حسن أوزال: فظاعة مجتمع الطغاة و العبيد، لن تلق حتفها إلا بالإبداع
حسن أوزال/مفكر مغربي
كثيرا ما كان الفيلسوف الألماني نيتشه يتمنى مستقبلا يسود فيه المبدع بدل القاضي و المضطهِد ، داركا أن الفن وحده يستطيع تخليص الإنسان من العدمية التي مافتئت تنخر كينونته .
لقد ظل الرجل يبحث عن خلاص فني يُبدِّد فيه أسلوبٌ منتظِمٌ إبداعيا ، فوضى عصرٍ مبتدَل سِمَته الغباء.ذلك أن كل عملية إبداع تنطوي بحد ذاتها و هو الأهم ، على عملية نفي لعالم السيد و العبد . و لئن صح القول ،من ثمة أن فظاعة مجتمع الطغاة و العبيد الجاثمة على رقاب الناس، لن تلقى حتفها إلا بالإبداع ، فالإبداع من حيث هو كذلك ضروري لكل حضارة.لكن المعضلة الكبرى و الحالة هاته ، إنما هي في إمكانيته طالما أن لزوم الإبداع لا يعني في شيء أنه ممكن على حد ملاحظة “ألبير كامي” .لماذا؟لأن إمكانية الإبداع مقرونة بطبعها بإمكانية أخرى هي إمكانية الثورة، باعتبارهما معا ما يكفل نهضة كل حضارة.ثورة أبعد ماتكون عن رعب ثورة القرن العشرين التي بمعية فن هذا القرن ذاته، لم يفضيا بنا للأسف سوى إلى عدمية سلبية