إسرائيل تكتب نهايتها بدم الفلسطينيين
لوسات أنفو : خديجة بنيس
تعرضت الحكومة الإسرائيلية إلى الكثير من الخسائر منذ عملية طوفان الأقصى التي هزت أركانها بشكل غير مسبوق للمرة الأولى، وعلى جميع الصعد البشرية والسياسة والاقتصادية وغيرها.
وتكبدت إسرائيل خسائر بشرية كبيرة جدًا، حيث قتل المئات من الجنود الإسرائيليين في هذه الحرب، وجرح الكثيرون، وبنيامين نتنياهو تحدث عن أرقام رسمية بإصابة 260 جنديًا 100 منهم في حالة خطيرة، وعشرات من القتلى، وخسائر فادحة في الأرواح، وصرحت المقاومة في كثير من التصريحات أن عدد الجنود الذين قتلو في الإشتباكات مع حماس أضعاف ماأعلنت عنه حكومة الإحتلال.
ويؤكد المحللون أن الهدف الأول منذ بداية الحرب كان القضاء على حماس وتفكيك بنيتها العسكرية، وظهر هدف آخر ثم نتيجة الضغوط في تل أبيب هو تحرير الأسرى، وحتى الآن لم تحقق إسرائيل أي من هذه الأهداف.
وبالنظر إلى قدرة إسرائيل العسكرية، هي قادرة على الاستمرار حيث أنها واحدة من أقوى دول المنطقة، ولديها ترسانة عسكرية كبيرة، كما أن الدعم الأمريكي المطلق جعل المخازن العسكرية الأمريكية مفتوحة لخدمة المجهود الحربي، لكن لديها مشكلة تتعلق بخسائر الأرواح في صفوف الجنود.
وهذه قضية حساسة جدا في المجتمع الإسرائيلي ، وقد تمثل مشكلة للحكومة خلال الفترة المقبلة، خاصة مع ارتفاع عدد القتلى سواء المدنيين في عملية 7 أكتوبر، أو العسكريين خلال ، الحرب وهي مسألة ليست في صالح الحكومة التي تواجه بالفعل اتهامات شديدة في الداخل من المعتدلين.
ووفقا للتقارير فإنه على مستوى البنية الاجتماعية، هناك هروب لأكثر من 120 ألف مستوطن كانوا يقيمون في غلاف غزة، حيث فروا من هناك إلى تل أبيب والداخل الإسرائيلي، أو إلى الخارج، إضافة إلى عدم ثقتهم في حكومة نتنياهو بسبب الإجراءات التعسفية والاستفزازية بحق المجتمع الإسرائيلي، من قبل المتطرفين الذين حاولوا الاستيلاء على سلطة القضاء من خلال القوانين التي يتم إقرارها في الكنيست.
وأمام الإغلاق الحكومي الذي يهدد الحكومة الفيدرالية الأمريكية، فإن تمويل الولايات المتحدة للقاعدة العسكرية الإسرائيلية على المحك خاصة بعد أن قدم رئيس مجلس النواب الأمريكي الجمهوري مايك جونسون، مشروع قانون لمواصلة تمويل الحكومة الفيدرالية الأمريكية بشكل مؤقت، بمعزل عن تقديم مساعدات لإسرائيل وأوكرانيا، وبالتالي هذا أيضا معطى مهم سيغير مجرى الأحداث في الأراضي الفلسطينية المحتلة.
وفيما يتعلق بالمستوى السياسي والدولي، تفيد التقاريرالإعلامية أن نتنياهو وحكومته انتهوا سياسيًا منذ يوم 7 أكتوبرالماضي ، والإطاحة بهم سياسيا مرتبط فقط بانتهاء الحرب، فيما عرف العالم أجمع كذب إسرائيل فيما يتعلق بقتل الأطفال واغتصاب النساء، وظهرت للعلن الانتهاكات الإسرائيلية بحق المدنيين من الأطفال والنساء، غير المسبوقة في انتهاك صارخ لحقوق الإنسان والقانون الدولي، خاصة اتفاقية جنيف الرابعة، التي تمنع قصف المستشفيات والمباني السكنية والتهجير القسري للسكان بالقوة وتعتبرهم جرائم حرب.
وقال الأمين العام لـ”حزب الله” اللبناني حسن نصر الله، السبت، إن “إسرائيل توجه ضربات قاضية لمشاريع التطبيع التي تسعى إليها”، وأضاف نصر الله أن “إسرائيل لم تحقق أي إنجاز تستطيع أن تقدمه لجمهورها، وما زالت عاجزة عن تقديم صورة انتصار لها أو صورة انكسار للمقاومين”.
فضلا عن المواقف الغربية التي كانت تدعم دولة الإحتلال، وسجلت خلال الأسبوع الأخير تراجعا ملحوظا، وأصبحت تدعو حكومة الإحتلال بوقف إطلاق النار، ناهيك عن المسيرات والمظاهرات الداعمة لفلسطين التي تجوب جل شوارع المدن العالمية ترفع خلالها شعارات تدين إسرائيل وتطالب بضرورة وقف إطلاق النار، وبالتالي هناك رفض شعبي كبير للإنتهاكات التي تمارسها دولة الإحتلال في حق الفلسطينيين.
وبالتالي فإنه وفقا للخبراء بات من المؤكد أن كافة الخسائر التي مني بها جيش وحكومة إسرائيل لا تمنحه مزيد من الوقت للبقاء على هذه الأرض، طالما أنه يتنكر للحقيقة وللقانون الدولي، ومقررات الشرعية الدولية التي تقر بشكل قطعي بحق الشعب الفلسطيني في الحرية والاستقلال وتقرير المصير وإقامة دولته الفلسطينية.
المصدر : وسائل الإعلام