فن

فيلم Forrest Gump: الحياة علبة من الشوكولاتة

الحياة قصة يرويها أحمق " ويليام شكسبير

 

لو سات أنفو: محسن برهمي

 تعتبر سنة 1994 الوحيدة التي لن تتكرر في عالم السينما، حيث قدمت لنا هذه السنة أبرز ثلاثة أفلام تربعت على عرش السينما، وفي صدفة عجيبة وقعت لأبطال هذه التحف الفنية، حيث رفض الممثل “جون ترافولتا ” دور شخصية ” Forrest Gump” {الذي سنتحدث عليه اليوم} لاقتناعه بدوره في فيلم “Pulp Fiction”، ليذهب الدور للمثل طوم هانكس الذي بدوره اعتذر عن المشاركة في فيلم “Shawshank Redemption”، ليشارك الممثل تيم روبنز في أبرز عملية هروب من السجن التي لن ينساها عشاق السينما بسهولة.

بعيدا عن قصة حبه مع جيني أو السذاجة والعفوية المفرطة للشخصية،وحبه الشديد لأمه. فيلم Forrest Gump لمخرجه روبرت زيميكس سنة 1994 والمقتبس من رواية ونستون جرووم، أكثر من مجرد فيلم فهو فيلم وثائقي لأبرز أحداث الولايات المتحدة الأمريكية والذي يقدمها لنا Forrest الذي يلعب دوره طوم هانكس بشكل بسيط وفي قالب فكاهي، فالسؤال الأول الذي يجعلك تفكر فيه طوال الفيلم من هو الغبي هل فورست أم المحيطين به أم وسيلة للهروب إلى عالمه الخاص. فالغباء ليس بالمظهر لكنه بالأفعال كما يجيب عنه فورست كلما طرح عليه سؤال -هل أنت غبي-.

في احداث الفيلم نكتشف ان فوست من جنوب أمريكا من سلالة مؤسس المنظمة العنصرية نايثن فورست التي تعتبر شخصية حقيقية، ثم بعد ذلك يأخذنا في جولة مع رؤساء أمريكا، بداية بالرئيس الأمريكي نيكسون والفضيحة السياسية “واتر ݣيت” التي هزت أمريكا سنة 1968، واستخلصنا من هذا المشهد أن هذه الفضيحة والاستقالة نيكسون نفسه الذي تسبب بها. ثم ينتقل إلى كينيدي الذي يتعامل معه فورست بكل عفوية لنفهم أن الرئيس لا يجب أن نهابه أو نتعامل معه بقدسية لكن باحترام، فهو يظل في الاخير شخصا ومواطنا منا، الشعب هو الذي اختاره، ثم الرئيس الثالث وهو جونسون. أحداث كثيرة تلك التي أخذنا اليها فورست فمن الحرب الباردة ولعب بطولة “البينغ بونغ” بالصين في عهد ماوتسي تونغ، مرورا بالحرب الفيتنامية، إلى بداية جائحة السيدا التي يراها المتفرج بعيون هذه الشخصية بكل عفوية وبدون أية إضافات على الحدث، ثم انفتاح الجامعات الأمريكية على الطلبة السود والذي سيقوم فورست في مشهد بتقبل هؤلاء السود في الجامعة رغم انه يعتبر أحد احفاد المؤسسين للحركة العنصرية، أو رغم غليان وغضب المجتمع الأمريكي من هذا القرار. وينتهي الفيلم بمشهد فورست غامب مع ابنه اللذان ينتظران حافلة المدرسة لنرى تعامله مع ابنه ويذكرنا بتعامل الام التي كانت دائما ما تقول له ” الحياة مثل علبة من الشوكولاتة، لا تعلم أبدا ما ستحصل عليه”لتظهر الريشة مجددا ليتركنا الفيلم مع سؤال هل يتكرر فورست غامب جديد لتبدأ قصة جرد للأحداث الجديدة البارزة مع ابنه؟

صدر الفيلم في الولايات المتحدة في 6 يوليو 1994، ونجح تجارياً بأن أصبح من الأفلام الأكثر حصدًا للإيرادات الصادرة في ذلك العام في أمريكا الشمالية، ويصبح بذلك أول نجاحٍ كبيرٍ “لباراماونت بيكتشرز” منذ بيع الاستوديو لشركة “فياكوم” في وقتٍ سابقٍ، حصد الفيلم إيراداتٍ فاقت 677 مليون دولار أمريكي في جميع أنحاء العالم خلال عرضه بصالات السينما، إضافة الى احتلال  الفيلم للمركز الثالث عشر في قائمة موقع قاعدة بيانات الأفلام على الإنترنت لأفضل الأفلام في التاريخ بتقييم 8.8 حسب آراء ما يُقارب المليون مستخدم في الموقع. في عام 1995، فاز الفيلم في حفل توزيع جوائز الأوسكار السابع والستون بجوائز أفضل فيلمٍ وأفضل مخرجٍ لروبرت زيميكس، وأفضل ممثلٍ لتوم هانكس، وأفضل سيناريو، وأفضل مؤثراتٍ بصريةٍ وأفضل مؤثرات بصرية التي تعتبر في نظري أهم جائزة حصل عليها الفيلم والذي كان يتنافس عليها مع فيلم داك ماسك من بطولة جيم كاري، فهنا المؤثرات ليس بالضرورة أن تكون متفجرات أو كأفلام” Marvel” الآن، لكن في تقديم كل هذه الأحداث البارزة في تاريخ أمريكا بهذه السلاسة والبساطة.

في الأخير الحياة علبة من  شكلاتة ، افتحها واستمتع بكل قطعة منها أو مت جبانا واتركها مغلقة.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى