ثقافة

طبعة ثالثة من كتاب شعيب حليفي:أسفار لا تخشى الخيال

 

صدرت الطبعة الثالثة من كتاب شعيب حليفي ” أسفار لا تخشى الخيال”، وهو مؤلف يتضمن ثمانية نصوص رحلية ، يقول عنها اكاتب في مقدمة الكتاب بأنها:” خُلاصَة إبْداعية  جَمَعَتْ بين السَّفر والكتابة، لتكونَ نصّا ثقافيّا واحدا من فصول ومرايا تُسمى : طرابلس والقاهرة والرقة والرياض … تعكسُ،باندهاشٍ وبداهة،  في ضوء شموس التخييل حالات المسافر والكاتب، ما أرى وما أريد رؤيته وجُلّ ما  يختمرُ بوجداني  قبل ذاكرتي، وما أحبّ ُكتابته … فأدوِّنُ كلَّ ذلك بلُغتي وصوتي ، قريبا من نفسي ومن الأمكنة،  بما تحمله وتُخفيه …

كتبتُ هذه الأسفار بتكثيف حذر، كأني شاعر ضال، لأن سرد الأحداث كما يعيشها الكاتب مثل الماء في جريانه الغريب برغبة غامضة، ولابد من تحويل التفاصيل إلى زخم حيّ ومتلون، لذلك كنتُ في كل رحلة أكتب خطاطة حكايات تستلهم موسيقاها من تلك المساحة الحرّة لتُجاور وتصارعَ ظلال الواقعي كما نعيشه ثم كما نكتبه.

    وفي كل ذلك، أجنحُ إلى حكي حكايات وفضاءات بأبعاد رمزية موازية، أُرَوِّضُ بها الفراغ الممكن والصمت اللاممكن حتى يستقيم حكيا أو نهرا لقول ما لم أقله، والكلام في ما لم أتكلم فيه ..أجمعه لأخلطه كما أشاء ثم أذروه في نفسي منتظرا طلوعه كلمات حية تمشي أمامي.

كثيرا ما تساءلتُ عمن أكون خلف هذا النص .. وقبله من أكون في تلك الرحلات ؟

    هل أناالمسافر الملتقطُ لكل مدهش يملأُ به جِرابه، أم الكاتب الذي يُجرِّبُ الوقوف على حافَّة العين المفتوحة ؟ يُطرِّزُ ،على مآقيها، حريته بمداد التخييل بحثا عن شكل جديد في قول السرد ، فأكتبُ رواية رحلية أو رحلات روائية ..تمنحني لحظات أكون فيها فارسا  في سياق البحث عن مخازن بعيدة أُخبئُ فيها شوقي للكتابة والتأويل، وللحافاَّت الخطرة للنصوص النائمة التي تستفيقُ بداخلي، وأنا هناك في حالات السفر، فتجيءُ روايات قصيرة، لم أفهم في البداية علاقتها بالمكان والزمان .وكلما بَدَت غارقة في الخيال أحسستُ أنها الأقرب إلى حقيقة الرحلة .

   ولو قيض لي، بنفس الدهشة الأولى والبداهة التي لا تفارق الخفي من كلامي  ونوايايَ وتفكيري،  إعادة كتابة كل رحلة رحلة لدونتُ نصوصا أخرى ضاعت أو كنتُ أخفيتُها ثم تململتْ ونهضت لترى ما يجري وكيف يجري… الآن أحسُّ بها  راقدة في مخابئ من روح وتراب، مثل بذرة في وجداني، أو قطرة ماء في نهر كثير المنعرجات.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى