تونس توضح سبب امتناعها عن التصويت لصالح مشروع القرار العربي
لوسات أنفو : خديجة بنيس
أثار امتناع تونس عن التصويت لصالح مشروع القرار العربي، المعتمد من الجمعية العامة للأمم المتحدة والقاضي بوقف إطلاق النار في قطاع غزة، جدلا واسعا، في وقت حذر فيه الرئيس قيس سعيد من مساعٍ لـ”تشويه” موقف بلاده الداعم للقضية الفلسطينية.
وارتباطا بالسياق قال المندوب الدائم لتونس لدى الأمم المتحدة طارق الأدب، إن بلاده ترفض “المساواة بين المعتدِي والمعتدَى عليه”، مشيرا إلى أن مشروع القرار العربي أغفل العديد من المسائل، من بينها “غياب الإدانة الصريحة والقوية لجرائم الحرب وجرائم الإبادة الجماعية التي تقوم بها قوات الاحتلال وعدم المطالبة بمحاسبتها”، وعدم التنصيص بوضوح على الوقف الفوري للعدوان.
ويدعو هذا القرار إلى الوقف العاجل لإطلاق النار والسماح بإدخال المساعدات الإنسانية والإفراج الفوري وغير المشروط عن جميع المدنيين المحتجزين بشكل غير قانوني، كما يرفض عمليات التهجير القسري في حق الشعب الفلسطيني.
وذكر الأدب في كلمته التي نشرتها الخارجية التونسية، أن “الوضع الخطير وغير المسبوق في قطاع غزة وبقية الأراضي الفلسطينية المحتلة، نتيجة استمرار العدوان الإسرائيلي الوحشي على الشعب الفلسطيني وإجراءات الإغلاق ومنع كلّ وسائل الحياة عن ملايين الفلسطينيين، يستوجب سقفا أعلى لم يبلغه نصّ القرار”.
ويرى سياسيون تونسيون أن موقف تونس الرسمي الرافض لمشروع القرار، قرار سليم ويعبر عن المواقف السابقة التي عبر عنها رئيس الجمهورية والخارجية التونسية منذ البداية، معتبرين أن وقف إطلاق النار هو أمر بديهي ولا يمكن أن يصبح المطلب الأقصى للفلسطينيين، في حين أن إدانة الإبادة الجماعية التي تمارسها إسرائيل على غزة هي أمر ضروري.
وأضافو لا يمكن الفصل بين حماية أرواح المدنيين وبين الحق الفلسطيني، لأن المسألة ستصبح وكأنها مقايضة وابتزاز، إما الرحيل وإما الإبادة، وهذا ما لا تقبله بلادنا، في إشارة إلى أن تونس تدعم الفعل التحريري الفلسطيني.
واعتبرو أن القرار العربي دون المأمول وتحت السقف الأدنى، في إشارة إلى أن ما يقوم به الشعب الفلسطيني هو دفاع عن النفس والأرض، وأن المعركة ليست بين فلسطين وإسرائيل، بل هي معركة بين قوى الشر التي تقودها إسرائيل والولايات المتحدة الأمريكية والقوى المدافعة عن أوطانها والتي تناضل من أجل استرجاع أرضها وإنهاء الاحتلال.
وعلى الجهة المقابلة، وصف الدبلوماسي ووزير الخارجية السابق أحمد ونيس، موقف تونس الرافض للتصويت على الهدنة الإنسانية بأنه “موقف غريب وغير مفهوم”.
وأضاف “لا أجد تفسيرا لهذا الموقف، خاصة وأن جميع الدول العربية ودول المغرب الكبير صوتت لصالح القرار، وهو ما يدل على أن الوفد الفلسطيني هو من طلب الموافقة على مشروع القرار العربي”.
وبيّن ونيس أنه “تقليديا تتبع تونس إرادة ورغبة الوفد الفلسطيني، وهي المرة الأولى التي يتخالف فيها الموقف التونسي مع إرادة القيادة الفلسطينية، وهو منعرج يترك نقطة استفهام كبرى يجب توضيحها للرأي العام”.
( عن وكالة سبوتنيك عربية)