اختصاصي نفساني للوسات أنفو: هكذا يجب التعامل مع الآثار النفسية للزلزال
لوسات أنفو: عادل أيت واعزيز
يترتب عن آثار عن الكوارث الطبيعية، في مقابل المادية آثار نفسية ليس من المستبعد أن تساهم فاجعة الزلزال في ظهور هذه الآثار عند الأفراد. وبما أنه حدث غير متوقع، تَتْبَعُهُ حالة من انعدام الأمان والحزن المستديم، وحالة من الترقب التي تمثلها الهزات الارتدادية، كما يصرح لنا الاختصاصي النفساني محمد ناصيري، الأمر الذي يُخَلّف نوبات من الهلع والاستيقاظ المتكرر والفزع.
وأثناء حديثة للوسات أنفو أكد الناصيري أن: «لجوهر هذا التغير في نظام وروتين الحياة آثار نفسية عمقية، وتؤدي لصعوبة استعادة النظام الطبيعي للحياة، وبالتالي فهو مليء بالاثار النفسية. وأقصى ما يمكن الحديث عليه بعد حالات الحزن المستديم والقلق يقول الاختصاصي حالات ضغط ما بعد الصدمة، حيث تعود ذكريات ولحظات الإحساس بالذنب.
وتساهم مجموعة من العوامل في تفاوت هذه الآثار النفسية، لدى الفئات العمرية المختلفة، فالآثار النفسية لدى الأطفال الحاضرين أوالمصابين، ليست هي نفسها عند طفل عاش الهزة ولكن ليس بشكل مباشر، كما أنها ليست هي نفسها لدى المسنين و الراشدين. ففئتي الأطفال والمسنين يتسمون بنوع من الهشاشة النفسية، الذين يمكن أن تظهر عنهم اثار نفسية لكن مع الزيادة في الحدة، سواء المتصلة بالعمر أوالمتصلة بالبناءات النفسية يقول الناصيري. هذا على غرار عوامل أخرى، متعلقة بالموقع الجغرافي وطريقة معاينة الطفل للحدث، هل كان نائما أم مستيقظا أم شاهد موت أحدهم.
وبالنسبة للتدخل، يؤكد النفساني: «أن يكون استعجاليا وفق خطة تسمى ”ست عناصر” وتركز على الأشخاص المصدومين والذين لا يعبرون أو لم يستوعبوا الواقعة بعد، وكلما استعجلنا التدخل في الجانب النفسي كلما احتوينا الأثر نوعا ما. وقال المتحدث أن يكون التدخل في الوقت المناسب ومستمرا، لأن حالات ضغط ما بعد الصدمة يمكن ألا نكتشفها إلا بعد مدة، والآثار النفسية للزلازل قد تبقى لدى الفرد».
وفي هذا الاستعراض فإنه يشير ألا ننسى أن الأشخاص المصابين الآن، والذين يحسون الآن بنوع من السند الاجتماعي، بمجرد أن يذهب الناس عنهم ويظلون لوحدهم، قد يساهم في ظهور آثار نفسية. ولتفادي كل هذه النتائج، فإن الناصيري يقترح أن يكون التتبع دائما، إعادتهم لنمط حياتهم السابقة، وأن نجعلهم أكثر إنتاجية، وإذا لاحظنا حالات خاصة تستوجب متابعة نفسية متخصصة فيجب أن يتم توجيهها لمتخصص وليس لأي شخص.”