الرأي

عميد كلية العلوم أم عميد للصهيونية ؟

استفزه أن يمتد التنديد بالجرائم الصهونية إلى نخبة من الطلبة

عبد الإله إصباح

يبدو أن الكوفية الفلسطينية أصبحت تقض مضجع العديد من المتصهينين المندسين بننا، وعميد كلية العلوم بنمسك بالدار البيضاء أحد هؤلاء، إذ لم يستطع أن يخفي حقده العنصري ضد فلسطين عندما رفض منح الطالبة المتفوقة جائزتها المستحقة لأنها كانت ترتدي كوفية فلسطينية حاول أن ينزعها عنها فتشبتت الطالبة بها وسط تصفيق الحضور  ومبادرة مدير معهد التكنولجيا التطبيقية التي تدرس به إلى منحها الجائزة بنفسه علما بأن العميد كان مجرد ضيف على حفل تويع جوائز التفوق.

العميد استكثر على الطالبة أن تتضامن مع فلسطين  وتندد بطريقتها بالإبادة الجماعية التي يرتكبها الكيان الصهيوني في حق الشعب الفلسطيني. استفزه أن يمتد التنديد بالجرائم الصهونية إلى نخبة من الطلبة ظنها من خلال وعيه القاصر بعيدة عن الاهتمام بالقضايا القومية والإنسانية العادلة، لم يستوعب كيف تفوقت هذه الطالبة في دراستها وفي انتصارها لضميرها وإنسانيتها، أراد أن يرى طلابا وطالبات على شاكلته منطوية على همومها وطموحاتها الشخصية عير مبالية بآلام الشعوب المقهورة ومعاناتها من ويلات الاستعمار والصهيونية.

حز في نفسه أن يرى إنسانا مستعدا أن يضحي بمستقبله من أجبل مبدأ وقضية هو الذي من المؤكد أنه عاش بدون أي مبدأ أو قضية، عاش خنوعا، مطيعا دليلا من أجل منصب إداري تافه، لم يعرف معنى أن يعيش الإنسان مدافعا عن العدالة والكرامة، فظن أن الجميع مثله  لا تحركه في الحياة سوى الدواقع الانتهازية، وهي نفسها الدوافع التي أدت به إلى أن يرتكب ذلك الفعل المشين والحاط بكرامته عندما ظن أنه بذلك السلوك يضمن الحضوة لدى أسياده ليحصل على منصب أعلى، وربما اعتقد أن الدوائر الصهيونية ستلتفت إليه وتوشي به خيرا. ما قام به هذا العميد إزاء الكوفية الفلسطينية لن يقوم به إلا مجرمي الحرب من عتاة الصهيونية أمثال نتنياهو وغالانت، والعميد اختار بسلوكه الغبي والأرعن أن يناصر القتلة والمجرمين ويكون بشكل سافر ضد ضحاياهم من أبناء الشعب الفلسطيني. فضل أن يركب موجة التطبيع وينصب نفسه ناطقا رسميا باسم الكيان الصهيوني، ممنيا نفسه أن يصبح ذات يوم سفيرا للمغرب لدى الكيان، ولذلك ارتأى أن يعزز سيرته بمواقف تفضح بالمكشوف تصهينه وحقده العنصري ضد كل ما هو فلسطيني. انفصاله عن الواقع والوجدان المغربي جعله لا ينتبه إلى حقيقة مؤكدة تتمثل في كون القضية الفلسطينية هي جزء أصيل في تشكل الهوية المغربية. ربما لم يسمع العميد بما قام به طلاب دامعة محمد السادس ببنجرير عندما وقعوا عريضة تطالب بوقف التطبيع مع الكيان الصهوني غير عابئين بتداعيات موقفهم على مسارهم الدراسي ومستقبلهم المهني وهم نخبة النخبة من الطلبة المغاربة. العميد لا يستطيع استيعاب كل ذلك لآنه معجون من طين الفردانية والانتهازية المقيتة، كائن بدون حس إنساني يرقى به من انحطاط الأنانية المريضة إلى رفعة الإنسان بما هو ضمير وأخلاق ومبادئ وقيم تهون في سبيل تكريسها والانتصار لها كل  العذابات والتضحيات.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى