الرأي

“أولاد الفشوش” نموذج للفئة الخارجة عن القانون في المغرب

لوسات أنفو: بن عرفة الصغير

رغم كل المجهودات المبذولة  في المغرب و التشريعات والترسانة القانونية التي ثم اكتسابها  والبرامج والمخططات التي يثم أتباعها سعيا لبلوغ بصيص من الديموقراطية التي تبقى لحد الساعة مرهونة تحت  قبضة ممارسات وأفعال وعقليات تسكنها بل وتعشش فيها أكوام الفساد و التسلط و التجبر والاحتيال على هذه النواميس عنوة في خروج صارخ عن النهج الديموقراطي المتعارف عليه في أعتى الديموقراطيات .

مما يجعل المواطن المغربي في أحيان كثيرة منشغلا ومحاصرا باستفهامات وتساؤلات يطول جردها، تغمره أحاسيس بالانتماء إلى عالم آخر مغاير لذلك الذي يعرفه و يعيش فيه ، واقع باتت تغذيه تلك الممارسات والأفعال الشار إليها ، التي تطالع المواطن المغربي من حين لآخر يكون أبطالها “أولاد الفشوش” في إشارة إلى أبناء العائلات الميسورة و المنتسبة لعلية القوم ، هؤلاء يخرجون للحياة وفي فمهم ملعقة من ذهب ، يترعرعون في بيئة توفر لهم كل مقومات العيش الكريم بل أكثر من ذلك توفر لهم حياة باذخة لكنها تغفل منحهم التربية على احترام الآخر والشعور بمآسيه وأحزانه لأنهم يعيشون في بوثقه الملذات لا يعيرون اهتماما لما يجري حول محيطهم ، فمنطق المال والجاه والسلطة هو نبراسهم كل شيء مستباح حتى أرواح الناس ودماؤهم و أعراضهم ، فواقعة “عين الذئاب” التي ذهب ضحيتها الشاب “بدر” التي جرى توثيقهامنذ أسابيع تظهر بجلاء وتلخص كل معانيالجبروت والرعونة واللامبالاة ، فالجرم المرتكب عمدا مع سبق الإصرار من طرف القاتل الذي ينتسب لفئة أولاد الفشوش هو نتيجة حتمية لمشهد صار يؤثث مجتمعا ضاربا في التفاوتات والمفارقات التي تجر إلى الوراء عوض السير قدما نحو الأمام .

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى