الدعم الأمريكي لدولة الاحتلال في حربها على غزة يهدد مصالح واشنطن في المنطقة
لوسات أنفو : خديجة بنيس
أعلنت واشنطن دعمها لإسرائيل في حربها على غزة، منذ اليوم الأول لعملية طوفان القصى في السابع من أكتوبر الماضي، واستندت في موقفها على أن إسرائيل لها الحق في اللدفاع عن نفسها، وخلفت تصريحات المسؤولين الأمريكيين الداعمة للمجازر التي ترتكبها إسرائيل في حق المدنيين لأزيد من شهر في القطاع غضب الشارع العربي والعالمي، الذي يعتبر أن أمريكا هي شريك مباشر للكيان الصهيوني في جرائمه اللاإنسانية في غزة.
وفي ظل الضغط الشعبي على إدارة بايدن، ودعوته إلى وقف إطلا النار في القطاع وإدخال المساعدات إلى المواطنين الفلسطينيين المحاصرين في غزة، تحركت واشطن في محاولات يائسة للضغط على دولة الإحتلال لوقف إطلاق النار ومنع توسيع عملياتها العسكرية لخفض تأثيراتها الإقليمية والدولية.
ويفيد تقرير نشره مركز إنترريجونال للتحليلات الإستراتيجية بعنوان ” تداعيات الحرب الإسرائيلية في غزة على المصالح الأمريكية في الشرق الأوسط”، أن الحرب على غزة فضلا عن تأثيراتيها الإقليمية والدولية على الولايات المتحدة، فإن الداخل الأمريكي لن يسلم من تداعيات الحرب خاصة مع قرب موعد الإنتخابات الرئاسية، وبالتالي قد تؤثر بصورة كبيرة على فوز بايدن بفترة رئاسية ثانية.
وأبرز التقرير أن القصف الإسرائيلي على غزة؛ وارتفاع التكلفة الإنسانية للمدنيين الغزيين، وكذااحتمالات توسيع نطاق الغزو البري في القطاع ، يحمل العديد من التداعيات السلبية على النفوذ الأمريكي، وبالتالي تزايد استهداف الوجود الأمريكي في منطقة الشرق الأوسط، خاصة في ظل انتشار المتزيد من القوات الأمريكية في المنطقة، وقد تصاعدت الهجمات ضدها في كل من العراق وسوريا، ووفقالمعلومات استخباراتية فإن وكلاء إيران المسلحين في الشرق الأوسط يخططون لتكثيف الهجمات المسلحة بالطائرات بدون طيار ضد القوات الأمريكية في المنطقة.
وفي ظل الغضب الرسمي والشعبي للدعم الأمريكي اللامتناهي لجرائم الإحتلال في غزة ، وارتفاع عدد القتلى والمصابين الفلسطنيين، تتصاعد الدعوات السياسية إلى ضرورة غلق السفارة الأمريكية في بغداد بعد دعوة زعيم التيار الصدري مقتدى الصدر إلى ذلك. فضلا عن انه هناك هواجس من احتمالات تعرض السفارة الأمريكية في بغداد لأعمال عنف
وجاء في التقريرالمذكور أن الثقة في الولايات المتحدة كوسيط نزيه تراجعت بشكل كبيرة؛نتيجة الدعم الأمريكي لإسرائيل في استهدافها “المواطنين العزل” في غزة ، وبالتالي ارتفاع نسب المعارضة الشعبية داخل عديد من دول المنطقة للولايات المتحدة، وهي النسب التي كانت في انخفاض؛ وذلك في مقابل ارتفاع نسب رضاء الشارع العربي عن خصوم ومنافسي الولايات المتحدة (روسيا والصين خاصة) في وقت يتزايد فيه دورهما في الشرق الأوسط بينما تقلل واشنطن من انخراطها في المنطقة.
ويفيد مركز إنترريجونال للتحليلات الإستراتيجيةأنهناك تخوف لدى الإدارة الأمريكية، ولدى العديد من المحللين الأمريكيين، من أن ارتفاع ضحايا العدوان الإسرائلي في غزة، وارتفاع نسب المعارضة العربية للولايات المتحدة لدعمها اللامتناهي لإسرائيل قد يحدث تحولاً في نهج الميليشيات المسلحة الموالية لإيران في المنطقة من استهداف القواعد العسكرية الأمريكية إلى أخذ جنود أمريكيين رهائن، وكذلك محاولات قتل جنود أو دبلوماسيين أمريكيين بعدد من الدول العربية التي تنشط بها.
وأضاف مركز MIR أن هناك إشكالية التوفيق بين دعم إسرائيل ووقف العدوان على غزة بحيث تواجه الإدارة الأمريكية تحدياً في الجمع بين دعم إسرائيل في حربها على القطاع، وتلبية المطالب الدولية والإقليمية بوقف العنف وتحقيق الاستقرار في المنطقة؛ فقد سبق أن ألغت مصر والأردن والسلطة الفلسطينية اجتماعاً كان مقرراً مع الرئيس الأمريكي خلال زيارته القصيرة لإسرائيل في 18 أكتوبر الماضي بعد قصف قوات الإحتلال المستشفى الأهلي المعمداني.
وأكد العديد من السياسيين العرب أن مقتل الآلاف من المدنيين لا يمكن تبريره على أنه دفاع عن النفس، ودعو إلى وقف إطلاق النار في القطاع، إلا أن وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن رفض الدعوة، قائلا إن تطبيق مثل هذه الهدنة الآن سيسمح لحركة حماس بإعادة تنظيم صفوفها ومهاجمة إسرائيل مجدداً.
ووفقا للتقريرفإن جهود بايدن لدعم الانفتاح في العلاقات بين الدول العربية وإسرائيل، الذي كان سيستغله للترويج خلال حلمته الانتخابية، ستذهب في مهب الريح؛ لأن استمرار الحرب الإسرائيلية على غزة يفرض قيوداً متعددة على الدول العربية التي لها علاقات مع إسرائيل، خاصة أمام الضغط الجماهيري العربي المتزايد والذي يدعو إلى قطع العلاقات مع الكيان الصهيوني، وبالتالي فإن استمرار جرائم الإحتلال في الأراضي الفلسطينية ، ومواصلة الدعم الأمريكي لإسرائيل، يضعان الحكومات العربية في موقف محرج. أي أن تحقيق الإدارة الأمريكية مزيداً من التطبيع العربي مع إسرائيل قد يتباطأ أو يتوقف لفترة من الزمن.