ثقافة

الفاتنة المتوحشة : لم تتعلم اللغة العربية بسبب مدينة مراكش

لو سات أنفو محسن برهمي:

في العدد 258 الصادر سنة 1956 لمجلة الكواكب، قال مراسل المجلة أثناء زيارته لأستوديو جرانفيل في باريس، دعاه السيد “نيرى” لإلقاء التحية على النجمة المتوحشة، قائلا:” تعال أقدمك إلى النجمة المتوحشة” فوقف أمامها ~المراسل~ فتعلقت عيونه بها، كأنه لم ير نجوما من قبل، مع أنه بفضل المجلة قد رأى الكثيرات منهن.

فصافحته ” ما جالي نويل ” وهذا هو اسم الفاتنة التي يلقبونها بالمتوحشة، فاستراحت يده في كفيها، فقد سلمت بكلتا يديها، ثم قالت: “إنني أعرف أن هذه إحدى وسائل الترحيب بين الشرقيين” فأجاب ” كيف عرفتِ ذلك؟”.

قالت:” أنا شرقية من فرنسا، أو فرنسية من الشرق؛ أبي اسباني، وأمي من الهند، وقد أمضيت طفولتي بين تركيا، سوريا، لبنان، اليونان، ومراكش. كان أبي أحد رجال السلك السياسي الفرنسي، وقد أتاحت لي تنقلاته الإلمام بأشياء كثيرة عن الشرق”

فرد عليها المراسل:” حتى سحر الشرق أكاد أراه كله في عينيك الحالمتين”

ضحكت وقالت:” إنهم يقولون إن عيوني متوحشة، ولست أدري سببا لذلك”

فقال:” الحقيقة أني سمعت أكثر من ذلك، سمعت أنك أنت شخصيا متوحشة وليست عيناك فقط”

ضحكت مرة أخرى وقالت” وما رأيك فيما سمعت الأن؟”

فقال:” ليت الحسان كلهن متوحشات مثلك”

وضحكت ما جالي للمرة الثالثة، وهي حين تضحك تنسي من يسمعها متاعبه، همومه، وآلامه، ثم قالت له أنها محبة للغناء والرقص، وإنها بدأت تتعلمها وهي طفلة، ولم تكن تنام إلا على الأغنيات التركية التي مازالت تحتفظ بالكثير منها مسجلا على أسطوانات، وإن كانت لا تستعملها، بل تحفظها للذكرى فقط…

وقد ظهرت ما جالي في أول عمل فني لها وهي في الخامسة عشرة من عمرها، في ناد ليلي بألمانيا حيث غنت ورقصت، وهي تجيد ثماني لغات، ليست بينها اللغة العربية.

وقد حاولت تعلم اللغة العربية أثناء تواجدها بمراكش، و استفادت  من ثلاث حصص كاملة فيها، وفي الحصة الأخيرة عرض عليها المدرس الزواج؟ فاعتذرت ما جالي عن الإستمرار في الدروس، ووعدت أن تفكر في عرض الزواج هذا، ثم قالت وهي تضحك:” إني مازلت أفكر… حتى الأن”

ذكرت ما جالي إنها التقت ببعض الفنانين، والفنانات في مؤتمرات السينما، وفي باريس؛ قابلت فريد الأطرش الذي أعجبت بذوقه في اختيار ملابسه، وأضافت أنها معجبة بتحية كاريوكا، وإنها تتمنى أن تشارك معها في فيلم واحد.

شيء واحد قالته ما جالي نويل ولم يفهم المراسل قصدها، قالت:” إنني أتمنى أن أزور منغوليا، وأرض التبت المجهولة” ولما سألها عن السبب، أجابته: ” الله أعلم!”.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى