ضربة ترجيح..؟؟؟ لا وصي على الوطن إلا الشعب
حسن أوزيادي
اعتدنا واعتقدنا أن البالون يتدحرج في رقعة ملعب بين أقدام محاربين يتحملون كل قساوة المتعة والرغبة والإرادة في الإنتصار،ليفرحوا شريحة من الناس بهدف خلاص ينتج الإحساس بالفرحة و بالوجود. شغف الرياضة حق كباقي الحقوق لن يتذوق متعته إلا من ترعرع في الأحياء الشعبية المترامية على أطراف المدينة، وعلى تربة الحمري تمارس الهواية باحذية بلاستيكية تعانق الأفق..حتى أصبح منفذا للرقي الإجتماعي ومنقذا من الفقر والقهر والحاجة .
حق كباقي الحقوق ، أو ربما المجال الوحيد الذي يذوب فيه الإنتماء الطبقي والاصطفاف السياسي لأنه في النهاية عنوان وطن وإرادة الانتصار وتحقيق الذات. في الظاهر لعبة وفي العمق إحساس بالوجود والكينونة.
في ظل هذا الضجيج والصراخ التواصلي والإعلامي والإنفلات الأخلاقي وهيمنة البوز وغياب الفعل والتأثيرالسياسي الحقيقي في شرائح المجتمع، تنبع الظواهر الصوتية النشاز والمبادئ النجسة التي تتحين الفرص وتتربص باللحظات الجميلة والاليمة في حياة شعب لإجهاضها وتحويلها إلى مأتم جنائزي تتراقص فوقه الأجسام المشوهة ذهنيا وجسديا لتنتشي من ضعف اللحظة بالإنتصار وتسجيل تفوق سياسي واهم و هجين يعكس خللا وهبلا وخبلا في الموقف وفي تقدير اللحظة ،وهو في العمق ليس سوى ضعف وتخاذل عظيم يخفي عجزا مزمنا في الفعل السياسي وانفراط الجوقة الحقوقية التي لا تنطق إلا بلسان وأوامر الغير.
كيف للحق أن يستصغر لحظة فرح او يشمت في لحظة حزن؟ وكيف للحق أن يصطف ضد شعب يستسرق لحظات فرح واهمة أو حزن ضاغن؟ وكيف لمن يدعون الدفاع عن حق الناس أن يعمقوا جرح الانتكاسة بالشماتة ؟
إنها ضربة ترجيح زاغت عن مقصدها والمنفذ كان أعرجا.لأن البلون لم يراوح مكانه..فقهقهت الجماهير حتى سحب المدون تدوينته..إنه الخجل وعدم الثقة في النفس..وكيف تأتي تلك التي في المبدأ؟
الموقف الشامت في إخفاق ما هو رعونة.
والتميز في لحظة ضعف هو أكبر نذالة ورداءة قيم.
قساوة العيش وغياب الفاهمين والواعين إشكالات المرحلة و تبخيس المسؤولية.يجعل الناس يبدعون في خلق السعادة والفرح لينفلتوا من ضغط القهر و لتناسي الفقر اليومي و مكابدة العيش ومجاراة النكد والضنك الأزلي الذي صاحبهم منذ أن أقبلوا على الحياة.
فلا تحلموا كثيرا ولا تتبجحوا بالذي سقاكم نذالة وكيدا بالوطن استجداء لرفعة ما.
ظنكم خائب وسعيكم ذئاب لا في الشماتة ولا في استئصال الفرح..فلا وصي على الوطن إلا الشعب.