استوديو أطلس: نحو عالم سينمائي بلا حدود
لوسات أنفو: يوسف أزوركي
في قلب الإبداع السينمائي العالمي يقف استوديو أطلس شامخا كمركز رائد للإنتاج السينمائي وتصوير الأفلام العالمية، حيث يواصل تألقه عبر العقود، من خلال تحويل أحلام ورؤى مخرجين عالميين إلى واقع سينمائي يأسر الجماهير حول العالم، يتيح للزوار عبر جولات مثيرة فرص فريدة للوقوف على خطى نجوم السينما، في اللحظة التي تخطو فيها عالم الأستوديوتنتقل إلى عالمبلا حدود،فيبدأ الوقت في التلاشي والخيال في التوسع، بداية من الاقتراب من البوابة الكبيرة حيث الهياكل الضخمة والتصاميم الفنية في الجنبات تخطف الأنظار، مع كل خطوة تخطوها داخل الأستوديو تتنوع الديكورات وتتعدد العوالم التي تروي من خلال لغة الإبداع قصص مختلفة عن نجوم مروا من هنا، كل عنصر يحمل بصمات أبطال سابقين، ويعكس جهودا إبداعية مذهلة.
المغامرة تبدأ
بينما تتجول في هذا المجمع السينمائي الذي يبعد عند مدينة ورزازات المعروفة بهدوئها بحوالي 3 كيلومترات على طريق مراكش، تستحضر تفاصيل فيلم “جوهرة النيل” “The Jewel of the Nile” للمخرج الأمريكي لويس تيج “LewisTeague” كأول فيلم تم تصويره بالأستوديو بعد تأسيسه سنة 1983، وتتعقب أثار الممثل الأمريكي مايكل دوغلاس “Michael Douglas”الحاصل على جائزة الاوسكار سنة 1985، ورفاقه في بطولة الفيلم كل من كاثلين ترنر “Kathleen Turner” وداني ديفيتو “Danny DeVito”على الطائرة المعروضة في الساحة إلى جانب مختلف العربات، وتتخيل الممثل البريطاني تيموثي دالتون “Timothy Dalton” وهو يؤدي دورالشخصية الخيالية جيمس بوند “James Bond” في فيلم أضواء النهار الحية “The Living Daylights” كثاني فيلم تم تصويره بالأستوديو سنة 1987.
المشاهد تنبض من جديد
تنتقل داخل هذا الصرح متجاوز حدود الزمان والمكان، وتختلط عليك المشاعر، كأنك تؤدي دورا حقيقا في مسلسل تاريخي أو خيالي لا ينتهي، فتدخل عالم الفراعنة وتقف عند رأس المومياءالتي تم في إيقاظها سنة 1999 في فيلم المومياء “The Mummy” للمؤلف والمخرج الأمريكيستيفن سومارز “Stephrbn Sommers” تعرض لك قصة عودتها في فيلم عودة المومياء “The Mummy Returns” الذي تم تصوير أجزاء منه بالمنطقة سنة 2001 وتتأمل طقوس الدفن وتعامل الإنسان مع الموت، حتى تقف جانب شخصيات مشوهة أيادي مكبلة، أصفاد وقيود، خلف قضبان حديدية، حتى تشعر بنفسك ضحية لأكلي لحوم البشر في فيلم الرعب التلال لها عيون “The Hills Have Eyes” لمخرجه ألكسندر أجا “Alexandre Aja” بطولة تيد ليفين “Ted Levine” وكاثلين كوينلان “Kathleen Quinlan” ودان بيرد “Dan Byrd”الذي تم تصوير لقطات منه هنا سنة 2006، تعود إلى حضارة الفراعنة في القصور الأثرية بأبوابها العالية وزخرفتها الفريدة وألونها المتميزة وعروشها العظيمة، وألهتها، تمر أمام أعينك لقطات المسلسل القصير توت “TUT”الذي يحكي عن حياة الفرعون المصري توت عنخ أمون، سنة 2009، وغيرها من الأفلام العالمية التي تناولت حضارة مصر واختارت أن تكون هذه القصور خلفيات لأحداثها.
إلى العبودية والتحدي
عندما تتوجه نحو أماكن تصوير أكثر الأفلام تأثيرا تم تصوير مقاطع منه في الأستوديو سنة 1998،الفيلم الدرامي التاريخي والملحمي “كلادياتير” “Gladiator” للمخرج ريدلي سكوت “Ridley Scott” بطولةراسل كرو “Russell Crowe” في دور الشخصية الرئيسية للفيلم ماكسيموسديسيموسميدريديوس “Maximus Decimus Meridius ” وخوان فينيكس “Joaquin Phoenix” وكوني نيلسن “Connie Nielsene”، وتتمكن من الوقوف على أرض تم تصوير مشاهد ملحمية فيها، يعود الفيلم للحياة أمام عينيك، وتشعر كأنك في عصر الإمبراطورية الرومانية، وتتخيل ملامح الممثل النيوزيلندي الأسترالي كرو الحاصل على جائزة الأوسكار لأحسن ممثل وجائزة أفضل ممثل درامي في الفيلم سنة 2001، إضافة إلى ترشح لنفس الجوائز وإحرازه لجوائز أخرى في أفلام أخرى، تتخيله وهو يعيش حياة العبودية بعد أن عثر عليه تجار العبيد وتم بيعه لمدرب مصارع، قبل أن يقتاده إلى ساحة المبارزة هناك في قصر أيت بن حدو القرية المدرجة كأحد مواقع التراث العالمي لليونسكو،حيث خاض معاركه الأولى رغم تردده في الوهلة الأولى، إلا أنه قاتل من أجل الحرية، للانتقام من الإمبراطور الفاسد الذي قتل عائلته وأرسله للعبودية، ويأخذك الشوق لإعادة مشاهدة هذا الفيلم الذي أحرز العديد من الجوائز الكبرى أهمها 5 جوائز أوسكار، وكان هذا أكثر الأفلام تأثيرا تم تصوير أجزاء منه بالأستوديو.
رحلة في الثقافة والتاريخ
وأنت تستمتع بالديكورات بتفاصيلها الدقيقة وتحاول ربطها بالمعلومات التي يقدمها المرشد حول المكان وذاكرته السينمائية، التي تحتفظ تفاصيل وأثار العديد من الأفلام التي تم تصويرها هنا وذكرنا بعضها فقط، تسافر عبر الزمان والمكان، تنطلق من قصور مصر وعروشها، إلى أثار الرومان وسجونها،وتمر بالسوق والمباني القديمة التي تعيدك إلى أزقة القرى المغربية، وتعيش الأجواء الإفريقية في احدى قرى الصومال، وتأخذك الديكورات إلى عالم الهند والصين حيث الهندسة المعمارية بألوانها ومكتباتها ومعابدها وألهتها، تجد نفسك في رحلة غنية بالتنوع الثقافي وجمال الإبداع في عالم السينما.
هوليود افريقيا
عندما تعود أدراجك وتخرج من بوابة الأستوديو تجد نفسك داخل أكبر أستوديو سينمائي طبيعي عالمي كما يتم وصفها، إنها مدينة ورزازات الهادئة، في سفوح جبال الأطلس الكبير، حيث تنسجم الجبال والصحارى بكثبان الرمال الذهبية بالواحات الخضراء على ضفاف الأنهار لتخلق مناظرا خلابة من التضاريس المتنوعة، تجعلها بالفعل قبلة مهمة لصناع السينما من جميع أنحاء العالم، ولا يقتصر تأثير ورزازات على الطبيعة الخلابة فقط، بل يمتد أيضا إلى الثقافة والتراث المحلي بما فيها القصبات والقصور، ما جعلها تتحول من مدينة هادئة إلى وجهة عالمية لصناع السينما، تضم أضخم مجمعات الأستوديو في العالم، ولقبت بهوليود افريقيا، كانت أولى ثمار هذه التجربة السينمائية الغنية حسب موقع الجزيرة نت فيلم راعي الماعز المغربي عام 1897 فتبعها أفلام أخرى مثل موروكو عام 1930 وعطيل عام 1949 وغيرها من الأفلام العديدة التي تركت بصمات لا تنسى في الذاكرة السينمائيةلورزازات.