التفاؤل أفيون الشعوب
لوسات أنفو: محسن برهمي
«التفاؤل هو أفيون الشعوب! الروح المعافاة تفوح بنتن الغباء. عاش تروتسكي! » قد تكون هذه الجملة التي أرسلها لودڤيك إلى ماركيتا الفتاة التي تعجبه هي محرك الأحداث في فيلم the joke المقتبس من رواية ميلان كونديرا التي تحمل نفس الإسم .
الفيلم من إخراج جاروميل جيرش ، وسيناريو جمع بين المخرج جيرش وكونديرا صاحب الرواية ليقف على أدق تفاصيل شخصيات روايته . روايتي؛ “المزحة” و”خفّة الكائن التي لا تُحتمل” 1988، هي اللتان تحولتا إلى فيلم، وفيلم كوفمان لم يظهر إلا بعد حوالى عقدين من الزمن على نشر الرواية. كوفمان دائما ما يذهب عكس التيار حيث استعان بكاتب السيناريو المعتمد للمخرج لوي بونويل، جان كلود كاريير، لتكييف عمل لم يُصوَّر حتى في التشيك.
وبالعودة إلى أحداث الفيلم فنلاحظ أن الفيلم قريب جدا لسيرة ذاتية لميلان كونديرا ، بحيث أن أغلب الأحداث تتقاطع مع حياته عبر أربع شخصيات ، نذكر على سبيل المثال أن بطل الفيلم لودڤيك هو اسم والده ، كما أن الشخصية البطلة طردت من الحزب والجامعة بعد تصويت بالإجماع على الطرد ، تماما ما وقع له هو والكاتب جون ترافولكا عام 1950.
“قد تكون لعنة المنفى هي السبب في ذلك. إذ لم يحظ الكاتب التشيكي في إسبانيا بالشهرة نفسها التي حصل عليها في فرنسا، حيث اختار طريق المنفى منذ عام 1975، عندما طُرد من منصبه في الجامعة ومُنع من ممارسة نشاطه الفكري” يصرح الروائي والصحفي الإسباني خافيير سانتيسو لموقع العربي الجديد.
بجانب كل هذا هناك مشهدين يجب أن نركز عليهما؛ مشهد لودفيك عندما وجد نفسه عدواً للنظام السياسي القائم. من كان يعتقدهم رفاقه يصبحون أعدائه، وإذا ما أسقطنا هذه الجملة على حياة كونديرا فسنجد أن جنسيته التشيكية قد أسقطت بعدما رحل إلى فرنسا بتهمة التجسس، مشهد آخر يمكن أن نعنونه بانتقام سياسي عندما قابل هيلينا (يانا ديتيتوفا)، صحفية إذاعية تهتم بعملها. خلال اللقاء تتاح له رؤية صورة زوجها الذي كان رفيقاً سابقاً له، وأحد الذين سعوا لطرده من الجامعة. فيقرر إغراءها على سبيل الانتقام منه.
فيلم “مزحة” هو أحد أفلام السينما التشيكوسلوفاكية التي استعملت كوسيلة للدفاع ضد الأنظمة الديكتاتورية لأن أكثر ما يرعبهم هو النكتة، الدعابة ، الكوميديا السوداء .
خسرت جائزة نوبل أيقونة بوفاة ميلان كونديرا الذي ذهب ليبحث عن حياة في مكان آخر دون أن يتوج بهذه الجائزة بعدما ظل يترشح لها لسنوات.
