رسالة لشبونة

رسالة لشبونة: سفر بين عالم القراءة وتذوق النبيذ

في هذه البلدة تُنظم فعاليات ثقافية مثلما أن بها مكتبة حكومية متنقلة بهدف تعميم عادة الإمساك بالكتاب وقراءته ونقل المعرفة

 

 عبد الرحمن بلحداد (كاتب مغربي يُقيم في لشبونة)

تتميز مدينة لشبونة بكونها تضم أحياء سياحية عديدة تحدث بها فعاليات و عروض موسيقية، مثلما أن بالبلدات القريبة جدا من المدينة يحدث نفس الأمر، مما يتيح للسكان وللسياح، على حد سواء الإستمتاع بعروض وفعاليات تُقام كل أسبوع. ويعتبر سوق ريبيرا الذي يقع بقلب المدينة، وتحديدا بحي كايس دو سودري، واحدا من الأماكن الممتعة، والتي بها أفخم المطاعم والحانات. وهو سوق كبير وجميل ومرتب، يقصده السياح والبرتغاليون من أجل شرب النبيذ والجعة وتناول الطعام، ثم يتبادلون الحديث فيما بينهم. و يتميز هذا الفضاء بكونه يتيح فرصا للتعارف بين الناس من ثقافات عدة فيتحدثون في مواضيع شتى ضمن تلاقح ثقافي وتبادل المعلومات….

تحيط بمدينة لشبونة بلدات كثيرة وجميلة، غالبيتها ساحلية، وتتربع على عرش الجمال واحدة منها هي بلدة كاشكايش، وينطقها البعض، من بلدان أخرى ناطقة بالبرتغالية هكذا: كاسكايس. وتبعد هذه البلدة عن مدينة لشبونة بحوالي ثلاثين كيلومترا. وتعتبر بلدة كاشكايش ساحرة ومتمتعة ببنية تحتية وخدمات ومرافق جيدة، مثلما أن بها شواطئ تُغري السياح وسكان المدينة والبرتغاليين، عموما، مما يدفعهم إلى أن يقصدوها ويقضوا بها يومهم، و خصوصا في يومي العطلة الأسبوعية. ويبلغ تعداد سكان هذه البلدة 158 214 نسمة، وذلك بحسب إحصاء سنة 2021. ويتكون غالبية سكان هذه البلدة من أغنياء و ذوي دخل مرتفع من برتغاليين وأجانب، مثلما يسكن بها وبنواحيها قلة من أصحاب الدخل المحدود. و في هذه البلدة تُنظم فعاليات ثقافية مثلما أن بها مكتبة حكومية متنقلة بهدف تعميم عادة الإمساك بالكتاب وقراءته ونقل المعرفة. وهي عبارة عن سيارة كبيرة تتنقل بينأحياء المدينة وفي شواطئها فيُخرج عمالها كراسي وطاولات للقراءة فيلج الناس للسيارة ويختارون الكتب التي يودون قراءتها ثم يجلسون من أجل القيام بذلك.

 أما في بلدة فيلا فرانكا ذي شيرا، وفيما بين السابعة عشر والتاسع عشر من هذا الشهر، فيتنظم حفلة للنبيذ. ويتعلق الأمر بثلاثة أيام للتواصل مع منتجي النبيذ الصغار والكبار، من مناطق مختلفة من البلاد، ومع مراجع لا حصر لها في التذوق لفهم أصناف العنب والسفر في الكأس عبر العديد من الأماكن. بالإضافة إلى المتذوقين المعلقين والعديد من ممثلي ملحقات تقديم النبيذ، سيكون أيضًا ذا حضور نشط لمطاعم البلدية، وذلك من خلال الطبخ الاستعراضي. في منتصف شهر نوفمبر، المخصص لحملة فن الطهي. وسيتخلل الحفل وصفات لنكهات تقليدية من الطبخ البرتغالي. ويبلغ تعداد ساكنة فيلا فرانكا دي شيرا 529 137 نسمة وتبعد عن مدينة لشبونة بحوالي 25 كيلومترا.

زر الذهاب إلى الأعلى