“البوفا” مخدر الشيطان و كوكايين الفقراء..كلنا معنيون، وكلنا مقصرون
بن عرفة الصغير
البوفا، الكراك، البيضا… تسميات ومرادفات لمخدر بدأ في الانتشار بوتيرة متسارعة في الآونة الأخيرة وسط شبابنا المغربي، لدرجة أنه صار مادة دسمة لوسائل التواصل الاجتماعي التي تسترسل يوميا في الكشف عن خبايا هذه المادة المهلوسة، وتأثيراتها السلبية التي تدفع متعاطيها لارتكاب أفعال وممارسات شاذة مجانبة للصواب .
وبما أن هذه المادة محظورة، و الجهة المصنعة أيضا غير معلومة، فكل الفرضيات والشكوك تظل مطروحة حول مكونات هذه المادة. فالمزاعم التي تتردد هنا و هناك تبقى واردة.
كل التقارير تؤكد بأن “البوفا” خليط من بقايا الكوكايين و “الإكستا”و”الآمونياك” و”بيكاربونات الصوديوم” و “الكولا” وغيرها من المكونات الاصطناعية الخطيرة على جسم الإنسان.
المثير للاستغراب هو كيف استطاع هذا المخدر أن يتسلل إلى شبابنا، ليصبح في متناول الكبير والصغير بهذه السرعة المتناهية ،في غفلة من أعين أجهزتنا الأمنية الموكول إليها حماية أمن وسلامة وصحة مواطنيها، وفي غفلة من آباء وأولياء الأمور ومن مكونات المجتمع المدني والساسة والمنتخبين والإعلام و…؟؟
لا مجال للتطبيع إذن وغض الطرف عن هذه السموم التي تفتك بصحة أبنائنا وإخواننا يوما بعد يوم ، نعم المقاربة الأمنية ضرورية و حتمية لكنها لا تكفي.. نحن في حرب مع عدو يجدد خططه وتكتيكاته دوريا بدهاء وذكاء يستعمل كل الأسلحة والإمكانيات في بسط سيطرته، واستمالة زبائنه، وفي الترويج لسلعته، وفي تكميم الأفواه والعيون التي تترصده .
لن نتراشق بعبارات اللوم والعتاب ونفسح المجال لهذا” البعبع ” كي يتقوى ويزداد شأنه فمجتمعنا المبني على تماسك الأسرة بدأ في التصدع والتآكل ، كلنا معنيون وكلنا مقصرون إزاء هذا الوضع الكارثي ، “فالبوفا” اوكوكايين الفقراء لا يرحم صاحبه ولا يتوانى في إنهاكه ماديا وصحيا ونفسيا وعقليا … فهل نحن مستعدون لانتحار جماعي؟؟؟