فضاءات ومدن

رسالة لشبونة: احتفال برتغالي بهيج بقدوم شهر أكتوبر

 عبد الرحمن بلحداد (كاتب مغربي يُقيم في لشبونة)

في هذه الأيام، تحتفل مقاطعة فيلا فرانكا دي شيرا بمدينة لشبونة بالبرتغال بقدوم شهر أكتوبر، وهو احتفال سنوي يتكرر لمرتين، فيما بين سبتمبر وأكتوبر ثم لأكثر من أسبوع آخر في شهر يونيو. ويحضر إلى هذا الإحتفال برتغاليون وبرتغاليات وأجانب من قاطني مقاطعات أخرى بلشبونة، بل يشارك فيه برتغاليون وبرتغاليات من مدن أخرى.

وقد بدأ هذا الأحتفال في يوم 29 سبتمبر لينتهي يوم 8 أكتوبر الحالي، أي لسنة 2023. وتتخلل هذا الأحتفال فعاليات متنوعة وموزعة زمنيا خلال ساعات اليوم، منها فعالية إطلاق الثيران والسباق معها وتحديها دون تعنيفعها، خلافا لما يحدث في إسبانيا، حيث إن المتمرسين بهذا المجال لا يعتدون على الثور، بأي شكل من أشكال، بل يتحدون قوته ومدى قدرته على كشف أماكن اختفائهم… كما يكون هذا الأحتفال مناسبة لشراء بضائع من الصناعة التقليدية وغيرها لمناطق برتغالية أخرى وأطباق من الأكل والمشروبات، وخصوصا منها المشروبات الروحية، والتي ينتشي بها الغالبية الساحقة من الناس، وتكاد لا تجد من لا يُمسك بيده كأس نبيذ أو زجاجة بيرة.

 

وفي الإحتفال ذاته، يحضر فرسان مُمتطين خيولهم عبر احتفال بهيج بألبسة تقليدية مختلفة يرتديها الفرسان وغيرهم من الناس، وخصوصا منهم المتسابقين مع الثيران. وعلى هامش الإحتفال، يخرج الناس جماعات جماعات في كل الدروب والشوارع غير الرئيسة، مُعدين أطباقا من الأكل، وخصوصا عبر شي الأسماك واللحوم بمختلف أنواعها، شاربين النبيذ والجعة البرتغاليين المتميزين بجودتهما ثم متناولين الأطعمة المُعدة…

وبالنظر للروابط الثقافية واللغوية وكون الجالية البرازيلية في البرتغال تشكل 31 بالمائة من كل أجانب البرتغال، فقد تخلل هذا الحفل معارض لمنتجات، لمشروبات وأطباق أكل برازيلية.

وأنا أمر بجمع من الناس، إذ استأذنتهم بأخذ صورة لهم في مجلسهم، مُخبرا إياهم بأن الصورة ستُنشر في موقع مغربي من أجل التعريف بالثقافة البرتغالية لو قبلوا بالأمر، فإذا بهم يتعاملون مع الطلب بأرحية، بل بترحاب باد من ملامح وجوهمم ومن أياديهم. ففي البرتغال مثلما هو الأمر في بلدان غربية كثيرة، لا توجد موانع في التقاط صورة لك، رغم إمكانية ظهور غير مُتعمد وغير تشهيري لغيرك من الناس فيها، لكن من الطبيعي أن يحظى التقاط صورة لغيرك، تتقصده هو، باستغراب وبرفض، مما يقتضي استئذانه في الأمر وتوضيح القصد من ذلك. مما حدا بي إلى التقاط صورة واحدة عن بُعد للمجموعة كلها وهي تتناول الأكل في الشارع…

زر الذهاب إلى الأعلى