جدل الرقابة يعود بالكويت
لو سات أنفو : محسن برهمي
يعود جدل الرقابة على الكتب في الكويت بعدما أقدم خمس نواب (أغلبهم ينتمون لاتجاهات دينية) باقتراح عودة الرقابة المسبقة على الكتب والمطبوعات المستوردة من الخارج، وقال النواب الخمسة أصحاب المقترح في المذكرة الإيضاحية أن “الرقابة المسبقة تضمن عدم المساس بكرامة الناس والتشهير بهم، والتجربة أثبتت عدم فاعلية الرقابة اللاحقة”.
ويأتي هذا الاقتراح بعد ثلاث سنوات من الغاء الرقابة من طرف مجلس الأمة الكويت بعد مطالبات الكتَّاب والمؤلفين، وفي هذا الصدد صرح الشاعر والكاتب الكويتي دخيل الخليفة لموقع الشرق الأوسط “تفكير بعض النواب في إعادة الرقابة السابقة محاولة لاستعداء الشعب عبر طرح أفكار (غبية) تدغدغ مشاعر قلَّة لا يدركون أهمية وجود ثقافة حرة. وهذا المقترح يؤكد العودة إلى محاربة الفكر والثقافة، وقمع حرية التعبير”.
وأضاف ” بعض النواب يتصرفون كحرَّاس على عقول المجتمع، رغم وجود نيابة عامة تتلقى الشكاوى (وفقاً للقانون الحالي) من أي إنسان يجد خروجاً عن المألوف في أي كتاب، ويمكن أن تكون العقوبة قاسية مقارنةً بالمنع”.
ومن جهتها استنكرت رابطة الأدباء الكويتيين تصريحات الأعضاء المتقدمين بالمقترح حيث قالت ” قانون الرقابة اللاحقة لم يخدم الناس ومس كرامتهم وشهّر بهم، وبأنها تجربة أثبتت عدم فاعليتها، وهذهِ تصريحات غير مسؤولة تحاول بعبثية تشويه القانون، ولا تستند على حقائق واقعية وهي بعيدة كل البعد عن الإصلاح”.
وأضافت ” كما أنها لا تصب في صالح الشأن الثقافي بل تأخر العمل على تطويره وتحيد به عن المسار الصحيح. فقد قدم قانون الرقابة اللاحقة تجارب ناجحة بجميع المقاييس تخدم طموحاتنا تجاه دولة الحريات المكفولة بنص الدستور ولتصبح الكويت مجدداً منارة للثقافة العربية”.
ودعت الرابطة في الأخير كافة المعنيين في وزارة الإعلام والمجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب وأعضاء مجلس الأمة للتصدي لكل المحاولات التي تساهم بالتضييق على الحريات، وتقوم على تشويه الشأن الثقافي الكويتي والإضرار به.
وحسب نفس الموقع ففي سنة 2018، تم الكشف عن وجود أكثر من أربعة آلاف عنوان لكتاب في قائمة الممنوعات في الكويت، وفي 22 نوفمبر 2018 نظَّم مثقفون وناشطون كويتيون تحركاً أمام معرض الكتاب للاحتجاج على منع الكتب، وقاموا بعمل نصب على هيئة شواهد قبور كُتِب عليها أسماء جميع الكتب والروايات الممنوعة في المعرض، وتم وضعها على شكل قبور متراصة في الساحة المحاذية لمعرض الكتاب، قبل أن تقوم السلطات برفعها.