صحيفة باكستانية: من المأساوي أن العالم الإسلامي بجيوشه و أمواله الضخمة لم يتفق على خطة لوقف الإبادة بغزة
الرؤساء والأمراء والحكام الذين يسيطرون على العالم الإسلامي ارتقوا إلى مستوى التوقعات، مع عدم ظهور خطة عمل واضحة لوقف المذبحة
لوسات أنفو:
انتقدت صحيفة DAWN في افتتاحيتها ليومه الاثنين مخرجات القمة المشتركة بين منظمة المؤتمر الإسلامي والجامعة العربية التي عقدت في الرياض يوم السبت لمناقشة المأساة الدموية الجارية في غزة. معترة إياها أنها كانت في مستوى التوقعات بعدم وضع خطة واضحة لوقف العدوان و الاكتفاء بالمناشدات التي من المعروف أن إسرائيل لا تقيم لها أي اعتبار.
وقالت الصحيفة الباكستانية في افتتاحيتها:” من المأساوي حقاً أنه على الرغم من مقتل أكثر من 11 ألف فلسطيني في الهجوم الإسرائيلي، فإن العالم الإسلامي – بجيوشه النظامية وعشرات المليارات من الدولارات ونفوذه الاقتصادي الهائل – لم يتمكن حتى من الاتفاق على إطار عمل مشترك من شأنه أن ينقل بوضوح إلى إسرائيل ومؤيديها الأقوياء أن المذبحة ضد الفلسطينيين يجب أن تتوقف.”
و اضافت أنه لم يكن من المتوقع الكثير من القمة المشتركة بين منظمة المؤتمر الإسلامي والجامعة العربية التي عقدت في الرياض يوم السبت لمناقشة المأساة الدموية الجارية في غزة. ومن المؤكد أن الرؤساء والأمراء والحكام الذين يسيطرون على العالم الإسلامي ارتقوا إلى مستوى التوقعات، مع عدم ظهور خطة عمل واضحة لوقف المذبحة.
وقالت الصحيفة “بينما كان حكام العالم الإسلامي يناقشون الأمر في مركز مؤتمرات فخم، كان أهل غزة الجائعون والمعوزون والملطخون بالدماء ـ الذين أصيبوا بالدوار بعد دفن أحبائهم وجيرانهم يوماً بعد يوم ـ ينتظرون سقوط الصاروخ الإسرائيلي التالي.”
و قالت أيضا” في الرياض، كانت هناك دعوات لوقف إطلاق النار وإدانة العنف الإسرائيلي، ولكن بعيدًا عن هذا القدر الضئيل من المضمون، حيث طالب الرئيس الفلسطيني بإنهاء “حرب الإبادة الجماعية” هذه، بينما حث الولايات المتحدة على استخدام مساعيها الحميدة لمطالبة تل أبيب بوقف إطلاق النار. أوقفوا مذبحة غزة.
و أكدت الصحيفة أنه من غير المرجح أن يستجيب الأشخاص المهمون في واشنطن أو تل أبيب لهذا الطلب. من ناحية أخرى، أرادت الجزائر من الدول الإسلامية والعربية تعليق علاقاتها مع إسرائيل، في حين أوصت إيران بمقاطعة إسرائيل وتصنيف الجيش الإسرائيلي على أنه “مجموعة إرهابية”. لكن كان هناك عدد قليل من المتقدمين لهذه المقترحات.
و لاحظت افتتاحية الصحيفة أنه لو اقتنعت إسرائيل بالتصريحات شديدة اللهجة والمؤتمرات المؤثرة لكانت قضية فلسطين قد تم حلها منذ عقود.
وقالت الصحيفة “في الوقت نفسه، تستمر إبادة الشعب الفلسطيني، بينما ينظر العالم، كما لو كان يستمع إلى أحد برامج الواقع المروع – البث المباشر لإبادة جماعية افتراضية. وقد صعّدت إسرائيل هجماتها على مستشفيات غزة، وكل ذلك باسم القضاء على حماس.” معتبرة أنه في نظر الدولة اليهودية والمدافعين الأقوياء عنها، يبدو أن الأطفال الفلسطينيين المذبوحين هو ثمن عادل يجب دفعه للانتقام لكبرياء إسرائيل الجريح في أعقاب 7 أكتوبر . ومع ذلك، فحتى بعض أولئك الذين سارعوا إلى الوقوف إلى جانب إسرائيل بعد هجوم حماس بدأوا يعيدون التفكير؛ حيث قال الرئيس الفرنسي إن تل أبيب يجب أن تتوقف عن قتل “الأطفال والنساء”.
و سجلت الافتتاحية أنه من المحزن أن أولئك الذين لديهم القدرة على وقف هذه المذبحة إما يساعدون حملة إسرائيل المتعطشة للدماء، أو يقدمون مناشدات ضعيفة للتخفيف من حدة المذبحة.
لتختم قائلة ” ومع ذلك، فإن مئات الآلاف من عامة الناس، الذين ليس لديهم سلطة سياسية ولكن بوضوح أخلاقي كبير في صنعاء ونيويورك ولندن ومدن أخرى، يطالبون بإنهاء المذبحة. فهل تستمع النخبة العالمية القاسية إلى أصواتهم؟”