التغيرات المناخية تؤثر بشكل كبير على الصحة العقلية للشباب
لوسات أنفو: خديجة بنيس
أفاد تقرير جديد صادر عن الجمعية الأمريكية للطب النفسيبالتعاون مع منظمة “ecoAmerica” للدفاع عن المناخ، الأربعاء، أن التغير المناخي قد يلعب دورًا رئيسيًا في التأثير على صحة الشباب العقلية.
وأبرز التقرير كيف يمكن للأحداث البيئية المرتبطة بتغيّر المناخ، ضمنًا كوارث الطقس، والحرارة الشديدة، وسوء نوعية الهواء، أن تؤدي لإثارة أو تفاقم مشاكل الصحة العقلية لدى الأطفال والمراهقين، وغالبًا ما تكون غير قابلة للعلاج.
وأفاد التقرير أنّ الكوارث الطبيعية قد تتسبب باضطراب ما بعد الصدمة بين هذه المجموعات، فيما قد تزيد المشاكل طويلة المدى مثل الحرارة، والجفاف، وسوء نوعية الهواء، من مخاطر القلق، والاكتئاب، والاضطراب ثنائي القطب، والسلوك العدائي، والضعف الإدراكي، وغيرها من الحالات.
وبحسب الدكتورة سو كلايتون، أستاذة علم النفس في جامعة “ووستر”، والمؤلفة الرئيسية للتقرير، تجعل الأحداث المناخية المرتبطة بتغير المناخ الأطفال أكثر عرضة لعواقب الصحة العقلية، لأنّهم لا يمتلكون استراتيجيات التكيّف التي يمتلكها الكبار.
ووذكر التقرير أنّ عواقب الصحة العقلية تبدأ حتّى قبل ولادة الطفل، وبالتالي إذا تعرّض أحد الوالدين للتوتر بسبب التحديات المرتبطة بحدثٍ بيئي، مثل الحرارة الشديدة، أو حرائق الغابات، قد يؤثر ذلك على الصحة العقلية لأطفالهما أيضًا.
ويضيف التقرير أنه يمكن التعرض لكوارث الطقس، ودرجات الحرارة المرتفعة، وتلوث الهواء، وقلق الأم قبل الولادة أن يزيد من خطر إصابة الطفل بمجموعة متنوعة من المشاكل السلوكية، والتنموية، بما في ذلك القلق، والاكتئاب، واضطراب فرط الحركة، ونقص الانتباه، وتأخر النمو، ومستوى منخفض من ضبط النفس، والاضطرابات النفسية.
وأوضح التقرير أنّ المراهقين والشباب يشعرون بالقلق خصوصًا بشأن تغير المناخ، وهم أكثر عرضة للقلق بشأن فشل الحكومات الملحوظ، أو أصحاب السلطة، في التصرف بشأن تغير المناخ مقارنةً بنظرائهم الأكبر سنًا.
ووفقًا للتقرير، ترتبط الأحداث المتّصلة بتغيّر المناخ، والضيق الذي يشعر به الأفراد بشأن هذه القضية بمخاطر القلق، والاكتئاب، والعلاقات الاجتماعية المتوترة، والانتحار.
وأشار الباحثون إلى عدم معاناة جميع الشباب من آثار تغير المناخ على الصحة العقلية بالطريقة عينها، وبالتالي فإن الأشخاص الذي ينتمون إلى خلفيات مهمشة أو منخفضة الدخل ، هم أكثر عرضة للطقس المتطرف، مقارنة بالأشخاص الذين يعيشون في المناطق الأكثر ثراءً، قد يتمتع الأشخاص من خلفيات مهمشة أو منخفضة الدخل بوسائل أقل للتعامل مع الطقس القاسي، في حين أنّ المجتمعات ذات الدخل المرتفع تميل إلى التمتع بالمزيد من الغطاء الشجري للحماية من الحرارة.