الرأي

إعلان بيكين واختيار يحيى السنوار شهادة طلاق القضية الفلسطينية لبعدها العرقي – الديني لتعانق البعد الأممي

بالأمس حين اغتيل الشيخ ياسين، خلفه عبد العزيز الرنتيسي ليغتال أيضا في نفس السنة واستمرت المقاومة ..اليوم، مع الاغتيال الجبان للقائد إسماعيل هنية، وتعويضه بيحيى السنوار.. ستستمر المقاومة.
الفرق بين الأمس واليوم يتجلى أساسا في التحالف الواسع المعلن، ذو الطبيعة الدولية، بأبعاده السياسية والمالية والإعلامية والعسكرية بين دول من عدة قارات وبمقاومة قوية بلبنان وفلسطين واليمن وسوريا والعراق وإيران ودول أخرى.
كما يتجلى في الحرب العالمية الثالثة التي بدأت بأرض أوكرانيا بين معسكرين واضحين، وانفجار توثرها قويا بفلسطين وقبلها بأشكال اخف لكن مؤثرة بإفريقيا حيث تم طرد فرنسا منها والترحيب بالصين والاتحاد الروسي، إن حمل صور بوتين في احتجاجات بدول افريقية علامة من علامات الاصطفافات الجديدة.
في هذا السياق العالمي تجدر الإشارة إلى ” إعلان بكين” المؤسس لوحدة وطنية لكافة القوى والفصائل الفلسطينية في إطار منظمة التحرير، بتوحيد هدفها المتمثل في بناء الدولة الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس، وضمان حق العودة طبقاً لقرار الأمم المتحدة رقم 194 وحق الشعب الفلسطيني في مقاومة الاحتلال وفق القوانين الدولية نفسها ومباشرة تشكيل حكومة وفاق وطنية ومع إعادة تشكيل منظمة التحرير الفلسطينية بضم جميع المكونات الأربعة عشر المجتمعة بالصين. هذه مؤشرات هامة سيكون لها ما بعدها.
اتفاق بكين، هو بمثابة إعلان بأن حل للقضية الفلسطينية داخل الأمم المتحدة وليس خارجها، اتفاق يقطع الطريق على “مفاوضات” تتحدث عنها الولايات المتحدة الأمريكية وحلفائها من العرب والغرب، الشبيهة بمفاضات أوسلو وغيرها التي لن تؤدي إلا إلى التفرقة وديمومة الاحتلال.
إعلان بيكين شهادة طلاق القضية الفلسطينية لعدها العرقي-الديني الموروث عن الحرب العالمية الأولى، والذي أغرقها في اتفاقات مشبوهة كأوسلو وغيرها، لتعانق بعدها الكوكبي كقضية إنسانية عادلة لشعب احتلت أرضه حيث ستجد لها الحل النهائي.
رجل المرحلة في هذا السياق العالمي، بدون منازع هو يحيى السنوار القائد السياسي والعسكري لأكبر مكون للمقاومة الفلسطينية، اختياره كرابع رئيس بعد أحمد ياسين المؤسس لحماس، لقيادتها أمر طبيعي تمليه ظروف الحرب ويعكس التوجه المقاوم الممانع الجذري للمقاومة الفلسطينية المرتبط ارتباطا وثيقا بالسياق ذاته .
اختيار مهندس طوفان الأقصى رسالة قوية للكيان الصهيوني المحتل ولحلفائه الأساسيين الولايات المتحدة الأميركية وألمانيا وبريطانيا وغيرها، والإجماع على الرجل يعكس قوة تماسك الحركة وعموم مكونات المقاومة الفلسطينية، وهو بمثابة إعادة الشأن السياسي، الذي كان لمدة طويلة بيد القيادية في الخارج، إلى الميدان كأولوية حاليا، خاصة مع وصول التفاوض إلى الباب مسدود.
كما أن الإجماع الفلسطيني على إدانة الاغتيال الجبان لإسماعيل هنية و على مباركة اختيار يحيى السنوار كرئيس المكتب السياسي لحماس مؤشر على العزم أن على المقاومة هي الحل وهو التوجه الذي أسس له لقاء الصين. فلا خوف على السنوار من الاغتيال كما سبق ان تم مع خليفة المؤسس أحمد ياسين، عبد العزيز الرنتيسي، ولا خوف على المقاومة الفلسطينية الباسلة ما دامت موحدة التوجه والخطط والأهداف.

العلمي الحروني –عضو المجلس الوطني للحزب الاشتراكي الموحد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى