الفيلسوف المصري حسن حماد لمنتقدي محمد الحلو:سحقا لثقافة لا تصون كرامة أبنائها
لوسات أنفو
انتفض الفيلسوف المصري حسن حماد في وجه منتقدي الفنان محمد الحلو عقب تغيير كلمات أغنية مسلسل زيزينيا في حفل بجدة بالسعودية، معتبرا أن الرجل صان كرامته و جامل جمهوره بالسعودية بدعابة راقية.
و قال الفيلسوف حسن حماد أحد أبرز الأصوات التنويرية في الجغرافية الفكرية العربية، في تدوينة نشرها على حسابه بالفايسبوك ” الفنان صاحب الصوت الأصيل الجميل الذي نسيناه وأهملناه ولم يعد أحد يتذكره في ثقافة سيطر عليها السفهاء والغوغاء والدهماء واعتلى منابرها الفنية والثقافية حثالة المهرجانات مثل حمو بيكا وعنبة وكزبرة وكافة الكائنات المشوهة التي خرجت من قيعان البلاعات !”
و تساءل الفيلسوف المصري في تدوينته ” ماذا تنتظرون أيها المحترمون من حراس الفضيلة وحماة الوطنية والانتماء ؟ هل كان علي الرجل أن يتسول ويمد يده للسفلة من صناع ثقافة الوهم والانحطاط ؟هل كان عليه أن يخلد إلي العزلة والوحشة حتي يصاب بالجنون ؟”
و توجه إلى إلى منتقدي محمد الحلو قائلا ” لا تلوموا الرجل فهو لم يرتكب جرما ، هو فقط جامل الجمهور السعودي بصورة فنية ودعابة راقية ، وهذا لا يقلل من قيمته ولا يمثل جرحا لكبريائه . هو في نهاية الأمر إنسان وفنان ينتمي للأمة العربية وهو أبن لهذه الثقافة وليس لمصر وحدها. “
و في مقطع جد مؤثر لا ينطبق فقط على مصر لوحدها و إنما على الكثير من الأقطار العربية قال الفيلسوف حسن حماد:” ربما نسيت مصر الرجل وتذكرته السعودية ، السعودية التي كانت يوما مملكة الظلام أصبحت اليوم مملكة النور وهاهي تنفض عن وجهها غبار السلفية الوهابية أما نحن فلم نزل نتمرغ في تراب تلك الوهابية السلفية البغيضة” .
و ختم تدوينته قائلا “تحياتي للفنان الذي أطربنا كثيرا بأغانيه الشجية وتحية للسعودية المرية ولكل مدينة تحتضن الفن وتعلي من شأن الثقافة والإبداع وسحقا لأي ثقافة لا تصون كرامة أبنائها وتدفعهم للتنازل عن كبريائهم وتسحقهم بقسوة الأهمال والنسيان.”
و كان محمد الحلو قد غير كلمات “جينيريك” مسلسل “زيزينيا” حيث قال “وعمار يا سعودية يا جميلة يا مارية” بدلا من المقطع الأصلي الذي يقول “وعمار يا إسكندرية”، وذلك خلال حفل أحياه في جدة في إطار تظاهرة “كاسيت 90” الذي نظمته هيئة الترفيه السعودية، احتفاء بالجيل الذهبي من نجوم التسعينات بمصر. و جر عليه هذا التغيير موجة من اللوم و الانتقاد بمصر.
و يسكن الفنان محمد الحلو الوجدان العربي، بأدائه الرفيع من خلال أغانيه التي رافقت أشهر الأعمال الدرامية، التي تظل موشومة في الذاكرة الجماعية بصدقها الفني و تكاملها الجمالي و بتجاوبها مع الوجدان العربي و جراحه، في زمن تراكمت فيه الخيبات.