتفرج.

بعد مشاهدتك للفيلم ستتذكر حدثا كرويا مؤلما، فأحداث الفيلم هي أحداث حقيقة لقصة مشابهة حدثت للاعب الكولومبي أندرياس إسكوبار سالدارياغا، أو أندرياس إسكوبار، الذي كان يشغل مركز مدافع أوسط. لعب لنادي “أتلتيكو ناسيونال” الكولومبي، ونادي “بي إس سي يونغ بويز” السويسري. وتعرض للاغتيال بعد أن سجل هدفا في مرمى منتخبه الكولومبي عن طريق الخطأ، أدى إلى إقصاء بلاده من الدور الأول لمونديال الولايات المتحدة الأميركية سنة 1994. وكان يلقب باللاعب الأنيق، نظرا لأسلوبه الأنيق في اللعب وهدوئه على أرضية الملعب.

الهدف القاتل الذي سجله اسكوبار ضد مرماه

في الثاني من يوليوز 1994، بينما كان إسكوبار يستمتع بأمسية مع أصدقائه في ملهى “الإنديو” في مدينة ميديلين، نادى عليه مجموعة من الرجال، وكان من بينهم الأخوان “غالون” المعروفان بانتمائهما لعصابات المافيا بالمدينة، حيث قاما بتوجيه وابل من السب والشتم للاعب.

وفي ساعات الصباح الأولى من نفس اليوم، تبعته المجموعة نفسها وواصلت شتمه وإهانته، مرددين عبارة “ضد مرماك.. أيها الخائن”. وعندما قرر المواجهة للدفاع عن نفسه وعن فريقه، أطلق عليه السائق الخاص للأخوين “هامبرتو مونوز كاسترو” ، ست طلقات في الظهر، ومع كل طلقة يصرخ “GOAL”.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى